شارك وفدٌ من مجلس سوريا الديمقراطية (مسد)، اليوم السبت، في الاحتفالية الجماهيرية التي أُقيمت بمدينة كوباني بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع مقاومة كوباني، بحضور الرئاسة المشتركة للمجلس السيدة ليلى قره مان والدكتور محمود المسلط، وعضوة المجلس العام بيريفان حسن، إلى جانب ممثلين عن الإدارة الذاتية والقوات العسكرية، والأحزاب السياسية والمنظمات النسوية، وحشدٍ كبير من الأهالي وضيوف من مختلف مناطق شمال وشرق سوريا، وذلك في ساحة الشهيد عكيد وسط مدينة كوباني.
استُهلت الفعالية بإلقاء مجموعة من الكلمات، من بينها كلمة الدكتور محمود المسلط الذي قال فيها:
“أتينا اليوم باسم مجلس سوريا الديمقراطية، نحيي ذكـرى خالدة في قلوبنا وذاكرتنا، نحيي رسالة للعالم أجمع من هذه المدينة الطاهرة، مدينة العطاء والوعي، مدينة الثقافة والسياسة. مدينة كوباني التي حررت زمناً جديداً في سوريا الجديدة التي يحلم بها جميع السوريين”.
وأضاف:
“لبناء ذات الأوطان، أبناء سوريا الأحرار، نكتب اليوم بفخرٍ واعتزاز، في يوم النضال العالمي من كوباني المدينة التي أدهشت العالم في وجه أعتى قوى الظلام، ورفعت راية النور والمقاومة لتصبح رمزاً عالمياً للإرادة والصمود والتضحية. كوباني لم تكن مدينةً عادية، بل كانت ملحمةً نُقشت باسم سوريا كلها، وخالدة للعالم، أنّنا هنا ولن ننكسر”.
وتابع قائلاً:
“لقد تشكلت كوباني كملحمةٍ مفصليةٍ في تاريخ سوريا الحديث، فأثبتت أن الشعوب مهما كانت صغيرة في عددها أو محاصرة في جغرافيتها، فإنها قادرة على الانتصار إذا ما تمسكت بعدالة قضيتها ووحدة صفها”.
وأشار المسلط إلى الاتفاق الموقّع بين الرئيس أحمد الشرع والقائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي في العاشر من آذار، واصفاً إياه بـ”الاتفاق التاريخي الذي يؤكد وحدة المصير بين السوريين ويمهد لمرحلة جديدة من الحراك الوطني والمسار السياسي السوري – السوري”. وأضاف:
“ذلك الاتفاق لم يكن مجرد وثيقة، بل عهداً جديداً على أن السلاح الذي دافع عن كوباني سيحمي سوريا كلها من الاستبداد والإرهاب، ومن هنا من قلب كوباني نؤكد مجدداً أن يدنا ممدودة للحوار من أجل بناء دولة ديمقراطية تعددية لا مركزية حرة يعيش فيها الجميع متساوين في الحقوق والواجبات. نحن أبناء هذا الوطن ولن نبني سوريا جديدة إلا بالحوار والتفاهم، لا بالإقصاء أو التهديد أو العنف”.
كما ثمّن الدكتور المسلط دور التحالف الدولي “الذي وقف إلى جانب شعبنا في معركته ضد الإرهاب وساهم في إرساء الأمن والاستقرار والسلام في مناطقنا”، مؤكداً أن “مكافحة الإرهاب قضية إنسانية مشتركة تتجاوز الحدود، وأن قيم العدالة والحرية لا تعرف الانقسام”.
وأوضح أن كوباني أصبحت منذ تلك الأيام رمزاً للتضامن الإنساني، “إذ وقف إلى جانبها أحرار العالم مؤمنين بأن الدفاع عنها هو الدفاع عن الإنسانية جمعاء”.
وختم كلمته بالتأكيد على أن “الالتفاف مع كوباني هو تجديد للعهد مع قيم الحرية والمساواة والتعايش التي تمثل جوهر مشروعنا الوطني الديمقراطي”، مشيراً إلى أن ما جسّدته كوباني من وحدة بين مكونات شمال وشرق سوريا من عرب وكرد وسريان وآشوريين وإيزيديين وتركمان هو “الدليل الأوضح على أن التنوع مصدر قوة، وأن الشراكة طريق النصر والبناء”.
ووجّه تحية “إجلال وإكبار إلى قوات سوريا الديمقراطية، حُماة الوطن وسياج الحرية، الذين دحروا الإرهاب عن كوباني وعن الحسكة ودير الزور والرقة، وإلى كل المقاتلين والمقاتلات الذين جسدوا معنى الشراكة بين مكونات سوريا”.
وختم بالقول:
“كوباني ستبقى منارة للحرية وشاهداً على أن تضحيات الشهداء لم تذهب سدى، وأن مشروعنا الديمقراطي الإنساني ماضٍ بثقة رغم كل التحديات والمؤامرات. تحية إلى كوباني، إلى أمهات الشهداء، إلى المقاتلين على الجبهات، إلى التحالف الدولي والدول الصديقة، وإلى كل السوريين الأحرار الذين يؤمنون بأن سوريا القادمة ستكون لنا جميعاً.
عاشت كوباني رمزاً للنضال والكرامة،
عاشت قوات سوريا الديمقراطية،
عاشت إدارتنا الذاتية،
عاشت سوريا حرة ديمقراطية موحدة.”
واختُتمت الاحتفالية بعروض فنية قدمتها فرق “استوديو الشهيد ولات”، وسط تفاعل جماهيري كبير وعقد حلقات الدبكة الشعبية التي عكست روح النصر والوحدة بين أبناء المنطقة.
