Contact Information

مكتب الإعلام : sdcpress@m-syria-d.com 00963937460001 مكتب العلاقات العامة: info-relations@m-syria-d.com

00963937460001

منذ أن بدأت تركيا باحتلال شمال سوريا، أخذت بانتهاج سياسة تتريك المنطقة وطمس هويتها التاريخية والحضارية عبر سلسلة من الانتهاكات، سواء عبر قواتها بشكل مباشر أو الفصائل المأجورة المرتزقة ممن تستخدمهم كرأس حربة في ممارسة إرهابها وتهجير السكان الأصليين ونهب ممتلكاتهم.

سياسات أنقرة لم تأتي جزافاً بل وفق مخخطات بدأت فعلياً مع انطلاق هجماتها الوحشية على منطقة عفرين ذات الغالبية الكردية في مطلع عام 2018 تحت مسمى “غصن الزيتون” حيث عمّدت إلى تهجير سكانها الأصليين وتوطين عوائل المرتزقة والفصائل الراديكالية وإطلاق يد مسلحيها للتنكيل بِمنْ تبقى من سكانها، وتتوالى فصول الانتهاكات التركية، لتمتد إلى نهب الآثار وتدمير المواقع التاريخية في فصلٍ مأساوي يزيد مأساة التراجيديا السورية التي تقترب من طي عقدها الأول.

الانتهاك التركي واستهداف العمق الحضاري والتاريخي في شمال سوريا تركز في معظمه بمنطقة عفرين، حيث تحتوي على /55/ موقع أثري يعود لعصر ما قبل التاريخ حسب البعثة السورية – اليابانية.

وعندما نتابع خريطة المواقع والمعابد الأثرية التي استهدفتها الدولة التركية ومرتزقتها، سيمكننا أن نميز بين مواقع استهدفت من أجل سرقة الآثار والأوابد التاريخية وهناك مواقع تستهدف بغاية تدميرها لطمس معالم المنطقة التي تدل على هوية سكانها الأصليين.

يرى صلاح سينو وهو عضو في مديرية آثار إقليم عفرين ومختص بتوثيق التعديات على الآثار في الشمال السوري أن «كهف دودريه» في جبل ليلون جنوب مدينة عفرين، قد تعرض للعبث وعمليات حفر وتخريب لمربعات البعثة اليابانية على الرغم أن «كهف دودريه» من المواقع ما قبل التاريخ ومكتشفاتها هي عظام بشرية وأدوات حجرية ذات قيمة حضارية ولا يمكن أن يستفاد منها مادياً.

وأشار سينو أن «قوات الاحتلال التركي والمجموعات الإرهابية، التي تعمل بإمرتها أغلقوا العديد من المواقع الأثرية أمام الأهالي، وحولوا بعضها إلى ثكنات عسكرية» ويضيف أنه اعتماداً على مقارنة صور جوية تعود لفترة ما قبل دخول قوات الاحتلال التركي للمنطقة مع صور جوية حديثة، يتضح أن تمثال الأسد البازلتي الكبير في موقع عين دارا التاريخي لم يعد موجوداً في الموقع.

ويؤكد أنه لا يمكن لأحد سرقة تمثال أسد عين دارة، نظراً لأهمية هذا النصب التاريخي، باستثناء النظام التركي والمجموعات الإرهابية المرتبطة به، التي تنتشر في المنطقة، كما أن الحجم الضخم للتمثال، يجعل من غير الممكن نقله من الموقع إلا بواسطة آلات خاصة.

ووثقت منظمة حقوق الإنسان في عفرين، تعرض (75) موقع أثري لعمليات السرقة والحفر بمعدات ثقيلة بحثاً عن الآثار، منها موقع نبي هوري (سيروس) وتل عين دارا و موقع براد الأثري (مار مارون).

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أكد على لسان مديره رامي عبدالرحمن بأنّ جميع الآثار السورية المسروقة تنقل وتباع داخل الأراضي التركية وأن هناك مشاركة لضباط أتراك في عملية سرقة آثار سورية مُشيراً إلى أنّ اعتقال أحد الضباط من قبل حاجز للقوات التركية في نقطة المسطومة بإدلب ما هو إلا لذر الرماد في العيون.

وقال عبد الرحمن «هناك تواطؤ من قبل أردوغان والنظام التركي لتهريب الآثار السورية عبر الحدود المغلقة التي قتل حراسها “الجندرما” حتى الآن ما يزيد عن 500 سوري بينهم أطفال ونساء كانوا يحاولون الهرب من الحرب الدائرة في بلادهم».

وفي أكتوبر 2019 قامت تركيا ومرتزقتها باحتلال منطقتي رأس العين وتل أبيض وانتهجت ذات السياسة حيث رصد ناشطون وسكان المنطقة أن عمليات الحفر والتنقيب طالت موقع تل حلف الأثري الشهير غربي مدينة مدينة رأس العين وقد تم استخراج لُقىً أثرية وفخاريات نقلت إلى تركيا بحسب المرصد.
ووفق التقارير فقد قام الجيش التركي بسرقة قطع أثرية جديدة عثر عليها في محيط قرية «الأسدية» جنوب مدينة رأس العين بريف الحسكة، كما وثقت المنظمة الكردية لحقوق الإنسان في سوريا (DAD) جرف «تل صهلان» الأثري الواقع في ريف مدينة تل أبيض الغربي شمالي الرقة، وذلك بهدف إنشاء قاعدة عسكرية ونهب محتوياتها حيث تمت عملية الجرف للتل ليلاً ونقل ما تم العثور عليه من آثار إلى جهة غير معروفة.

ويقول الخبير في الآثار عبد الوهاب شيخو أن ما تقوم به تركيا وفصائلها تعد جريمة بحق الإنسانية وتراثها الحضاري ويجب محاسبتهم وفق «اتفاقية لاهاي» المعنية بحماية التراث الثقافي في النزاع المسلح والاحتلال من التلف والدمار ومن جميع أشكال الاختلاس.

وتابع شيخو أن تلك الآثار تحمل الهوية والطراز السوري وبالتالي ملكيتها الفعلية تعود لسوريا ويجب على الجهات الدولية وبالتحديد منظمة يونسكو ألا تقف صامتة حيال ذلك.

عمليات النهب والسرقة التي يقوم بها الاحتلال التركي هي جزء من سلسلة انتهاكات ترتكبها تركيا في الشمال السوري تهدف من خلالها إلى طمس الحقائق التاريخية والشواهد الحضارية التي تحكي قصص شعوبٍ عاشت هناك في تلك الأرض، والعمل على تغيير التركيبة البشرية والعرقية في المناطق المحاذية لحدودها على وجه الخصوص، تماماً كما كانت تفعل خلال حقبة الاحتلال العثماني للمنطقة.

 

بهزاد عمو- خاص إعلام مســد

المشاركة