يرى السيد “رياض درار” الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية أن دلالات استهداف شيوخ العشائر العربية في مناطق دير الزور والرقة تعود إلى “كون العشيرة تنتمي إلى الأصالة والتقاليد العريقة ويتوجه أبناءها بالولاء للنسب والدم وبسبب غياب التنظيم ونتيجة الاندفاعات الفردية التي تقوم على دافع النخوة بلا حساب للعواقب، متابعاً إن من يبتغي الفتنة يستطيع افتعال ما يحرض على فورة الدم وحمية الغيرة وطيش الشباب واندفاعات الثأر، خصوصاً وأن العشائر تحترم الشيوخ والكبار وهي سمة من سمات المنطقة لذلك فان استهداف هؤلاء الشيوخ أكثر إثارة للمشاعر وأقرب للانتفاض والسعي للثأر.
كما ان السيد درار يرى بأن وقوع مثل هذه الأعمال في مناطق شمال وشرق سوريا ” دليل على استهداف المنطقة من قبل الخصوم لأنها المنطقة التي تعد بالاستقرار، التنمية وبالنجاح في بناء سوريا الجديدة؛ على أساسٍ من المشاركة لجميع مكوناتها وعدم استئثار أي طرف بإدارتها دون غيره وهي تعد بمستقبل أفضل ينطلق منها بفضل الإرادة المشتركة والتنظيم المجتمعي والرؤية الواضحة، حيث فشل النظام في إدارتها وفشلت الجماعات المسلحة في حمايتها لذلك كلاهما يحاولان الانتقام لفشلهما في هذه المنطقة وهناك أعداء آخرون يفكرون في إثارة الفتنة والمشاكل فيها أيضاً، كذلك نجد أعداء المشروع الذي يقوم في شمال وشرق سوريا و الساعين للفتنة فإنهم يعودون الى هذه الأساليب الدنيئة ويلجؤون لها بغاية تخريب هذا المشروع”.
بالنسبة لمن يستفيد من إثارة الفتنة يعتقد السيد “درار” ان هناك خيوط تغزل في أكثر من موقع “مشروع مجلس العشائر الذي دعت إليه تركيا ممثلوه يصرحون علناً ويحرضون دائماً على هذه الفتنة وكذلك أصابع النظام نجدها في كثير من ملامح الأحداث التي تجري في أكثر من منطقة من اغتيالات وتفجيرات، فكلاهما الذي يمثل المعارضة في تركيا ويمثل أهدافها في المنطقة والذي يمثل النظام ويريد عودة الاستبداد الذي كان كما هو عليه ونهب خيرات المنطقة كلاهما يعمل وكل من جهته”.
وحول تأثير خطاب الفتنة على أبناء المنطقة يرى السيد “درار” أن “الافراد الذين يسمعون لهذا الطرف أو ذاك هم ممن غاب وعيهم ولا يدركون مصالحهم الذاتية ولا مصالح المنطقة ويتأثرون بالدعايات الإعلامية وبعضهم يسير وراء معارف وأقارب ممن ارتهن لهذا الطرف أو ذاك يفكر بمصلحة فردية وذاتية لذلك فإنهم يصرون على توجيه التهمة الى طرف واحد هو الطرف الحامي والطرف المحرر والطرف الذي يقوم بإدارة المنطقة واستخراج ثرواتها لمصلحة الجميع وتعميمها لتكون هدفا يسعى اليه الجميع لمصلحة منطقة تم تهميشها من قبل النظام السابق ولعبوا على حسابها في صالونات السياسة عند الطرف الآخر. أعتقد أن الذين يستفيدون من إثارة الفتنة هم أطراف جبانة لأنها لا ولاء لها الا لمصالحها”.
ولكن اليوم هناك محاولات حثيثة لإثارة الأزمات ويتطلب ذلك عمل لمواجهة آثارها ويذهب السيد “درار” إلى أن “المطلوب اليوم لمواجهة هذه الفتنة وقطع الطريق أمام مفتعليها هو تضامن أبناء المنطقة وراء رؤية تقرأ مصالحها ومستقبلها من خلال توحيد الرؤية والصف دون خلافات يعمل على ترسيخها النظام السابق من خلال زرع العنصرية في نفوس أبناء هذه المنطقة ضد بعضهم البعض” ويؤكد السيد درار على أن “المشروع الوطني يتطلب ان يفكر الجميع بالأرض المشتركة للجميع والثروات المشتركة والبناء المشترك للجميع، وهذا المشروع لا يعمل فقط في المنطقة التي يديرها الآن هياكل باسم الإدارة الذاتية بل هو يسعى لوضع الأساس الحقيقي لمشروع سوريا المستقبل، وأبناء المنطقة الصالحون المهتمون بمستقبل واعد يمكن ان يقرأوا هذا الهدف ويشاركوا في فعالياته، وباعتقادي المنطقة تزخر بالخيرين والواعين الذين يستطيعون أن يقفوا وراء مشاريع الفتنة”.
