نظّم مكتب العلاقات العامة في مجلس سوريا الديمقراطية (مسد)، جلسة حوارية في مقره بمدينة الحسكة، حملت عنوان “المستجدات السياسية ما بعد اتفاقية سايكس بيكو”، وذلك بحضور عدد من الشخصيات السياسية والاجتماعية وممثلين عن منظمات المجتمع المدني ورجال دين من مختلف مكونات شمال وشرق سوريا.
وناقشت الجلسة ثلاثة محاور رئيسية ركزت على: التطورات السياسية الراهنة على الصعيدين الإقليمي والدولي، دور مجلس سوريا الديمقراطية في خضم هذه التحولات، والمساهمة الفاعلة للمجتمع المدني والأحزاب السياسية في بناء مستقبل سوريا الديمقراطية التعددية.
وخلال حديثه أشار نائب الرئاسة المشتركة لـ “مسد” أمجد عثمان إلى زيارة وفد من شمال وشرق سوريا إلى دمشق، في سياق متابعة تنفيذ اتفاق 10 آذار، معرباً عن أمله في التوصل إلى نتائج إيجابية رغم العقبات السياسية.
وأوضح عثمان أن سوريا تمرّ بمرحلة حرجة تتسم بعدم الاستقرار والقلق الشعبي، وقال: “نحن في مجلس سوريا الديمقراطية نبحث عن مستقبل مشترك يضمن حقوق جميع المكونات ضمن إطار دولة سورية موحدة”، مؤكداً أن المركزية لم تنتج سوى الاستبداد، والحل يكمن في مشروع اللامركزية الذي يحقق التوازن والاستقرار السياسي والمجتمعي.
بدوره، تحدث ناصر سليمان حج منصور مدير المركز السوري للدراسات والحوار عن البُعد التاريخي والسياسي لاتفاقية “سايكس بيكو” وتداعياتها على واقع المنطقة، معتبراً أن اللحظة السياسية الراهنة تمثّل نهاية هذا النظام القديم وبداية مرحلة جديدة لإعادة تشكيل الشرق الأوسط على أسس أكثر عدالة وتعددية.
وأكد أن “الثورة السورية كشفت عن عمق الأزمة البنيوية في النظام السياسي، ونحن اليوم أمام فرصة تاريخية لبناء دولة ديمقراطية تحترم التنوع وتكرّس قيم العدالة والمواطنة المتساوية.”
من جهته، شدد حسن محمد علي، مسؤول العلاقات العامة في (مسد)، على أهمية تبني الأحزاب السياسية لنهج عملي يتناسب مع تحديات المرحلة الراهنة.
ودعا إلى “اعتماد سياسات جديدة تستند إلى تنفيذ اتفاق 10 آذار، ورفض خطاب الكراهية، والعمل من أجل وقف شامل لإطلاق النار، إلى جانب المشاركة الجدية في صياغة دستور ديمقراطي يضمن حقوق الجميع دون استثناء”.
وشهدت الجلسة مداخلات قيّمة ركزت على أهمية ترسيخ نهج اللامركزية الديمقراطية، وضرورة تجاوز آثار الصراعات السابقة، ومواجهة الحرب الإعلامية وخطابات التحريض الطائفي، إلى جانب الدعوة إلى فصل الدين عن الدولة، والتشديد على ضرورة حماية السلم الأهلي وتعزيز التماسك المجتمعي في سوريا المستقبل.