يتزايد القلق والخوف لدى السوريين بعد ازدياد حالات الخطف والاختفاء والحوادث التي يهدف مرتكبوها إلى الحصول على فدية مالية مقابل الإفراج عن المختطفين. فهل السّبب عائدٌ إلى الفوضى الناجمة من جرّاء تدهور الوضع الاقتصادي؟، أم لأسباب سياسية وأخرى اجتماعية مرتبطة بالحالة السورية العامة ؟ ” يتسائل مراقبون ” ناهيك عن ازدياد حالات السرقة بصورة غير مسبوقة، رغم تأكيدات من وزارة الداخلية التابعة للنظام السوري بأن ما يتم تداوله عن حالات خطف هي مجرد إشاعات، وأن حالات الخطف، وتحديداً تلك التي تستهدف أطفالاً، قلّتْ بنسبة كبيرة، ومنذ أكثر من عام ؛ ولكن في الجهة المقابلة وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان ومكانه المملكة المتحدة فقد تعرّض 8 مواطنين في السويداء للخطف، بينهم طفل وامرأة، كما تعرض ثلاثة أشقاء من دير الزور للخطف من قبل فصائل تابعة لتنظيم داعش ، الذي يبدو أنّه لا يزال قادراً على تمويل نفسه عبر نشاطات إجرامية مثل فرض الأتاوات، وعمليات الخطف مقابل فديات، والسرقات والتهريب، فالتنظيم الإرهابي لا يكتفي بعمليات الخطف فحسب بل يقوم بقتل المختطفين وإرسال مقاطع فيديو مصوّرة للجثث إلى عائلاتهم.
فبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان فقد أقدم عناصر من تنظيم داعش في الرابع من شهر شباط الفائت على اختطاف المواطن عباس خضر جمعة (25 عاماً) بعد أن قتل شريكه ، وهو تاجر سيارات في قرية تل الطويل بريف الحسكة، وقام بقتله وتصوير العملية وإرسال مقطع فيديو إلى عائلته.
وأضاف أن التنظيم أرسل الفيديو وصوراً من الهاتف الخاص بالتاجر إلى هاتف زوجته مساء الخميس 11 من شباط- فبراير الماضي ، مبيناً أن الضحية يظهر في الشريط المصور جاثياً على ركبتيه ومكبلاُ من الخلف، ومعصوب العينين في منطقة صحراوية جرداء، ويُسمع صوت شخص لم تظهر صورته، وهو يتوعد قبل إطلاق رصاصة في رأس جمعة قائلاً: “هذا من أصل كوردي، ويعمل لدى الدفاع الذاتي، والآن رسالة لكل من يحذو حذوه، هذا هو مصيرك
واختطف عناصر التنظيم الإرهابي ثلاثة أشقاء يعملون في مجال نقل البضائع في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، حيث تم إرسال رسائل لذويهم، تفيد بأنه في حال عدم إرسال فدية تبلغ 5000 دولار سيتم “قطع رؤوس” أبنائهم.
وبالفعل أرسل أهالي المختطفين المبلغ المطلوب، حيث أفرج عن الشبان ليجدوا أنفسهم في محافظة إدلب.
وفي محافظة السويداء تكررت حوادث الاختطاف خلال شهر شباط-فبراير الماضي، والتي ارتبط بعضها بمجموعات غير معروفة، والتي ربما أصبحت تمتهن الخطف للحصول على الأموال.
فبحسب موقع سويداء 24 المحلية اختطفت امرأة في مطلع شباط-فبراير في ريف السويداء بظروف غامضة، ولم يعرف مصيرها بعد، فيما تمكنت فصائل محلية من تحرير رجل كان قد اختطف من أمام منزله وطلب من أهله دفع فدية.
كما عاشت مدينة الرقة في العشرين من شهر شباط-فبراير الماضي يوماً أسوداً حين استيقظ سكانها على وقعِ جريمة مروعة، حيث عثر على جثة الطفلة (شهد الحاتم) 5 سنوات موضوعة في حقيبة، كانت قد اُختطِفت، وطُلب من ذويها دفع نحو 15 ألف دولار مقابل الإفراج عنها.
وبعد عدم تمكّن الأسرة من توفير المبلغ، عُثِرَ على جثّة الطفلة قرب منزل عائلتها.
وخلال العام 2020، وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان أكثرمن 510 حالة خطف بينهم أطفال ونساء، والتي وقعت نحو 200 حالة منها في المناطق التي يسيطر على النظام السوري.
وتعرضت 53 مواطنة للخطف فيما تعرض 61 طفلا للخطف وطلب من ذويهم دفع فدية مقابل الإفراج عنهم.
إلى ذلك، اتهم تقرير صدر عن الأمم المتحدة مطلع مارس، ويغطي عقدا من النزاع في سوريا، النظام والفصائل المتحاربة ببذل الجهود للتستر على “معاناة لا يمكن تصورها”.
وسيم اليوسف – إعلام مسد