ويشير السيد “درار” خلال حديثه لتجربة مدينة الرقة مؤكداً على أن ما حصل في الرقة “حين اجتمع أبناء العشائر على رفض كل الطرق التي ابتكرها وابتدعها المخربون وردوا عليها بالتضامن والمشاركة في مجلس الرقة المدني وإدارة مشاريع البناء والتنمية والتعمير فإن أبناء دير الزور يستطيعون اللحاق بهذا الهدف لأن المنطقة تحررت منذ فترة قريبة من داعش ومازالت الخلايا النائمة تخرب وهي أكثر حركة وإثارة واستغلالاً في المنطقة من الرقة التي تكاد تستقر الآن، وأبناءها ينعمون بالأمان والاستقرار، المنطقة في دير الزور يمكن أيضا أن تصل الى هذه المرحلة وأن يشارك أبناءها في إدارتها وإعادة تعميرها”.
بالنسبة لتوقيت هذه العمليات التي تستهدف شيوخ المنطقة يعتقد السيد “رياض درار” أن توقيتها محسوب بدقة وأن “هناك فعاليات نحن نعلمها ونعرفها ونحاول امتصاصها من خلال التواصل مع المساهمين فيها لأنها تسعى لإثارة الفتنة باسم الحقوق وباسم المشاركة وباسم التدخل السياسي لبعض أصحاب هذه المشاريع، هي مشاريع تحريضية وهي عبر وسائلها الإعلامية توجه الفتنة وأصابعها معروفة ومكشوفة، وبالتالي فإنه على المستنيرين والعقلاء ممن تواصلنا معهم أن يلزموا جانب الحذر لأنهم هم الذين يعانون بالداخل و الذين يوجهون الفتنة من الخارج هي أصابع لئيمة تكتب الأفكار المثيرة دون أن يكون لها واقع على الأرض ولكنها يمكن أن تستجر العواطف وتقدم الاندفاعات التي يمكن أن توقع الجميع بالخطأ وتجعل مواجهات غير محسوبة يمكن أن تؤثر على المسار”.
ويؤكد السيد “درار” على دور القوى الاقليمية في هذه المسألة لأنها متضررة حسب رأيه ويشير إلى بيان النظام ويعتبره شبيه ببيان الحكومة التركية الذي يرفض مثلا محاولة الإدارة الذاتية باستثمار نفط المنطقة بدل أن يذهب هباء، واستثماره لصالح أبناء المنطقة من خلال المساعدة التي تأتي عبر شركات النفط التي يمكن أن تقوم بإسعافات حقيقية، في هذه اللحظة نجد أن التحركات زادت في نفس الوقت الذي بدأت فيه ملامح هذا المشروع تظهر للعلن.
ويضيف السيد “درار” سبباً آخراً لتحرك الأطراف المثيرة للفتن في هذا التوقيت حيث يعتبر درار أن محاولات توحيد الصف الكردي التي هي مساهمة في إنهاء الانقسام لمصلحة بناء سوريا “نجد أن أطرافا سارعت بالبيانات الرافضة والبيانات التي تريد هز النفوس و إثارة العصبيات و بالتالي فإن التوقيعات التي حصلت من رجال سياسة كنا نعتقد أنهم في يوم ما يحملون الهم الوطني ويمكنهم أن يسارعوا في تسريع كل نوع من أنواع التقارب بين السوريين نجدهم يلتحقون وراء الشعارات و وراء إثارة هذه المشاعر البغيضة، ويوقعون على بيانات تمتلئ بالسخف والإثارة وبالمواقف غير الوطنية التي تشحن النفوس ضد بعضها ولا يمكن أن تحتكم للعقل أو للحكمة”.
بالنسبة لقوات سوريا الديمقراطية الموجودة في المنطقة والتي تقوم بواجب الحماية والدفاع يؤكد السيد “درار” أن هذه القوات تعمل على “تأمين المناطق لأن الأعداء كُثر والخلايا النائمة موجودة باستمرار وتعمل على التخريب وهي الاداة الرخيصة التي تساهم في إثارة الفتن وهؤلاء يجب متابعتهم من قبل قوات سوريا الديمقراطية وضرب يدهم بقسوة لانهم يبغون، وهذا حق يقوم به كل الخيرين وهو حق شرعي وحق وطني لان باغي الفتنة يجب أن تقصر يده عن الوصول الى أهدافه، خصوصاً أن داعش موجودة، والخصوم الذين ينتمون بالولاءات لأعداء سوريا موجودون وقسد عليها واجب متابعة هؤلاء وهي أيضاً تقوم بواجب آخر هو تأليف القلوب والتخفيف عن النفوس لأنهم يقومون بالواجب الوطني الفدائي الأول هم الذين قدموا الدم ضد الاعداء المتطرفين وهم الذين يستطيعون أن يحقنوا الدماء من أبناء الشعب المسالمين”.
وختاماً أشار السيد رياض درار إلى أن هناك مشكلات يمكن أن تحدث في العمل وقد يستند إليها البعض وخصوصاً بعض المواقف يتم استغلالها والتي يقوم بها بعض الأعضاء في إدارة مجلس دير الزور المدني، وهؤلاء يمكن معالجة أخطائهم ومعالجة حالات الفساد التي يتم إثباتها، والوقوف على كل خطأ وعدم التساهل في اللجوء للقضاء ومحاكمتهم، ويحب أن يرى أبناء الشعب في دير الزور الناس الحقيقيين الغيورين على بناء المنطقة وعلى تجميع أبناءها وراء كلمة الصواب والفعل الصحيح”.