عقد مجلس سوريا الديمقراطية في مدينة حلب اليوم، ندوة حوارية تحت شعار « عفرين المقاومة صامدة،
عفرين باقية والمحتلون راحلون»، بمشاركة /120/ شخص من فعاليات سياسية، اجتماعية وحقوقية من مختلف مناطق حلب.
حمل المحور الأول عنوان “أطماع وأجندات الدولة التركية تاريخيا في المنطقة”، حيث تحدثت فيه رئيسة الهيئة التنفيذية “إلهام أحمد” عن تداعيات الاحتلال التركي لمنطقة عفرين وعموم الأراضي السورية.
عفرين رمزٌ للاحتلال التركي
قالت رئيسة الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية “إلهام أحمد” عندما نتحدث عن عفرين لا نقصد هذه المنطقة فقط بل جميع المناطق المحتلة من قبل الدولة التركية، غير أن عفرين بجغرافيتها وثقافتها و تاريخها منطقةٌ كردية، اكتسبتْ رمزيتها من خلال تشاركها مع مكونات المنطقة، وبعد الاحتلال التركي لتلك المنطقة اُعتبرتْ رمزاً للاحتلال و وإن جميع الانتهاكات و الجرائم التي ترتكبها الفصائل التركية و الجيش التركي و أجهزته الأمنية في هذه المنطقة هي معيار لكل المناطق السورية المحتلة من قبل الدولة التركية بدءاً من جرابلس والباب وصولا إلى إدلب و ريفها و حتى مناطق أخرى.
كما أكّدتْ “أحمد” أن تركيا تحاول توسيع رقعة احتلالها للأراضي السورية كما جرى في عام 2019 أثناء احتلالها لكلٍّ من سري كتانية (رأس العين) و تل أبيض دون التوقف عن تحقيق حلمها التوسعي فتهديداتها لا تزال مستمرة، فعفرين عانت من ويلات هذا التدخل السافر حيث الهجرة الجماعية القسرية لسكانها، إضافة إلى نسف و ضرب كل المعالم التاريخية و الأثرية الموجودة في المنطقة، و سياسة التتريك التي تمارسها تركيا ليست إلّا لمحو ثقافة المنطقة و إضفاء طابع التتريك عليها، مستغلّةً في سعيها لبعض المكونات الموجودة في سوريا كالمكون التركماني او البعض من المكون العربي أو حتى البعض من الأحزاب و المنظمات السياسية الكردية التابعة للدولة التركية فهي – تركيا – لا تتوقف عن توسيع رقعة احتلالها و نشر سياستها العدائية في المناطق المحتلة من الشمال السوري، وأكّدتْ أحمد بأنّها ستكون ومن خلال ندوة في الشهباء مع أهالي عفرين النازحين قسرا و سيتم اختتام هذه الفعاليات بمؤتمر صحفي و الاشارة الى الجرائم التركية التي ترتكب في هذه المناطق.
تركيا تستغل راية الاسلام لتحقيق مطامعها التّوسعية
وأكّدتْ رئيسة الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية بأن الاحتلال التركي عُرف تاريخياً بالسلطنة العثمانية، التي دخلت مناطق الشرق الأوسط تحت راية الاسلام ومارست لمدة أربعة قرون سياسات كانت من شأنها نسف الهوية الأصلية لشعوب تلك المناطق كل ذلك تحتْ غطاء الاسلام ومن المعروف بأنّها – تركيا – تستخدم الدين الاسلامي كسياسة وليس كقناعة أو إيمانا به.
و أشارتْ أحمد أيضاً بأن المنطقة – الشرق الأوسط – شهِدتْ الويلات (سياسيا و اقتصاديا و ثقافيا ) من جرّاء حكم الامبراطورية العثمانية و أن سياستها التوسعة استمرّتْ حتّى اصطدمت وواجهت البريطانيين و الفرنسيين، وهي اليوم تحاول الوصل إلى حدود الامبراطورية العثمانية و لكن بأسلوب آخر، و أرادتْ تحقيق أجنداتها التوسعية، وما زالت تسعى إلى قيادة العالم الاسلامي السني و يكون أردوغان أمير عليها، وكل ذلك تحت قناع ” الاسلام “، وإنّ كلٍّ من مصر و سوريا و السعودية و غيرهم من الدول الاسلامية في وجه نظرها دولٌ ديكتاتورية تظلم شعوبها و لا تلتزم بسنّة النبي محمد (ص) وهي – تركيا – تحاول أن تُنقذَ العرب السنة من براثن الدول الديكتاتورية .
