Contact Information

مكتب الإعلام : sdcpress@m-syria-d.com 00963937460001 مكتب العلاقات العامة: info-relations@m-syria-d.com

00963937460001

مشاركة قيمة من الاستاذ سليمان الكفيري ومقالة تستحق المشاركة والقراءة وهذا يدفعنا بالطلب من جميع اصدقاء مجلس سوريا الديمقراطية ارسال مشاركاتهم الينا للعمل على نشر فكر وثقافة الديمقراطية

الديمقراطية و احترام الرأي الآخر
مساء الخير .ورقتي المتواضعة هذه للتذكير فقط .
:ابدأ بقول فولتيير:”قد أختلف معك في الرأي ولكني مستعد أن أدفع حياتي ثمنا مقابل حقك أن تقول رأيك بحريه”
كثيرة هي المصطلحات و المفاهيم التي انتشرت و تناولها الناس, العامة منهم و الخاصة , حتى أصبحت على كل لسان , لدرجة أنها أصبحت مشوشة, مسطحة, تموج فوق تيار الفكر دون العمق.
اعتقدنا بأننا نعرفها ونطبقها .ولكن ؟ هل أصبحت جزء من وعينا الفردي والجمعي (مجتمعي)(اجتماعي)؟هل طبقناها بروح المسؤولية الخلاقة. أو تعاملنا معها بشكل خاطئ و سطحي , ولذلك كانت التجربة فاشلة .
فالإخفاق في التطبيق يعود لأحد سببين أو لكليهما معاً . الأول :عدم وضوح الفكرة أو المفهوم من الناحية النظرية الفكرية في وعينا لها . أما الثاني: فيعود لنقص تجربتنا و شكلها وسوء التطبيق.
والمثال على ذلك و ليس الحصر مفهوم المركزية الديمقراطية-الم يشكل هذا المفهوم هاجسا في حياة الأحزاب اليسارية –التقدمية –الوطنية –القومية ؟, ومع ذلك ارتكزت التجربة على تغليب المركزية على حساب الديمقراطية مما أدى بشكل مباشر أو غير مباشر إلى تغييب الديمقراطية الحقيقية وعدم الاكتراث بالرأي الآخر, ورأي الأقلية مما أدى إلى إخفاق وإضعاف الحوار الراقي المسئول مما أدى إلى انقسامات كثيرة , والى عبادة الفرد والتكتل .وسيادة البيروقراطية في الحزب والمجتمع والدولة 0000الخ .فافتقدت الحياة إلى الـــــــروح وإلا بداع0000فافُتقدت الحياة الحزبية الصحيحة .
اما حول الديمقراطية وعلاقتها باحترام الرأي الآخر. بل (جوهرها التبادل الحر للآراء واحترام الرأي الآخر ) تعددت الآراء النظرية, وبكيفية تجسيد المفهوم واقعياً في حياة المجتمع و مؤسساته, وفي جميع المجالات الفكرية , الفلسفية ,السياسية, ,الاقتصادية, والاجتماعية, الإدارة التربية والأحزاب.
فديمقراطية سقراط مثلاً-هي ديمقراطية الأحرار – مواطني الدولة ولفئات محدودة وكذلك عند افلاطون كل فئة بالمجتمع لها حدود لحريتها حسب وظائفها وواجباتها فحرية الحكام تختلف عن حرية الفلاسفة ورجال الحرب وهذه تختلف عن حريات الصناع والزراع , وتَطور المفهوم مع تطور المجتمعات تاريخيا . وحتى الآن مازال الجدل قائم حول الديمقراطية و أطيافها المتعددة التي تشكل قوس قزح بديع متماسك وهذا يعكس الجدلية القائمة بين الفكر و الواقع وهي علاقة جدلية مستمرة باستمرار الحياة, والثابت بان الديمقراطية مفهوم إنساني , يعكس الطموح من اجل حياة أفضل يحقق بها الإنسان إنسانيته وكرامته . فهي طموح و تجربة ترتبط بها مفاهيم أخرى تقترب منها أو تبتعد, لكنها لا تغيب عنها. كالعدالة و المساواة والحرية و الحق و الفضيلة000
لذلك هي تجربة انسانية غنية ثرية مستمرة واقعها متحرك مستقبلها واسع . ولا يمكن فهم الديمقراطية إلا بجانبيها النظري والتطبيقي فلا غنى لأحدهما عن الآخر . والعلاقة بين الديمقراطية والرأي الآخر علاقة جدلية وطيدة وقد يُعرّف احدهما بالآخر.
