يصادف التاسع من كانون الأول/ديسمبر لهذا العام الذكرى السنوية الخامسة على تأسيس مجلس سوريا الديمقراطية «مســد»، كتحالف لقوى وكتل وتيارات سورية تؤمن بالديمقراطية والتشاركية والحوار كسبيل لحل القضايا الوطنية وتحقيق تطلعات الشعب السوري والحفاظ على وحدة البلاد أرضاً وشعباً.
جاء تأسيس مجلس سوريا الديمقراطية «مســد»، كمحاولة لتجميع القوى الوطنية الديمقراطية السورية، وبعد أن شكّل أبناء شمال وشرق سوريا هياكل إدارية باسم الإدارة الذاتية وأخرى عسكرية باسم قوات سوريا الديمقراطية «قســد» التي قاتلت الإرهاب وقدمت آلاف الشهداء، لتكمل الرؤية السياسية وتكون المرجعية لهم، معبراً عن حالة وطنية وكمشروع لعموم سوريا.
يتزامن ذكرى التأسيس هذا العام في ظل ظروف صحية استثنائية تعاني منها عموم الإنسانية جراء انتشار وباء كورونا، فيما يعاني السوري سلسلة عذابات بدءاً من معاناة النزوح والتشرد والبحث عن لقمة العيش في الشتات واللجوء لتتحول معاناتهم لورقة تتاجر بها طرفي الصراع على السلطة في البلاد.
كما تتزامن مع ألم آخر يثقل كاهل الجسد السوري المنهك؛ هو احتلال الدولة التركية لمزيد من الأراضي السورية في سري كانية (رأس العين) وتل أبيض، استكمالاً لمشاريعها التوسعية في سوريا بعد أن احتلت جرابلس، اعزاز، الباب، عفرين وإدلب واستخدمت السوريين كـ “مرتزقة” في حروبها العابرة للحدود.
أما جهود الحل السياسي لاتزال متعثرة بعد عشر سنوات من عمر الأزمة وخيار المراوحة في المكان سيد الموقف حتى الآن، في ظل غياب توافق دولي بين الدول النافذة في الملف السوري، فضلاً عن وجود أزمة تمثيل الإرادة السورية بين طرفي الصراع في البلاد (المعارضة والنظام). طرف استبدادي دمر البلاد ويدعي أحقيته بامتلاك البلد وطرف معظمه مرتهن لأجندات إقليمية تعادي مشروع الحل الوطني.
في خضم ذلك سعى مجلس سوريا الديمقراطية ومنذ تأسيسه قبل خمسة أعوام؛ لتفعيل المسار الوطني والبديل الثالث الذي انطلق من قاعدة التوافق على المشتركات وبناء أرضية صلبة تستوعب السوريين بمختلف انتماءاتهم وتكويناتهم. إذ عمل «مســد» وفق رؤية وطنية وحملَ همِّ شعب سوريا من أقصاه إلى أقصاه، وجاهد لبناء توافقات وطنية عبر توقيع مذكرات تفاهم بيننا وقوى وطنية سورية، وعقد سلسلة من الملتقيات الحوارية داخل البلاد وكذا ورشات حوارية في المهجر مع كتل وشخصيات المعارضة الديمقراطية لتتوج بتفاهمات ورؤى مشتركة وتكون نواة لمنبر ديمقراطي يجمع القوى الوطنية المؤمنة بالحل السوري. كما تم عقد المؤتمر الوطني لأبناء الجزيرة والفرات بعد عقد /13/ ندوة شاركها معظم النخب المجتمعية في مناطق الجزيرة والفرات؛ هذا المؤتمر الذي شكل محطة وطنية لاقت الاهتمام والاستحسان الوطني الكبيرين.
إننا في مجلس سوريا الديمقراطية «مسـد»، وبهذه المناسبة نجدد عهدنا للشعب السوري على بذل كافة الجهود من أجل تحقيق تطلعاته في إنهاء الأزمة المتفاقمة والعمل على إخراج كافة المحتلين وبناء سوريا الجديدة على أسس المواطنة الحقيقية وفق النظام اللامركزي الديمقراطي.
9كانون الأول/ديسمبر 2020
مجلس سوريا الديمقراطية