لم تكتفِ تركيا ومرتزقتها من الفصائل العسكرية الموالية لها في شمال سوريا بالاحتلال والسيطرة على الأراضي وتهجير الأهالي والسّطو على منازلهم وممتلكاتهم وإجبارهم على النزوح القسري إلى المخيمات وبعض الدول المجاورة، بل تعدّتْ ذلك إلى إعلانها الاستيطان عبر إقامة مؤسسات تركية والعمل على فرض اللغة التركية ورفع العلم التركي، وذلك ضمن مخطط إحداث التغيير الديمغرافي في المنطقة المحتلة.
ولعل آخر تلك الممارسات هي افتتاح مشروع المجمع الاستيطاني من قِبل من يسمّون أنفسهم بـ”فلسطيني 48″، بدعم من جمعية ما تسمى “الأيادي البيضاء” و”العيش بكرامة” الكويتيتان في قرية شاديرية بريف عفرين.
و بحسب المصادر فإنّ المجمع الاستيطاني هدفه نقل العوائل المتواجدين في مخيمات إدلب، حيث يضم المجمع حوالي 94 شقة سكنية بمساحة 45 متراً لكل شقة، إضافة لبناء مدرسة ومركز صحي وجامع ومركز لإدارة شؤون المجمع، الذي أُطلِق عليه اسم قرية “بسمة”.
وتُنفّذ حالياً في عفرين العديد من المشاريع الاستيطانية، بدعم وتمويل قطري وكويتي، وتنفيذ أذرع تنظيم الإخوان المسلمين، حيث سهّلت أنقرة دخول تلك المنظمات والجمعيات التابعة فكرياً للتنظيم، إلى عفرين عبر أراضيها، في إطار تعاون أخواني تركي لتتريك وأخونة المنطقة.
ولطالما اتّهمت الجهاتُ السورية أنقرة بالسعي إلى إحداث التغيير الديمغرافي، الأمر الذي قوبل بالنفي التركي المتكرّر إلا أن ما يجري على أرض الواقع والانتهاكات التي تُمارَس على مرأى من السلطات التركية واستخباراتها وبإشراف مباشر منها وعدم تدخلها لردّ فصائلها أكبر دليل يثبت عملية التغيير الديمغرافي الممنهجة التي تنفذها تركيا والفصائل الموالية لها في عفرين، بهدف إحلال سكان جدد موالين لأنقرة بدلا من السّكان الأكراد الأصليين.
و بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان فإنّه، و منذ احتلال مدينة عفرين من قِبل تركيا و مرتزقتها من الفصائل العسكريةالسورية الموالية لها، فقد تمّ تهُجير أكثر من 300 ألف نسمة من عفرين وريفها، عاد منهم خلال السنوات الماضية حوالي 25 ألف، أي هناك 275 ألف مهجر الآن، مشرَّدين في مناطق النزوح الواقعة تحت سيطرة قوات النظام و الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا كبعض قرى جبل ليلون، بلدات نبل والزهراء وديرجمال وتلرفعت، وقرى وبلدات الشهباء…)- شمال حلب، ومنهم من فرّ إلى مدينة حلب ومناطق كوباني/عين العرب .
وسيم اليوسف-إعلام مسد