تواصل العشائر في شمال وشرق سوريا تأكيد حضورها كمكوّن وطني واجتماعي محوري، يلعب دوراً أساسياً في الحفاظ على الاستقرار وحماية النسيج الاجتماعي، في وقت تتعرض فيه البلاد لمحاولات تحريض وتجييش تهدف إلى إضعاف وحدة الصف وزرع الفتنة بين أبنائها.
وفي هذا السياق، شدد أكرم المحشوش، مستشار مجلس قبيلة الجبور، على أن العشائر كانت وستبقى دعاة خير ووحدة، حتى وإن حاول البعض استغلال اسمها لأهداف ضيقة. وقال: “العشائر هي الضامن والمرجعية المجتمعية، وليست ذات رأي واحد. وبعد أحداث السويداء تبيّن للجميع أن هذا ليس دور العشائر.”
ورفض المحشوش ما يُروّج من بيانات صادرة عن شخصيات من خارج المنطقة، مؤكداً أنها لا تمثل موقف عشائر شمال وشرق سوريا، مضيفاً: “من يمثل العشائر حقاً هم الموجودون على أرضهم وفي مناطقهم، أما من هم خارجها فلا يمثلون عشائر شمال وشرق سوريا.”
وشدد على أن أبناء هذه المناطق، من مختلف المكونات، يملكون الحق في التعبير عن آرائهم، سواء عبر النقد أو عبر إعلان تأييدهم للإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية ومجلس سوريا الديمقراطية، باعتبارهم جزءاً من هذا الشعب ومطالبه العادلة.
رفض التجييش وتعزيز الاستقرار
أوضح المحشوش أن العشائر بتاريخها لم تكن منبراً للفتنة، وأن محاولات التحريض التي تُبث من الخارج لا تجد قبولاً بين أبنائها، قائلاً: “هذه المحاولات غالباً ما تصدر من أشخاص خارج البلاد، وهو ما لا تكترث له العشائر.” وأكد أن العشائر ستبقى صمام أمان للمنطقة، وأن أبناءها يساهمون في حماية الأمن والسلم الأهلي من خلال وجودهم في مؤسسات الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية.
كما جدّد التزام العشائر بالاتفاقات التي جرت في 10 آذار، مشدداً على أن هدفها هو بناء سوريا موحدة من خلال الحوار الشفاف والبنّاء، مضيفاً: “السوريون متفقون على وحدة البلاد، وحتى إن اختلفوا على التسمية أو شكل اللامركزية، فإن الجميع يتفق على أن اسم البلد هو سوريا.”
العشائر كركيزة وطنية وشراكة مجتمعية
وأكد حسين السادة، ممثل عشائر السادة الأشراف في سوريا والعراق، أن العشائر تعمل كحاضنة مجتمعية متماسكة، وأن العشائر تعمل وتبني لصالح الجمبع “العشائر لا تتحرك باتجاهات سياسية، بل تبني وتعمل لصالح جميع المكونات. من يراهن بأن العشائر ستقف في وجه الإدارة الذاتية وقسد فهو واهم، لأن قسد هم أبناء العشائر ولن تحارب أبنائها.”
وأضاف السادة: “على الجميع النظر إلى العشائر كقوة ضامنة للبلد وللبناء، فهي ملك لجميع السوريين وليست حكراً على فئة أو جهة محددة. النظام السابق حاول تهميش العشائر، والآن هناك من يحاول استغلالها لمصالحه الخاصة.”
في السياق ذاته، شدد فهد الشيخاني، ممثل قبيلة الشيخان والمنسق العام لرابطة آل البيت، على الدور التاريخي للعشائر والقبائل في حماية وحدة المجتمع والسلم الأهلي، محذراً من أي محاولات لاستغلالها في صراعات خارجية أو تحريض طائفي. وقال: “العشائر والقبائل هي ضمانة وركيزة أساسية في بناء المجتمع وحماية السلم الأهلي والتماسك المجتمعي.”
وأضاف الشيخاني: “على شيوخ العشائر مسؤولية كبيرة في توعية أبنائهم بما يُحاك ضد مناطقهم، من خطط تهدف لتقسيم البلاد وضرب مكونات المجتمع، وهي خطط تخدم أجندات دولية وإقليمية تسعى لتدمير سوريا.”
وأشار إلى أن بناء سوريا المستقبل يتطلب تجاوز الخلافات السابقة وتعزيز المصالحة والتسامح بين المكونات المختلفة، مؤكداً: “كلنا أمل بأن نبني وطناً جديداً يؤوي كل أبنائه، ولن يتحقق ذلك إلا بالسلم الأهلي والتماسك المجتمعي. علينا مد يد المصافحة والحب والتسامح لنساهم في بناء سوريا المستقبل.”
ويجمع ممثلو العشائر على أن المرحلة المقبلة تتطلب تعزيز الوحدة الوطنية وترسيخ الشراكة بين جميع المكونات، مؤكدين أن العشائر بحضورها الممتد في مختلف المحافظات، ستبقى قوة جامعة تدعم استقرار سوريا الجديدة وتمنع محاولات تقسيمها.