تحت شعار
عفرين المقاومة ….وصامدة
عفرين باقية والمحتلون راحلون
بدعوة من مجلس سوريا الديمقراطية MSD وتحت عنوان (ندوة حول احتلال عفرين)؛ عُقِدَ في مدينة حلب ومقاطعة الشهباء ندوتان ضمَّتا ما يزيد عن مئتي شخصية، ممن تعرضوا للانتهاكات من قبل دولة الاحتلال التركي ومرتزقته من سكان عفرين المدنيين العزل الأصلاء، ومن سياسيين وباحثين وممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني ووجهاء العشائر ورجال الدين من كافة مكونات إقليم عفرين. حيث ناقش فيه الحضور على مدار يومي \25\27 كانون الثاني أسباب احتلال وانتهاكات دولة الاحتلال التركي ومرتزقته لعفرين بمختلف أبعاده السياسية، والتاريخية، والثقافية، والدينية، والاجتماعية، والحقوقية، وما تتعرض له من إبادة ممنهجة وهندسة لعمليات التغيير الديمغرافي والتطهير العرقي، وكانت آخرها مجزرة تل رفعت التي ارتكبتها دولة الاحتلال التركي بتاريخ 23\كانون الثاني\2021م حيث راح ضحيتها أربعة أشخاص وتسعة جرحى من مهجري عفرين المدنيين العزل، ولما لهذه الانتهاكات من تداعيات سلبية على مستقبل المنطقة وعموم سوريا على المدى البعيد، بالإضافة إلى البحث عن سبل إيقاف هذه العمليات ومحاسبة مرتكبيها وفق القوانين والمواثيق الدولية، وكيفية معالجة التداعيات الناجمة عن تلك العمليات عبر مشاركات الحضور ومداخلاتهم واستفساراتهم.
وثمّن المجتمعون الدور الريادي الذي قامت به وحدات حماية الشعب والمرأة وقوات تحرير عفرين في مقاومة جيش الاحتلال التركي ومرتزقته وممارساتهم المنافية لجميع المواثيق والعهود الدولية، وأكد الجميع أن عفرين قضية سورية لابد من الدفاع عنها .
إننا في مجلس سوريا الديمقراطية في الوقت الذي نعرب فيه عن بالغ امتنانا وتقديرنا لجميع المشاركات والمداخلات والأسئلة القيمّة التي طرحها الحضور؛ فإننا نرفع للرأي العام العالمي توصياتنا هذه، والتي تعد من أهم النقاط التي تم الاتفاق عليها من قبل المجتمعين، والتي تهدف إلى إنهاء الاحتلال والعودة الآمنة للمهجرين قسراً إلى مناطقهم وبضمانات دولية ومحاسبة الجناة وتقديمهم للعدالة وتعويض المتضررين جراء تلك الانتهاكات، كل ذلك في إطار القانون الدّولي الإنساني ومواثيق الأمم المتحدة ذات الصلة، وهي كالتالي:
التوصيات
· الدعوة إلى إنهاء الإحتلال التركي و تطبيقاً لبنود القرار الأممي 2254، ودعم ومساندة جميع الإجراءات والخطوات التي تضمن العودة الطوعية والآمنة لسكان عفرين المهجرين قسراً إلى مناطقهم وبضمانات دولية، واستعادة ممتلكاتهم عبر كافة الوسائل المشروعة التي يكفلها القانون الدّولي والعهود والمواثيق الإنسانيّة والدولية.
· نظراً لما تتعرض له عفرين من انتهاكات متمثلة بحالات نزوح وتهجير وقتل واستهداف المدنيين وتوطين مستوطنين فيها “حيث تم نزوح أكثر من (300) ألف مدني والآن نسبة الكرد في عفرين لا تتجاوز (23%) علماً كانوا يشكلون قبل الاحتلال ( 96% )، وتوطين قرابة (400) ألف مستوطن فيها، واختطاف أكثر من (7366) مدني أكثر من نصفهم مازال مصيرهم مجهولاً، بالإضافة إلى قتل أكثر من (604) مدني من بينهم (489) قتلوا تحت القصف التركي و(83) تحت التعذيب، وإصابة (214) نتيجة حوادث الألغام والمفخخات” هذه الانتهاكات الخطيرة المنافية لجميع المواثيق والعهود الدولية وفي ظل تعتيم إعلامي وصمت دولي يتطلب بذل المزيد من الجهود الدبلوماسية لحث المجتمع الدولي للقيام بمسؤولياته الأخلاقية بتقديم مساعدات عاجلة للمهجرين والسماح بدخول المنظمات الإنسانية والحقوقية والإعلامية ذات طابع دولي ومحايدة لاطلاع الرأي العام العالمي على حقيقة ما يجري في عفرين وفضح أجندات وممارسات وانتهاكات الدولة التركية ومرتزقتها.
· وضع استراتيجية مشتركة من قبل التحالف والمجتمع الدولي لمكافحة سياسات وانتهاكات دولة الاحتلال التركي ومرتزقته متمثلة بهندسة التغيير الديمغرافي والتطهير العرقي من كافة النواحي الأمنية والفكرية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية والقانونية، لأن استمرار الاحتلال التركي هو استمرار لانتعاش وإحياء داعش والتنظيمات المتطرفة، وبالتالي استمرار التهديد للأمن والسلم الدوليين.
