في استمرار أعمال الاجتماع النصف سنوي للمرأة في مجلس سوريا الديمقراطية (مسد)، المنعقد في مدينة الرقة، تمت قراءة التقرير السياسي والذي ركز على التطورات الجيوسياسية في سوريا والمنطقة.
وفي تقييمهن للوضع السياسي، أكدت المشاركاتُ أن الشرق الأوسط يمرّ بمرحلة تاريخية حساسة، حيث يُعاد رسم الجغرافيا السياسية والعسكرية، في سياق مخططات بعيدة المدى.
وفي مداخلتها، أشارت الرئيسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية، السيدة ليلى قره مان إلى أن ما يجري ليس وليد اللحظة، بل هو امتداد لمشروع “الشرق الأوسط الجديد” الذي وُضع في تسعينيات القرن الماضي، ومرّ بمراحل متعددة من حرب الخليج، إلى هجمات 11 أيلول، وصولاً إلى النزاعات الحالية، بما في ذلك الحديث عن نهاية اتفاقية “سايكس بيكو”، ما يعني احتمالية تقسيم الدول إلى كيانات هشّة.
أكدت ليلى قره مان أن سوريا تمر اليوم بمرحلة جديدة وحساسة تستوجب من الجميع أعلى درجات المسؤولية الوطنية والإنسانية، مشيرةً إلى أن التطورات الراهنة، لا سيما في محافظة السويداء، تفرض ضرورة ضبط النفس وتجنّب التصعيد. وشددت قره مان على أهمية التمسك بالحوار كخيار أساسي، وتعزيز قيم السلم الأهلي، لما لذلك من دور جوهري في حماية النسيج المجتمعي السوري والحفاظ على أمن المدنيين.
كما دعت إلى فتح قنوات تواصل فاعلة بين جميع الأطراف، والابتعاد عن أي ممارسات من شأنها تأجيج التوتر أو دفع البلاد نحو مزيد من الانقسام
وشددت المشاركاتُ على أن استقرار سوريا يتطلب تحقيق العدالة الانتقالية، بعد 63 عاماً من الاستبداد والدمار في ظل حكم “البعث”. واعتبرن أن العدالة الانتقالية ركيزة أساسية لإعادة بناء نسيج وطني متماسك وتحقيق سلام مستدام، داعيات إلى إنهاء خطاب الكراهية والطائفية.
وأجمعت المشاركات على أهمية مشاركة المرأة في صنع القرار، مشيرات إلى أن تهميشها يُضعف فرص الاستقرار. وأكدن أن حضور المرأة في مراكز القيادة يعزز التوازن الجندري، ويضمن تمثيل صوت المرأة السورية في مستقبل البلاد.
وانتقدت المشاركات الخطاب الإعلامي لوزارة إعلام الحكومة المؤقتة ووسائل إعلامها الذي يكرّس التحريض والكراهية، مطالبات بضبطه وتحويله إلى أداة لنشر التسامح وتشجيع الحوار. ودعت قره مان إلى اعتماد الحوار لا العنف كسبيل لتحقيق الأمن والاستقرار.
ووصفت قره مان اتفاق 10 آذار بأنه محطة مفصلية في تاريخ سوريا، وضمان لوحدتها واستقرارها، داعية إلى تنفيذ بنوده. كما أثنت على الدورَين الفرنسي والأمريكي في دعم مسار الحوار والمفاوضات، مشيرة إلى أن الاستمرار بهذا النهج سيُعيد الطمأنينة للسوريين.
وأكدت المشاركات أن سوريا تحتاج إلى بناء نظام ديمقراطي تعددي ولا مركزي، يضمن المساواة ويفتح المجال أمام مشاركة جميع المكونات. واعتبرت قره مان أن اللامركزية هي المدخل الحقيقي لمعالجة إرث عقود من الاستبداد والانقسام.
وفي ختام التقييم، شددت المشاركاتُ على ضرورة عودة المهجّرين إلى مناطقهم الأصلية، مثل عفرين، رأس العين، وتل أبيض، برعاية وضمانات دولية تحفظ كرامة السوريين وتمنع تكرار المآسي.