عُقد في مدينة الحسكة، اليوم الثلاثاء، منتدى حواري بعنوان “معاً لدعم النساء في السويداء في مواجهة الإبادة”، بحضور أكثر من 65 مشاركة من ناشطات ومنظمات نسوية وممثلين عن منصات مدنية وسياسية.
شارك مجلس سوريا الديمقراطية في المنتدى عبر نائبة الرئاسة المشتركة جاندا محمد، والإدارية في مكتب العلاقات العامة بالجزيرة دريا رمضان، حيث جرى تسليط الضوء على التحديات التي تواجه النساء في سوريا، وخصوصاً في ظل التطورات الجارية في الجنوب السوري.
في كلمتها، اعتبرت جاندا محمد أن سوريا تمر بمرحلة غاية في التعقيد، تؤثر بشكل مباشر على النساء، اللاتي يتحملن العبء الأكبر نتيجة الأزمات والانقسامات السياسية وغياب آليات الإنصاف. وأكدت أن الأوضاع الراهنة تستوجب مراجعة شاملة للمسار السياسي، والعمل الجاد على إعادة بناء الدولة السورية على أساس التعددية والعدالة والمواطنة المتساوية.
أشارت محمد إلى أن ما جرى بعد سقوط النظام لم يؤسس لمسار وطني شامل، بل تم فيه تهميش قوى مجتمعية وسياسية أساسية، وإقصاء مناطق بكاملها من حق المشاركة في صياغة مستقبل البلاد. وقالت:
“بعد سقوط النظام، لم تتحرك الأمور نحو مسار سليم، وتم تهميش القوى المجتمعية والسياسية، وإقصاء مناطق كاملة من المشاركة في صياغة مستقبل البلاد”،
مضيفة أن أحداثاً مأساوية جرت في بعض المناطق، طالت مدنيين من مختلف المكونات، ولا يمكن تبريرها تحت أي ذريعة.
وانتقدت غياب الثقة بين السلطة الانتقالية والمجتمع السوري، مشيرة إلى أن ما شهدته محافظة السويداء مؤخراً “يندى له جبين الإنسانية”، ويكشف عن عمق الفجوة بين الخطاب السياسي والواقع الميداني. وشددت على أن التعاطي مع السوريين يجب أن ينطلق من قيم إنسانية وأخلاقية، بعيداً عن منطق الإقصاء والتهميش، وأن استمرار السياسات الحالية لن يفضي إلا إلى مزيد من الانقسام.
كما أكدت أن المرأة السورية لا تزال تُقصى من مواقع القرار، وتُترك بمفردها في مواجهة الانتهاكات، رغم أنها كانت في طليعة من طالبوا بالحرية، وشاركت في مقاومة الإرهاب، ولا تزال تمثل رمزاً للصمود والمبادرة. واعتبرت أن أي مشروع لبناء سوريا الجديدة لا يمكن أن ينجح دون مشاركة فعلية وحقيقية للنساء، في صياغة السياسات وصناعة القرار وبناء السلام.
واختتمت نائبة الرئاسة المشتركة جاندا محمد، كلمتها بدعوة واضحة إلى ضرورة التضامن مع نساء السويداء وكل النساء السوريات، والعمل على تمكينهن في مختلف المجالات، والتصدي لكل أشكال التهميش والإقصاء التي تقوّض فرص الخروج من الأزمة الوطنية.
في المحور الثاني، قدّمت نور الحنيفي من منسقية نساء زنوبيا قراءة لما تتعرض له النساء في السويداء من انتهاكات، مؤكدة أن استهداف النساء هناك لا يُمكن فصله عن السياق السياسي العام، وأن المرحلة تفرض تعزيز التضامن النسوي ورفع الصوت الحقوقي لدعم الضحايا ومحاسبة المتورطين.
اختُتم المنتدى بمجموعة من التوصيات التي شددت على ضرورة المساءلة والعدالة، وتعزيز دور النساء في جهود الإغاثة والسلام، والدعوة لحماية المدنيين ورفض كافة أشكال التهجير أو الإقصاء.