Contact Information

مكتب الإعلام : sdcpress@m-syria-d.com 00963937460001 مكتب العلاقات العامة: info-relations@m-syria-d.com

00963937460001

تُشير كافة المعطيات الراهنة إلى أن النشاط الإرهابي في العام الجديد 2023، سوف يأخذ منحى تصاعدياً، وذلك في ضوء بعض الاعتبارات الرئيسية ومنها السياق الإقليمي والدولي الراهن، والذي يُحفّز نشاط تنظيمات العنف والإرهاب منها تنظيم “داعش” على وجه الخصوص، وكذا حالة تنظيمات الإرهاب نفسها والتي سعت إلى إعادة بناء صفوفها في الآونة الأخيرة، والرد على الضربات الكبيرة التي تعرضت لها في العام 2022، لا سيما على مستوى اغتيال قادتها، في إطار ما عُرف بـ”استراتيجية قطع الرؤوس”، فضلاً عن استمرار حالة التأزم التي تشهدها العديد من دول ومناطق العالم، لا سيما في منطقتي الشرق الأوسط وإفريقيا، بما يوفر بيئة خصبة لنمو النشاط العملياتي لتنظيمات العنف والإرهاب.

قد يهمك: داعش واستثمار كارثة الزلزال في سوريا

وفي ضوء كل ما تمّ الحديث عنه وفي خضم تزايد نشاط تنظيم “داعش” في سوريا منذ بداية العام 2023 فقد تمّ سرقة نحو 1000 رأس من الأغنام ومقتل واحد من الرعاة واختطاف آخر في حصيلة هجوم لخلايا تنظيم “داعش” الإرهابي يوم الرابع من آذار/مارس الجاري حينما هاجمت مجموعة من خلايا التنظيم المتطرّف مجموعة من رعاة الأغنام في وادي عبيد بريف محافظة الرقة.

نشاطٌ متزايدٌ لعناصر التنظيم في الآونة الأخيرة بعد ظهور مجموعات سطو وتشليح تستوقف السيارات المحمّلة بالمحاصيل الزراعية وسيارات نقل الأغنام، لأخذ مبالغ مالية منهم بدعوى “الزكاة” أو ما يسميه التنظيم “الكلفة السلطانية”.

وفي السياق وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، فإن مسلحينَ مجهولين يستقلون دراجات نارية وسيارتين أقدموا على اختطاف 8 من رعاة الأغنام بينهم طفلين يوم الجمعة الماضي 3 آذار/مارس الجاري، حيث أُصيب أحد الرعاة بقدمه، وسرقوا نحو 200 رأس من الأغنام في منطقة الخشة في بادية المسرب غربي دير الزور شرق سوريا، فيما لم يعرف هوية الخاطفين، يُشار بأن الرعاة من قرية العنبة وهم من أبناء عشيرة البوسرايا غربي دير الزور.

كما عَثر أهالي منطقتي وادي العزيب ودويزين بريف حماة الشرقي يوم الجمعة الماضي على جثث 3 شبان من قبيلة “الجملان” وعنصر تابع لما يسمى “الدفاع الوطني” وذلك بعد أسبوع من اختطافهم على يد عناصر تنظيم “داعش” أثناء بحثهم عن “الكمأة”، وإقدام عناصر التنظيم أيضا على إطلاق النار على أحد المواطنين أثناء بحثه عن “الكمأة” في منطقة حويسيس بريف السلمية الشرقي، شرقي حماة، مما أدى لإصابته في الكتف حيث جرى نقله إلى المشفى لتلقي العلاج.

وبلغت حصيلة القتلى خلال العمليات العسكرية ضمن البادية السورية وفقاً لتوثيقات المرصد السوري لحقوق الانسان 58 قتيلا منذ مطلع العام 2023.

وتشير زيادة المخاطر إلى أنه من المرجح أن يحتفظ “داعش” بموارد أكثر من ذي قبل. وتشير حقيقة أن التنظيم يحتفظ بهذه السيطرة المفتوحة في مناطق شرق ضفة نهر الفرات إلى أنه لا يبالي بأي تحدٍ محلي لنفوذه. ويبدو أيضاً أن تنظيم “داعش” يتبرأ عن عمد من مسؤوليته عن غالبية عملياته في سوريا، في استراتيجية لا يمكن إلا أن تهدف إلى غرس شعور زائف بالثقة داخل المجتمع الدولي. وفي الواقع، كان مسلحو “داعش” وراء أكثر من خمسين اعتداء وقع في صحراء البادية منذ منتصف تشرين الثاني/نوفمبر 2021، لكنهم لم يعلنوا مسؤوليتهم عن أي منها، ناهيك بأنشطة “داعش” والضعف المستمر لشبكة مراكز الاحتجاز المؤقتة في شمال شرق سوريا، والتي يُحتجز فيها الآلاف من سجناء “داعش” المتمرسين في القتال.

وينبغي على المجتمع الدولي أيضاً أن يشعُر بقلق بالغ إزاء تدهور الوضع في معسكرات مثل “الهول”. ولا يزال ما لا يقل عن 60 ألف امرأة وطفل قابعين داخل معسكرات الاعتقال، حيث الظروف المعيشية الصعبة، ويستمر انعدام الأمن في الارتفاع. وحتى تكون الحكومات المضيفة على استعداد لإعادتهم إلى أوطانهم، ستظل مخيمات مثل “الهول” و “روج” غيرهم بمثابة خزانات تجنيد قيّمة لـ “داعش”، ومنبتاً لأزمات إنسانية تلحق الضرر بالعالم.

وفي ظل استمرار تدهور الاقتصاد وانخفاض قيمة العملة السورية، وبعدما باتت أزمة الغذاء وشيكة، وبما أن جزءاً كبيراً من شمال شرقي سوريا لا يزال متضرراً من الأعمال العدائية مع “داعش”، سيستمر التنظيم في استغلال المعاناة الاقتصادية وحالة اليأس.

قد يهمك: تركيا وحلفاؤها يستغلون كارثة الزلزال لتوسيع وترسيخ التغيير الديمغرافي في عفرين

وفي نهاية المطاف، يجب على الولايات المتحدة وحلفائها داخل التحالف العالمي الاعتراف بالأهمية الحيوية للأدوات الاستراتيجية غير العسكرية طويلة المدى في الحرب ضد “داعش” إلى جانب استمرار جهود التحالف مع شركائهم في قوات سوريا الديمقراطية لاجتثاث خلايا التنظيم. ويحتاج التحالف المناهض للتنظيم الإرهابي إلى زيادة المساعدة في تحقيق الاستقرار وإعادة البناء في جميع أنحاء مناطق “داعش” السابقة، والعمل على خلق سلام واعد ومستدام كبديل لحالة الصراع المتجدد وعدم الاستقرار.

 

وسيم اليوسف-إعلام مسد

المشاركة