عقدت منسقية المرأة في الأحزاب السياسية النشطة في شمال وشرق سوريا والمنضوية في مجلس سوريا الديمقراطية، بمشاركة حركات وتنظيمات نسائية واتحادات المرأة، اجتماعاً تناول المستجدات على الساحتين السورية والإقليمية، في ظل تصاعد الانتهاكات التي تستهدف المكونات السورية، والتي شملت مؤخراً اعتداءاتٍ على مناطق الساحل وريف دمشق، أعقبتها هجمات دامية على محافظة السويداء وارتكاب مجازر بحق السكان والمدنيين العزّل. وأكدت المشاركات أن استمرار غياب الحل السياسي الشامل، وعدم تلبية تطلعات السوريين بمختلف مكوناتهم، يكرّس حالة عدم الاستقرار في البلاد.
وتوقف الاجتماع عند مؤتمر “وحدة موقف المكونات” الذي استضافته مدينة الحسكة مؤخراً، حيث أجمعت الآراء على أهمية ما مثّله من نموذج للتعايش السلمي والأهلي في شمال وشرق سوريا، وإمكانية نقل هذه التجربة إلى باقي المناطق، بما يعزز اللحمة الوطنية ويواجه خطابات الكراهية والانقسام.
وفي المحور الخاص بأوضاع المرأة السورية، استعرضت المشاركات حجم المعاناة التي تواجهها النساء في المناطق التي تشهد توترات أو عمليات عسكرية، حيث تتعرض العديد منهن للخطف والقتل وفقدان المعيل، مما يضاعف أعباءهن الاجتماعية والاقتصادية. وشددت المُداخِلات على ضرورة توحيد الجهود لدعم النساء في جميع المناطق السورية من خلال تنظيمهن وتوعيتهن سياسياً واجتماعياً واقتصادياً، وتمكينهن من تجاوز التحديات. كما تمت الإشارة إلى أن تجربة المرأة في شمال وشرق سوريا أصبحت نموذجاً ملهماً للنضال والحرية، يستدعي تعزيز التواصل النسوي على المستوى الوطني.
وعلى الصعيد التنظيمي، عرضت الحاضرات أبرز الأنشطة التي نُفذت خلال الفترة الماضية، بما في ذلك عقد ندوات وتوسيع شبكات التواصل مع النساء داخل البلاد وخارجها، مع التأكيد على ضرورة زيادة المشاركة في الفعاليات لتعزيز سير العمل وتطوير الروابط بين مختلف التجارب النسائية.
وفي ختام الاجتماع، تم الاتفاق على خطة عمل شاملة تتضمن تمكين المرأة لضمان حضورها الفاعل في مواقع صنع القرار، وتكثيف حملات التوعية في المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وتنظيم ندوة حول اللامركزية، وعقد جلسة حوارية لمناهضة خطاب الكراهية والتحريض الطائفي، إضافة إلى لقاءاتٍ مع النساء المهجّرات والنازحات جراء أعمال العنف في مناطقهن.