في الذكرى الثامنة لتحرير مدينة الرقة من تنظيم داعش الإرهابي
يحلّ العشرون من تشرين الأول/أكتوبر، حاملاً الذكرى الثامنة لتحرير مدينة الرقة من تنظيم داعش الإرهابي على يد قوات سوريا الديمقراطية وبدعم من التحالف الدولي.
كان ذلك اليوم إعلاناً لانتصار إرادة السوريين على أكثر التنظيمات وحشية، وبداية مرحلة جديدة أعادت الأمل إلى المدينة التي عانت سنوات من القهر والعزلة.
قدّم أبناء وبنات شمال وشرق سوريا تضحيات جسيمة في معركة التحرير، وشارك فيها مقاتلون ومقاتلاتٌ من مختلف المكونات دفاعاً عن قيم الحرية والكرامة. بفضل هذه التضحيات استعادت الرقة حياتها، وانتقل أهلها من تحت ركام الحرب إلى مرحلة من الاستقرار والإدارة المدنية التي شكّلت أساس تجربةٍ فريدة في الحكم المحلي والمشاركة المجتمعية.
ومع دخول سوريا اليوم مرحلة سياسية جديدة بعد سقوط النظام البائد وتولي الحكومة الانتقالية. يؤكد مجلس سوريا الديمقراطية أن هذه المرحلة يجب أن تكون بدايةً لمسارٍ وطني جامع يؤسس لدولة ديمقراطية لا مركزية، تقوم على المواطنة والمساواة والعدالة. وتعدّ الإدارة الذاتية ومؤسساتها جزءاً أصيلاً من هذا المسار، استناداً إلى دورها في مكافحة الإرهاب وبناء نموذج إداري يحمي التنوّع ويعزز المشاركة.
كما يحيّي المجلس الدور البارز للمرأة في التحرير والبناء، سواء في ساحات القتال أو في المؤسسات المدنية ومجتمعها المدني، حيث أثبتت أن مشاركتها ركيزة أساسية لأي نهضة حقيقية.
ورغم هزيمة داعش عسكرياً، ما زال خطر فكره قائماً، وخلاياه النائمة تشكّل تهديداً مستمراً لأمن المنطقة والعالم. ومن هذا المنطلق، يدعو المجلس إلى تعاونٍ دولي فعّال لمواجهة جذور التطرف، ومعالجة ملف المحتجزين في مخيمي “الهول” و”روج” بصورة مسؤولة وشاملة، تضمن العدالة وتحمي المجتمعات من تجدد الخطر.
إن تجربة الرقة، القائمة على الشراكة والتنوع والإدارة الذاتية، تبرهن أن الحل في سوريا يكمن في نموذجٍ وطنيٍّ يوزّع السلطة والمسؤولية بعدالة، ويضمن مشاركة جميع السوريين في صنع مستقبلهم بعيداً عن الاستبداد والتطرف.
20 تشرين الأول/أكتوبر 2025
مجلس سوريا الديمقراطية