عقد حزب الوطن السوري ندوة حوارية موسعة في مدينة الحسكة بعنوان “قراءة في آخر المستجدات السياسية على الساحة السورية وانعكاسات التأثير الإقليمي والدولي”، عرض خلالها مجلس سوريا الديمقراطية «مسد» رؤيته الشاملة لمستقبل البلاد، وذلك بمشاركة الرئيس المشترك للمجلس الدكتور محمود المسلط، وعضو الهيئة الرئاسية والرئيس المشترك لمكتب العلاقات حسن محمد علي، إلى جانب حضور واسع من القوى السياسية والحقوقية والعشائرية.
واستُهلت الندوة بكلمة للدكتور محمود المسلط، أكد فيها أن سوريا تقف على أعتاب مرحلة مصيرية تتطلب وحدة القوى الوطنية، مشدداً على تمسّك «مسد» بخيار الحوار مع الحكومة الانتقالية في دمشق لصياغة سوريا ديمقراطية لامركزية تضمن حقوق جميع المكونات. وقال: “لن نسمح بالعودة إلى الظلام. خيارنا هو العدالة والديمقراطية، وفتح أبواب الحل عبر الحوار الوطني الجامع.”
وفي المحور الرئيسي، قدّم حسن محمد علي رؤية تحليلية لمسار التحولات في الشرق الأوسط ودور القوى الإقليمية والدولية في إعادة تشكيل خرائط النفوذ، موضحاً أن المشاريع الجارية اليوم تتجه نحو تجاوز الحدود التقليدية وصياغة مناطق اقتصادية جديدة، ومؤكداً أن مستقبل سوريا لن يكون نسخة عن الماضي، بل يقوم على تعددية سياسية وجغرافية تتطلب نموذج حكم لامركزي فعّال.
وتوقف محمد علي مطولاً عند دور الإدارة الذاتية ومسار «مسد» خلال المرحلة الأخيرة، مشيراً إلى خطوات تعزيز الوحدة الكردية، وتطوير العلاقات مع الحكومة الانتقالية عبر اتفاق 10 آذار، وإقامة كونفرانس وحدة المكونات الذي عُقد في مدينة الحسكة. وشدد على أن وجود ممثلي شمال وشرق سوريا في دمشق يشكل ضرورة استراتيجية للحفاظ على التوازن السياسي ومنع انزلاق البلاد نحو مواجهة جديدة.
كما دعا إلى بناء استراتيجية وطنية متوازنة تمنع الوقوع في محاور متصارعة، وتعتمد على توحيد الجبهة الداخلية وتوسيع الحوار مع دمشق، وصولاً إلى تحالفات وطنية قادرة على تأسيس سوريا ديمقراطية جديدة.
واختُتمت الندوة بنقاشات واسعة تناولت الدور المحوري لـ «مسد» في صياغة مستقبل البلاد، ومسار المفاوضات مع دمشق، وسبل تحييد التدخلات الإقليمية، إضافة إلى موقع قوات سوريا الديمقراطية في أي معادلة سياسية مقبلة.





