عقد مجلس سوريا الديمقراطية في 14 أيلول/سبتمبر الجاري اجتماعه الموسع بمشاركة واسعة من الأحزاب السياسية والتنظيمات النسائية والشبابية وممثلي المكونات الاجتماعية، حيث ناقش المجتمعون المستجدات السياسية على الساحة السورية وآفاق الحل الوطني الديمقراطي.
وفي هذا السياق، شدّد ثابت الجوهر، الأمين العام لحزب الوطن السوري، على أن “اللحظة المفصلية التي تمرّ بها سوريا اليوم تتطلب تضافر كل الجهود الوطنية”، مؤكداً أن مجلس سوريا الديمقراطية لا يدّخر جهداً لتوحيد الأصوات الوطنية التي تؤمن بالحوار السوري – السوري باعتباره المخرج الوحيد لتجاوز أزمات الماضي. واعتبر أن هذه الجهود تستند إلى ترسيخ المواطنة المتساوية وتحقيق العدالة لكل المكونات، وصولاً إلى سوريا جديدة، لامركزية وديمقراطية، تضمن الحرية والعيش الكريم لأبنائها.
من جانبها، أوضحت هدية شمو، الناطقة باسم اتحاد المرأة الإيزيدية، أن النقاشات خلال الاجتماع تناولت الوضع السياسي الراهن بعد سقوط النظام البائد، والتطورات على المستويين العسكري والدبلوماسي، إضافة إلى الوضع التنظيمي للمجلس ودوره باعتباره برلماناً سياسياً جامعاً. وأضافت أن المجتمعين تطرقوا إلى اتفاق 10 آذار ، الذي لم يُنفذ حتى الآن نتيجة سياسات تعرقل مساره. كما أكدت على أهمية عودة النازحين إلى مناطقهم في عفرين ورأس العين وتل أبيض، ودمج المؤسسات وقوات سوريا الديمقراطية ضمن رؤية وطنية شاملة.
أما إلهام مطلي، ممثلة اتحاد النساء السريان في سوريا، فأشارت إلى أن الاجتماع مثّل فرصة لمناقشة غياب التعددية في أداء الحكومة الانتقالية التي تحتكر القرار على لون واحد، في حين أن سوريا بلد غني بالتنوع القومي والديني والثقافي. واعتبرت أن المماطلة في تنفيذ اتفاق 10 آذار تعكس هذا النهج الإقصائي، مؤكدة أن المجلس يناقش خارطة طريق لبناء سوريا ديمقراطية، إلى جانب أوراق عمل تطرح حلولاً عملية للأزمة السورية.
كما شدّد زياد رستم، ممثل الاتحاد الإيزيدي في المجلس العام لـ مسد، على أن هذا الاجتماع “يمثل حدثاً سياسياً بارزاً في توقيت حساس تمرّ به سوريا”، مؤكداً أن شمال وشرق سوريا باتت المنطقة الأكثر أماناً والأكثر تمثيلاً لمكونات الشعب السوري. وأوضح أن مجلس سوريا الديمقراطية يشكل مظلة سياسية جامعة، سيكون له دور محوري في المرحلة القادمة، خاصة في ظل التغيرات في المواقف الدولية تجاه الملف السوري. وأعرب عن ثقته بأن التكامل بين مسد وقوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية يشكّل أساساً لبناء سوريا تعددية ديمقراطية لامركزية.
وفي ختام الاجتماع، أجمع المشاركون على أن المرحلة الراهنة تتطلب تعزيز الحوار بين المكونات السورية، والتصدي لمحاولات زرع الفتنة، والتمسك بالحلول الوطنية التي تضع أسس سوريا المستقبل: دولة ديمقراطية، تعددية، لامركزية، تعكس تطلعات جميع أبنائها.