شن جيش الاحتلال التركي عبر طائراته العسكرية هجوماً على مناطق مختلفة من الأراضي السورية مخلفا عشرات الضحايا والجرحى أغلبهم من المدنيين، مستهدفاً البنى التحتية كمحطات توليد الكهرباء في مناطق ديريك/ المالكية ومشفى معالجة مرضى الكورونا في كوباني وقصف منطقة المكمن في ريف دير الزور التي تبعد 70 كم عن الحدود التركية بالتزامن مع انعقاد مؤتمر استانا.
إننا في مجلس سوريا الديمقراطية الفعاليات المجتمعية السياسية والنسوية وندين باشد العبارات ما تقترفه دولة الاحتلال التركي بحق شعبنا في سوريا من جرائم ترتقي إلى جرائم حرب ضد الإنسانية، ونؤكد بأن مسوغات تركيا ومبرراتها في شن هذه العملية باطلة ولا أساس لها من الصحة، وأن هذه العملية العسكرية هي استكمالا لنهجها العدواني في سبيل احتلال المزيد من الأراضي السورية والعمل على التغيير الديمغرافي ودعم الإرهاب وخلق الفوضى وعدم الاستقرار.
نعلم بأن تركيا مأزومة في هذه اللحظة، وبأن أوضاعها الداخلية والاقتصادية تجعلها تعمل على تصدير أزماتها عبر شن عمليات عسكرية لأنها لم تسطع نيل الموافقة أو الحصول على الضوء الأخضر في اجتياح بري أو غزو عسكري لبعض المناطق وخاصة في شمال وشرق سوريا، فبدأت مؤخراً بإخراج مسرحية واهية عبر تفجير اسطنبول الإرهابي الذي أدانته قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، وكل جهة كردستانية أرادت أنقرة من خلال منطق الذرائعية المحض تبرير ضلوعها فيها. فشلت أنقرة في ذلك ولم تقنع حججها أي طرف وخاصة القوى الضامنة لوقف اطلاق النار منذ تشرين الثاني 2019 أي روسيا وأمريكا.
إن تركيا من خلال هجماتها الفاشية على مناطق شمال وشرق سوريا تؤكد للجميع بأن هدفها هو عدم انهاء داعش بل اعطائها الفرصة الكبيرة لإعادة تنظيم نفسه وفي الوقت ذاته تصدير أزماتها وانقاذ نفسها من الوضع الصعب الذي أوصلتها إليه منظومة الاستبداد الفاشي التركي الحاكمة، ووقوفها إلى جانب مشاريعها وأدواتها المدمرة بدلاً من الحوار وحل كامل القضايا العالقة التي تؤدي إلى شرق أوسط آمن ومستقر.
في الوقت الذي نتقدم به في مجلس سوريا الديمقراطية والفعاليات المجتمعية والسياسية والنسوية بأحر التعازي لشهدائنا ونسأل الشفاء العاجل للجرحى فإننا نحمل استمرار العمليات العسكرية الجوية التركية وتداعياتها المدمرة في مناطق الادارة الذاتية على كل من روسيا وأمريكا والتحالف الدولي ولا نخلي أبداً مسؤولية مجلس الأمن والأمم المتحدة والجامعة العربية في أتخاذ موقف حاسم وحازم في مواجهة تركيا في استهتارها بالقوانين الدولية. وإننا ندعو شعبنا السوري وعموم القوى الوطنية السورية الدفاع عن هذا الجزء المهم من سوريا في هذه المرحلة المصيرية وضمن هذا المنعطف الحاسم على الجميع، وكما ندعو شعبنا في شمال وشرق سوريا تفويت هذه الفرصة مرة أخرى على قوى الاستبداد والفاشية العثمانية الجديدة والالتفاف أكثر حول قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية بهدف حماية المكتسبات التي تمت بفضل تضحيات شعبنا وتقديم عشرات الآلاف من شهداء وجرحى من أبناء المنطقة.