عَبَرَ شُعب وفرق حزب “البعث” في محافظة دير الزور شرق سوريا،بدأت السلطات في دمشق، منذ مطلع تشرين الثاني الماضي، بالترويج لعمليات “التسوية” الأمنية في المحافظة، تشمل المطلوبين والفارين من الخدمة الإلزامية، والاحتياطية.
إذ تعمل تلك السّلطة على استغلال التركيبة العشائرية في دير الزور وريفها منذ سنوات عدة، من خلال استغلال مكانة بعض وجهاء العشائر، كمدخل وأداة لفرض سيطرته على موقف أبناء المحافظة،
معتمداً في خطوته هذه على الحليف الروسي،الذي سعى بدوره إلى تسخير عددٍ من وجهاء وشيوخ العشائر الموالين له، وتقديمهم على أنهم ضامنون لاتفاق “التسوية” لإقناع أبناء قبائلهم وعشائرهم بجديّة السلطة في دمشق بهذه العمليّة والتزامها بها، لكن هذا الاستثمار لم ينجح لأسباب عدة، أبرزها فقدان وجهاء العشائر هؤلاء ثقلهم الاجتماعي ومكانتهم لدى أبناء قبائلهم، خصوصًا بعد تورط معظمهم مع الميليشيات الإيرانية الناشطة في محافظة دير الزور.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن الصالة الرياضية بمدينة دير الزور والتي تجري فيها عمليات “التسوية” شهدتْ حضوراً مدنياً لا يُذكر، إذ أن الغالبية الساحقة للأشخاص الذين أجرَوا تلك “التسويات” هم عناصر سابقين في صفوف تنظيم “داعش” وآخرين فارين من الخدمة الإلزامية انضموا في وقت سابق إلى صفوف الميليشيات الموالية لإيران، وقد جرى إجبارهم على إجراء “التسويات” من قِبل قياداتهم للظهور على شاشات الإعلام، بالإضافة إلى أن أشخاصاً من بعض العشائر الموالية للسلطات الحاكمة في دمشق يحضرون إلى مركز “التسوية” قدِموا من محافظة الرقة وشرقي الفرات، وبحسب موقع “دير الزور 24 ” فقداعتقلت الأجهزة الأمنية التابعة للسلطات في دمشق عدداً ممن، توجّهوا لملء استمارات “التسوية”، التي يحصل بموجبها المُتقدِّم على بطاقة تُسقط عنه التُّهم الموجّهة له بحمل السّلاح، أو الانشقاق عن قوات الجيش السوري .
الرفض القاطع من أبناء ديرالزور وعدم اعترافهم بـ “التسويات” ظهر جليّاً من خلال الإقبال الخجول لأبناء المحافظة عليها- التسويات- فوفقاًلموقع “فرات بوست” المحلي ، فقد أعلنت لجنة التسوية التابعة للنظام في المحافظة أن الأشخاص الذين خضعوا للتسوية حتى تاريخ الخميس الثامن عشر من شهر تشرين الثاني الجاري هم 70 شخصًا فقط.
وأوضحت المصادر أن لجنة “التسوية” التي اتخذتْ من معبر الصالحية مركزًا لها، لم تنجح بإخضاع مناطق دير الزور للتسوية، وأن معظم الأشخاص الذين أبرموا التسوية قدِموا من مناطق سيطرة الميليشيات الإيرانية في البوكمال ومنطقة المريعية.
وأشارت أيضاً إلى أن التحضيرات التي أجرتها لجان المصالحة في الصالة الرياضية بالمدينة بدت هزيلة في ظل عدم تفاعل السكان معها.
وسيم اليوسف-إعلام مسد