تركيا التوسعية …قاهرة لحريات الشعوب
وأكّدتْ السيدة إلهام أحمد بأن تركيا ومن خلال تدخّلها السافر بليبيا أضرّتْ بمصالح الدّول العربية، لأنها – تركيا – تحاول جاهدة وبشتّى الوسائل أن تكون جزءاً أساسياً من النظام العالمي الكبير الذي يعاني في هذه المرحلة أزمات متتالية ويسعى إلى الظهور بوجه جديد، وتركيا تريد أن يكون لها دور في بناء النظام العالمي معتمدةً على جبهة السنة الإسلاميين في الشرق الأوسط
أن صراعها مع الشّيعة في إيران لا يتوقّف إلّا عندما يتم الحديث عن حقوق الشعوب، وتركيا مع مجيء أردوغان تحوّلت من دولة رفعت في السّابق شعار ” صفر مشاكل مع دول الجوار ” إلى دولة لها مشاكل مع كل تلك الدول المجاورة لها، وكانت مرشحة لأن تصبح عضو في الاتحاد الأوروبي.
وأشارتْ أحمد أيضاً بأن الوضع خطير للغاية، ويجب إيقاف سياسات تركيا التوسعية في المنطقة، وتقديم الدّعم لقوات سوريا الديمقراطية التي حاربت قوى الظلام والتكفير والارهاب تنظيم ” داعش ” وألا تتراجع القوى العظمى كـ (روسيا – أمريكا) من دعمها لها كما حدث في عفرين، رأس العين وتل أبيض وتركت تلك القوّة بمواجهة تركيا بأسلحتها المتطوّرة.
النظام يخدم الاحتلال
مواقف النظام السوري حيال احتلال عفرين والانتهاكات التي ترتكب بحق سكانها الأصليين، تتماهى مع السياسة التركية العدائية تجاه شعوب المنطقة.
أشارت “أحمد”، أن هناك تقاطع بين السياسة التركية وممارساتها في عفرين وبين سياسة النظام السوري، وألا لماذا النظام يحاصر مهجري عرين في أحياء الشيخ مقصود ومخيمات الشهباء؟
ومن جهة أخرى النظام السوري يقف متفرجاً على القصف التركي على منطقة تل رفعت وأخرها في 23 كانون الثاني/يناير 2021، رغم أن النظام يدعي أنه الحامي لوحدة سوريا وسيادتها، هي سياسة متوافقة من حيث إبادة الشعوب.
ونادت رئيسة الهيئة التنفيذية “إلهام أحمد” بتكاتف كل المكونات والشعوب والعمل سوياً لمواجهة الاحتلال التركي من جهة الاستبداد من جهة أخرى.
تركيا تسوق حجج واهية لتدخلاتها
تدعي تركيا أنها تدعم التغيير في سوريا وقدمت الدعم للمعارضة التي يراها مناسبا لسياساتها، لكنها في الحقيقة تسعى لإحياء أمجادها.
في كل مرة تبرر أنقرة سياساتها بمحاربة “الإرهاب” وحماية أمنها القومي، علماً أنها هاجمت في سوريا كل من سري كانية وتل أبيض وسابقاً عفرين، واستهدفت مناطق خارج سيطرة النظام وسعت لإنهاء تجربة منحت السوريين مساحة للتعبير وإدارة شؤونهم وهي تختلف عن تلك التي موجودة في دمشق.
وتابعت “أحمد” أن تركيا هاجمت مؤسسات مدنية كانت تنتهج نظاما يعتمد على المساواة بين الجنسين واتاحت المجال لجميع مكونات المنطقة أن تشارك وتدير نفسها بعيدا عن سلطة المركز.
وأكدت “أحمد” ان هناك اثباتات بأن الدولة التركية ارتكبت المجازر في هذه المناطق وعمدت إلى تنفيذ سياسات تغيير لديمغرافية المنطقة وبالأخص المناطق الكردية، على الرغم أن تلك المناطق كانت مهددة من قبل داعش والنظام وفصائل أخرى.
وقالت “أحمد” أن الادارة الذاتية تحاول حماية نفسها داخل الحدود الادارية والسياسية للبلاد وهي غير معنية بالصراعات التي تجري خارج الدولة السورية .لكن تركيا تتحج بمحاربة “حزب العمال الكردستاني” في هذه المناطق، إذا كانت كما تدعي فلماذا تحارب تركيا في كل من ليبيا واذربيجان وحزر اليونان؟ وهل يوجد حزب العمل الكردستاني هناك أيضاً؟ تساءلت “أحمد”.
إذاً هي سياسات توسعية عدوانية خلفها حلم وأطماع بإحياء امبراطورية بائدة خلفت خلال 400 عام التخلف والفقر والمجازر.