بقلم: بسام صقر – عضو المجلس الرئاسي بـ”مسد” وممثليتها في واشنطن
تباطأت الأمم المتحدة ومعظم هيئاتها, وغضت النظر معظم دول العالم عن الاعتداءات التركية على الأراضي السورية منذ عام 2011 وحتى غزو عفرين واحتلالها منذ 20كانون الثاني2018، ووقفت معظم حكومات العالم صامتة ودون اكتراث يذكر, حيال ما قام به جيش الاحتلال التركي مع مجموعات من المرتزقة السوريين، وبتواطؤ مريب من معظم الدوائر السياسية الدولية واصل العدوان التركي كل عمليات اعتداءاته على الأراضي السورية , وفي خروقات فاضحة لكل المبادئ والقواعد التي تحكم القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان ، وتم افساح الطريق أمام الحكومة التركية لاستخدام كل اساليب العنف والعدوان ضد قوى مجتمعية حاربت الإرهاب وممثليه من داعش وغيرها.
إننا في مجلس سورية الديمقراطية نؤكد ان قوات سورية الديمقراطية هي التي حاربت قوى الإرهاب وتنظيماته في عفرين وريفها ، هي نفسها التي قاومت وتصدت للعدوان التركي والمرتزقة الذين ارتكبوا افظع الجرائم بحق اهالي قرى ومدينة عفرين، علاوة على الحجم الهائل من التخريب والدمار , والتهجير للآلاف من السكان الأصليين , إضافة الى العديد من المجازر التي اتسمت بالتطهير العرقي وتبعتها تغييرات ديمغرافية في عفرين وفي بعض قراها.
إن الاعتداءات بمختلف صنوف وأنواع الأسلحة الفردية والجماعية, التي شنتها تركيا على مدينة عفرين الكوردية السورية والسيطرة عليها بمشاركة مجموعات تابعة للمعارضة السورية, احتلالاً صريحاً لأراضي دولة مجاورة, مما كان يستوجب على المجتمع الدولي و مجلس الأمن إلى ضرورة الضغط ومطالبة الحكومة التركية بسحب جيشها و الفصائل و المجموعات المرتزقة التي قاتلت لجانبها من مدينة عفرين بشكل فوري و تعويض المتضررين جراء هذه الحرب .
إن حجم القصف الجوي والصاروخي والمدفعي من قبل العدوان التركي والمتعاونين معه المشاركين في عملية ما سمي ب”غصن الزيتون “، أتاح لهم التمدّد واحتلال مدينة عفرين وقراها، بالتدمير والقتل والترهيب، والواقع أنّه سرعان ما فرض الاحتلال على الأراضي التي اخضعها إلى سيطرته، سلطة المحتل التي لا تعترف باي هوية اخرى
ونشير الى بعض ممارسات مسلحي جيش الاحتلال التركي والمتعاونين معه:
- 1. اضطهاد عرقي
- 2. ارتكاب جرائم الابادة الجماعية
- 3. انتهاكات حقوق المرأة:
- 4. القتل والتمثيل بجثث الأسرى
- 5. محاكمات خارج القانون
- 6. الغنائم والمصادرات
- 7. حرق الكتب والوثائق والاثار التاريخية
- 8. تدمير وتفجير اماكن العبادة
- 9. الاختطاف والاخفاء القسري والتعذيب والاغتيالات.
- 10. اختطاف الاطفال واحتجازهم كرهائن
- 11. الاختطاف والابتزاز: كمصدر تمويل مهم للإرهاب
- 12. القصف العشوائي والتفجيرات.
إن تلك النماذج من الأفعال العدوانية والانتهاكات تعتبر جرائم حرب وجرائم دولية ضد الإنسانية ،ارتكبت من قبل جيش الاحتلال التركي والمجموعات المرتزقة المتعاونة معه ضد المدنيين, ويتحمل المسؤولية القانونية معهم أيضا, كل من اصدر الأوامر أو ارتكب اوساهم أو تعاون أو دعم هذه الأعمال الإرهابية , مما يوجب اخضاعهم جميعا لسلطة القانون الدولي وللمحاسبة الجنائية عن أفعالهم.
إن الانتهاكات التركية المرتكبة في عفرين كمدينة من ناحية، وتجاه سكانها من الكورد والعرب, منذ احتلالها عسكريا , إنها أعمال تتعارض كليا مع أحكام إتفاقية لاهاي الخاصة باحترام قوانين وأعراف الحرب البرية، وأحكام اتفاقية جنيف الرابعة المتعلقة بحماية المدنيين في زمن الحرب لعام 1949، والبروتوكول الملحق الأول باتفاقيات جنيف الأربعة، كما تتعارض كلياً مع مبادئ القانون الدولي المتعلقة بالعلاقات الودية بين الدول وفقاً لميثاق الأمم المتحدة، كما تتعارض مع أحكام العهدين الدوليين الخاصين بحقوق الإنسان، وكذلك تتعارض مع الإعلان العالمي الحقوق الإنسان الصادر في 10 ديسمبر 1948 بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة، كما تتعارض مع أهداف الأمم المتحدة ومقاصدها وتنتهك أحكام الميثاق.