في الماضي القريب كنا نقول إننا ديمقراطيون ونحترم الرأي الآخر 000 و لكن التجربة أثبتت عكس ذلك فنحن ديمقراطيون طالما الآخر موافق معنا .وان خالفنا – امتعضنا و هجمنا عليه00 وصنفناه ووصفناه وحكمنا عليه احكاما قد لا يستحقها ولا تليق به ولا بنا ,آن الأوان بان نعترف بأننا لسنا وحدنا في هذا الواقع ولسنا وحدنا المهتمين بالواقع والمستقبل ولسنا بديل عن احد او فوق احد . لا بدّ لنا من الاعتراف بوجود الآخر وأهميته أولا. و ثانيا: أهمية وضرورة البحث المشترك عن الحقيقية .و هذا يتطلب بالدرجة الأولى الاستماع بانتباه – أي نتقن فنّ الاستماع باحترام ,نعترض بتواضع ومسؤولية – لان الحقيقة لا نملكها بمفردنا, يجب أن نتحاور على أرضية الوصول إلى الأفضل وهنا لا يكون هدف الحوار الإقناع بقدر ما يكون تبادل الآراء من اجل الوصول للأفضل, لنا الحق بالدفاع عن رأينا و للآخرين كذلك الحق. فالحوار الإنساني ليس بالاستعراض الفكري بل هو ضمن معايير أخلاقية تحقق الكرامة الإنسانية, هو تناغم وليس صراعا وبالتناغم قد يظهر رأيا. ثالثا , أكمل من الرأيين وهذه ميزة جوهرية في التقدم والارتقاء و الإبداع.
(مثال : إضافة قليلاً من عصير الليمون على قليل من الشاي ,يصبح لدينا مادة جديدة لا هي بلون وطعم الشاي ولا بلون وطعم الليمون) فالحقيقة ملك الجميع , وللجميع الحق في البحث عنها و الوصول إليها وتقديمها كما يراها وثم الدفاع عن رأيه فيها ولكن بشكل سلمي وللجميع حق الرفض و القبول . من غير تقديس وتعصب و تسفيه الأراء . من غير أن يُحاسب أو يُلاحق أو يُتهم .فإذا كنا قد فشلنا فيما سبق بتجسيد الفهم العلمي للديمقراطية وتطبيقها بشكل خلاق و استيعاب آلية الحوار وعدم إتقان التعامل مع الرأي الآخر في كل الأزمنة و الأمكنة و المواضع والمجالات- فحريّ بنا الآن وفق معطيات العصر و المخاطر المحدقة بنا أن نؤمْن قولاً وفعلاً .سلوكاً ومبدأً وأن نعتبر الديمقراطية واحترام الرأي الأخر و السماح للأقلية بحرية التعبير عن نفسها بالطرق السلمية المشروعة والسماح لها بالنمو و الانتشار و إذا كان لها ذلك .أن نعتبر هذا الأمر مهمة وطنية وإنسانية كبرى و لنبدأ بإتقانه على المستوى الشخصي( الفردي) و المدرسة و الأسرة و الإدارة .والمؤسسة والحزب والمجتمع والدولة .
و أؤكد على أهمية ذلك في البيت ( الأسرة) وفي المدرسة لأنهما الركيزتان الأساسيتان لبناء و إعداد جيل مسلح بوعي ديمقراطي , جيل ديمقراطي المفهوم والسلوك يؤمن بأن الشمس تشع على الجميع دون تمييز .
ملاحظة :قد يقول احدكم الآن بينه وبين نفسه :شو ما نحن منعرف- جاي يعلمنا . عبنظر علينا. قد تكون محق. انت تعلم بكل ما سمعت وانت تعرف أكثر مما سمعت . وتترفع عن المداخلة وابداء الرأي نقدا وتصويبا وتقييما فالموضوع لا يستحق منك الوقوف امامه .
أعذرني سأقول لك وباحترام شخصك :انك اناني ومتعصب وبعيد عن آلية الحوار البناء , لأنك ذاتي النزعة أناني الطرح متعصب ولا ترى إلا نفسك. ماذا ينفعنا هكذا اسلوب وجدل ؟؟؟؟زعلت ها ؟؟؟؟
العكس (البديل) انت سمعت بإمعان واهتمام لتؤكد الفكرة الصحيحة وتنتقد الفكرة الخاطئة او التي تراها غير مناسبة او ضعيفة او ناقصة ثمّ تضيف لما سمعت ملاحظاتك القيمة لتغني الموضوع وتعدله ليكون أفضل .لك الحق بل كل الحق أن تقارن ما سمعت بما تعرف ثمّ تناقش لتعم الفائدة على الجميع .وهذه مسؤولية اخلاقية وفكرية وسياسية.
فردود فعل البعض تجاه من يخالفهم في الرأي ، وصلت إلى استعمال أقسى الألفاظ وابشعها. لماذا؟ سؤال اراه على درجة من الأهمية: لماذا البعض يوجه سهام النقد إلى صاحب الرأي وليس إلى الرأي ذاته؟؟!!!انت لا تفقه شيء. انت سطحي .انت انت انت ..هو… الخ قد يكون الغرور وراء ذلك وقد يكون الاعتداد ..وقد يكون شوفت الحال .وقد يكون ما بتشوف الآخرين على حقيقتهم فانت لا تقدر من يملك موضوعا معرفياُ اكثر منك وقد يكون وقد وقد وكل ذلك خطيراً لكنه أفل خطراً من العناد والتعصب الفكري