· ولتحقيق الأمن والاستقرار والانتقال السياسي في سوريا، هناك حاجة لمنظومة سياسية ديمقراطية جديدة لتجفيف المنابع التي تنعش الإرهاب والتنظيمات المتطرفة، فمشروع الإدارة الذاتية كتجربة مُعاشة منذ سنوات يعتبر نموذج حل ومشروع سلام في حال تم تطبيقه في عموم سوريا.
· تطبيقاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بمكافحة الإرهاب والتطرف، ولتحقيق العدالة ندعو إلى إنشاء محكمة ذات طابع دولي في مناطق شمال وشرق سوريا لمقاضاة دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها وخاصة من الجنسيات الأجنبية، وانصاف المتضررين.
· نظراً لارتكاب دولة الاحتلال التركي ومرتزقته انتهاكات بحق الطفولة والنساء من خطف وقتل واعتقال واغتصاب وتزويج تعسفي وتهجير وفرض اللباس وفق عقيدتهم، “حيث تم توثيق (70) حالة للقتل و(69) حالة اغتصاب، وجرح لـ (213) امرأة و (303) طفلاً من أصل (696)حالة جرح”. لذلك وحتى تتمكن المرأة من حماية حريتها والعيش بكرامة، لابد من انهاء الاحتلال وهناك حاجة ضرورية وملحة لمنظومة سياسية وحقوقية واجتماعية وثقافية جديدة في المناطق المحتلة تضمن حقوق المرأة في جميع المجالات.
· نظراً لتعرض الشعب الكردي في عفرين لإبادة ثقافية وجسدية جماعية هي جريمة عدوان وجريمة ضد الإنسانية على يد دولة الاحتلال التركي ومرتزقته، لذلك ندعو إلى الاعتراف بهذه الإبادة من قبل الأمم المتحدة، وضمان حماية حقوق الشعب الكردي بمختلف مذاهبه ومعتقداته في عفرين من خلال الاعتراف بحقوقهم واحترام خياراتهم، وهو أمر لابد منه لحماية هذا الشعب الأصيل.
· العمل على الايقاف الفوري لجميع ممارسات واعتداءات دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها بحق البيئة والثروة الزراعية من قطع مساحات واسعة من أشجار الزيتون وسرقة ونهب قوت الشعب. “حيث تم توثيق حتى الآن قطع لـ (315100) وحرق (11000) من شجرة زيتون ومن أشجار حراجية أخرى وحرق ثلث المساحة المخصصة للزراعة والتي تقدر بـ (11600) ألف هكتار”. مما له من تداعيات سلبية على الوضع المعيشي واستنزاف لمقدرات الشعب والبنية التحتية وإحالة مرتكبيها للعدالة.
· جميع التقارير الإعلامية والحقوقية والقانونية تؤكد على انتهاكات منافية لجميع المواثيق والعهود الدولية والإنسانية من خلال تدمير وسرقة ونهب للآثار والأوابد التاريخية والمزار الدينية من قبل دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها تطبيقاً لسياساتها الاستعمارية الهادفة إلى محو ثقافة وهوية المنطقة الأصيلة، حيث تم توثيق حوادث تخريب وتدمير الاحتلال التركي ومرتزقته لـ(28) موقعاً أثرياً من أصل (75) تل أثري، بالإضافة إلى تخريب والعبث بأكثر من (15) مزار ديني لمختلف الأديان والمذاهب، تجريف العديد من المقابر وتحويل احداها الى سوق للماشية. لذلك يتطلب تسخير جميع الجهود والإمكانات للعمل على إيقاف هذه الممارسات والبحث في السبل على كيفية استعادة الآثار المنهوبة والمسروقة ومحاسبة الجناة ووضع جميع المؤسسات المعنية للقيام بمسؤولياتها وفي مقدمتهم يونسكو.
· تشكيل لجنة متابعة برعاية وإشراف مجلس سوريا الديمقراطية وبالإشتراك مع المنظمات والمؤسسات ذات طابع دولي، ترصد وتوثق جميع الانتهاكات التي تتعرض لها عفرين من خطف وقتل وتدمير البنية التحية وسرقة ونهب واستيلاء على الممتلكات من أراضٍ وعقارات وفرض أتاوات وممارسة سياسات التتريك من تغيير أسماء القرى والأماكن والتدريس باللغة التركية ومنح الجنسيات التركية وعمليات تهجير قسري وقمع الحريات الدينية واستهداف تاريخ المنطقة من خلال تدمير ونهب آثارها.
· خلاصة : نقول أن الدولة التركية هي التي حرّفت المعارضة السورية عن مسارها الوطني وقضت عليها نهائياً . ولإعادة إحياء المعارضة الوطنية الحقيقية لابد من تطوير الحوار الداخلي، والإستمرار بالحوار الكردي و تقوية الجبهة الداخلية للشعب السوري بدءاً من المناطق التي تحت سيطرة النظام السوري إلى المناطق التي تحت سيطرة الإحتلال التركي ومناطق الإدارة الذاتية.
ملاحظة: جميع التوثيقات الواردة في البيان تعود لمنظمة حقوق إنسان في عفرين- سوريا بدءً بتاريخ 18\اذار \2020م ولغاية الآن.
مجلس سوريا الديمقراطية
27\كانون الثاني\2021