انعقد المؤتمر الثالث لمجلس شباب سوريا الديمقراطية، اليوم الاثنين، تحت شعار “بإدارة الشباب نصنع التغيير ونحقق الوحدة لـ سوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية” بمشاركة شبابية واسعة من مختلف المناطق السورية، إلى جانب وفد مجلس سوريا الديمقراطية برئاسة السيدة ليلى قره مان الرئيسة المشتركة، فضلا عن ممثلين عن الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، ومؤسسات نسائية ومدنية وحركات شبابية، حيث ناقش المؤتمر دور الشباب في المرحلة الراهنة ورؤيتهم لمستقبل سوريا.
وخلال المؤتمر ألقت الرئيسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية السيدة ليلى قره مان، كلمة شددت فيها على أن الشباب ليسوا جيلاً ينتظر دوره، بل هم القوة التي تحرّك الحاضر وتصنع المستقبل. وأكدت أن سوريا دفعت خلال أكثر من عقد أثماناً باهظة من دماء أبنائها ودمار مدنها وتشريد عائلاتها، وكان للشباب والنساء النصيب الأكبر من الخسائر والمعاناة، ومع ذلك ظلوا الشعلة التي تُبقي الأمل حيّاً.
وقالت قره مان إن المرحلة الحالية تشكل منعطفاً تاريخياً لبناء سوريا على أسس الديمقراطية والتعددية والعدالة، مؤكدة أن إشراك الشباب في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية لم يعد ترفاً بل شرطاً أساسياً لتحقيق الاستقرار والتنمية. وأضافت أن المرحلة الانتقالية هي اختبار لقدرة السوريين على بناء شراكة وطنية حقيقية، وأن الطريق إلى سوريا المستقبل لا يمر عبر الإقصاء والتهميش، بل عبر الشراكة الوطنية الجامعة.
ودعت الشباب إلى أن يكونوا قوة منظّمة ترسم الأهداف وتحدد الأولويات، مؤكدة على ضرورة رفض أي تسوية تعيد إنتاج الاستبداد أو تكرّس الإقصاء، والعمل من أجل سوريا ديمقراطية، تعددية، لا مركزية. كما شددت على أهمية بناء هياكل شبابية ديمقراطية مرنة، عابرة للمناطق والهويات الضيقة، لتأسيس تحالف شبابي وطني واسع يجمع السوريين على قاعدة الحرية والعدالة.
وأوضحت أن دور الشباب يتجاوز السياسة ليشمل حمل مشروع ثقافي يرسّخ قيم المواطنة، ويواجه الكراهية والتعصب، ويبني مجتمعاً يحتفي بالتنوع والحياة، واعتبرت أن المؤتمر محطة يجب أن تكون نقطة انطلاق حقيقية بخطط واضحة وقرارات عملية وإرادة صلبة.
واختتمت قره مان كلمتها بالتأكيد على أن مجلس سوريا الديمقراطية يؤمن بالشباب كطاقة متجددة تحمل مشروع التغيير، قائلة: “آن الأوان أن تتحول المبادرات الشبابية من التشتت إلى مشروع وطني شامل. وليكن هذا المؤتمر اللبنة الأولى في مسيرة البناء الكبير لسوريا حرّة، ديمقراطية، تعددية، ولا مركزية”.