فالعناد يولد الكفر وفرض منطق الأقناع بالقوة , وهذا منطق الضعفاء وفارغو الحجه, واضن الآن لا اقصد احداً منكم وبعض الظن ليس اثماً أوكفراً. اعذروني بل سامحوني وقد أصبح من المؤكد والضروري أنّ نشر ثقافة التسامح والتعايش وقبول الآخر المختلف معنا , حاجة أساسية وملحة يجب زرعها في نفوس وعقول الجيل ,لأنها تساهم بشكل فعال في خلق جيل واع قادر على تحمل أعباء المسؤولية وقيادة المرحلة القادمة بشكل ايجابي وسليم، لأن مثل هذه الثقافة تشكل ترسيخاً قوياً لمعالم الوحدة الوطنية التي ينبغي بناؤها على أساس من الثقة والاحترام المتبادل.
الثقافة بشكل عام هي ثقافة إنسانية، ولا توجد ثقافة عديمة القيمة كلياً، أو ثقافة كاملة تحتكر الحقيقة لنفسها وتمتلك حق فرض معاييرها وأيديولوجيتها وأجندتها السياسية على الآخرين،.
ولا يتحقق التسامح وقبول الآخر، إلا بالحوار والتواصل، والمشاركة الحقيقية في اتخاذ القرار، حوار بناء، في فضاء فكري حر يؤدي لبناء مجتمع تسوده حالة من الاستقرار والسلام والتعايش مهما اختلفت أعراف ومذاهب ومشارب ومعتقدات أبنائه.
وإن الحوار والتواصل دائماً وأبداً هو الطريق الصحيح لحل كافة القضايا العالقة، وهو البديل الصحيح عن فرض الرأي بالقوة، وبالحوار نحافظ على التواصل والمحبة والسلام، ونعمق معاني الديمقراطية والتعاون، ولا يكفي لنجاح الحوار مجرد الدعوة إليه دون اتخاذ خطوات عملية تترجم ما اتفق عليه من قبل الأطراف المتحاورة على أرض الواقع، وتنمي الثقة بين المتحاورين، فإذا لم يطمئن المتحاورون إلى المصداقية في إجراء الحوار، وإذا لم تستبعد العوائق والموانع فيصبح الحوار بدون غاية أو هدف، أو مجرد حوار من أجل الحوار.
وإن قبول ثقافة الآخر المختلف لا يعني بالضرورة الاقتناع بها، إنما هو إقرار بوجود الاختلاف معها وبوجود هذه الثقافة وقبولها من قبل الآخر، شرط أن لا تكون تلك الثقافة مبنية على حساب حقوق الآخر أو وجوده، كما ويجب النظر إلى الآخر المختلف من دون تمييز بسبب الجنس أو الدين أو القومية أو الخلفية الاجتماعية أو الاتجاه السياسي أو أي سبب آخر، وطالما أن الاختلاف لا يكون على حساب وجود الآخر أو حياته، فالآخر وانا وانت كل منا فرد مواطن له نفس الحقوق وعليه نفس الواجبات .
وإن التسامح والديمقراطية لهما اتجاهان أي اخذ وعطاء وتفاعل ايجابي مع قيم إنسانية جديدة بعيدة عن روح التعصب والكراهية وشطب الآخر المختلف.
فبغياب الديمقراطية تنعدم إمكانية تكافؤ الفرص في التعبير عن الرأي, وبغياب العدالة السياسية تنقطع فرص الحوار والتواصل بين مكونات المجتمع, وبغياب سلطة القانون يقع الضرر على الجميع بدون استثناء..
والظروف التي نعيشها وتعصف بالشعب السوري وبالبلاد بشكل عام ومن خلال الحديث عن الديمقراطية واحترام الرأي الآخر ارى نفسي مضطراً للتأكيد على ثقافة التسامح وقبول الآخر المختلف معي وهذا يمثل مسؤولية يجب أن يضطلع بها الجميع من قوى سياسية ومنظمات مجتمعية ومؤسسات ثقافية وحتى علماء دين،
وإن الاعتراف والإقرار بثقافة التسامح وقبول الآخر والاعتراف به هو أمر ضروري وملح يجب العمل والنضال من أجل ترسيخه كقيمة انسانية ضرورية وحضارية والعمل على تطبيق هذه الثقافة في الحياة اليومية بشكل يعود بالفائدة على الجميع دون استثناء. ويتم ذلك من خلال:
– تبني برامج علمية وتربوية وايجاد الادوات والوسائل المناسبة واتاحة الظروف الملائمة لتنمية الوعي العلمي لكل افراد المجتمع .ونبذ كل أشكال التطرف والتخلف والتشدد والتسلط في المجتمع
اصبح من الضروري نشر ثقافة الحوار و التعددية مهما كانت الضريبة، وبفضل العولمة والتقنية الحديثة، ووسائل الاتصال المختلفة والممكنة والمنتشرة لا يمكن لأي مجتمع اليوم عزل نفسه عن المؤثرات الخارجية،.
7/2/2016م

المشاركة