يحتفل الشعب الكردي منذ نحو 3000 عام بعيد النوروز. ويتشارك في ذلك مع شعوب عديدة في المنطقة تشكل النوروز عندها مجتمعة منهلاً لقيم الحرية والعدالة والمساواة والخلاص من الظلم وانهائه. ويعد هذا العيد أحد أهم أقدم الأعياد لدى شعوب الشرق الأوسط، وقد كُتِبَ له الديمومة بسبب استمرار المعركة بين الخير والشر في منظومتي الاستبداد والحركات النهضوية التي ترفض الاستبداد وتؤكد على قيم العيش المشترك والتنوع في منطقتنا التي لم تنفك عنها محاولات تنميطها وتقويض حالة التعددية التي تحظى بها مجتمعاتنا. ومن خلال هذه المبادئ وارتكازاً على قيمها استطاعت المكونات السوريّة من سريان آشوريين وأرمن وتركمان وعرب وكرد؛ مسلمين ومسيحيين وإيزيديين مِنْ تنظيم شؤونهم المجتمعية منذ بداية العام 2014 وإدارة نفسهم بنفسهم بتأسيس الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا الذي يتحول اليوم ومستقبلاً إلى أفضل الحلول لانتشال سوريا من واقعها التقسيمي وحل أزمتها التي دخلت بدورها عامها الحادي عشر، بعد أن قدّمت هذه المكونات أروع صورة في الدفاع عن وحدة البلاد وسلامة ترابها ضد تنظيم داعش الفاشي المدعوم من تركيا الأردوغانية وجماعات سوريّة تقوم بأدوار وظيفية معرقلة للحل السوري وتعادي أخوة ووحدة مصير هذه المكونات وسلمها المجتمعي ومحاولاتها تشريع جرائم الاحتلال التركي ضد شعب سوريا في المناطق التي قامت باحتلالها وفي مقدمتها عفرين.
إننا في مجلس سوريا الديمقراطية نبارك شعب سوريا وشعوب المنطقة والعالم بقدوم النوروز ونتمنى أن يكون عيد النوروز القادم عيد الحرية لكل معتقلي الرأي والسياسيين من سجون الدول التوليتارية، وعام انتهاء أزمات المنطقة وانهاء الاحتلال التركي ومرتزقته للمناطق السورية المحتلة، وعام حل الأزمة السورية وفق مساره السياسي المستند لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة في مقدمتها القرار 2254، كما نتوجه بالتهنئة والتبريكات الخاصة للشعب الكردي مؤكدين دعمنا لحل القضية الكردية وفق العهود والمواثيق الدولية ذات الصلة لتكون سوريا بلداً لجميع مكوناتها وتحل فيه قضاياها وفق دستور عصري لدولة لا مركزية ديمقراطية.
20 آذار 2021
مجلس سوريا الديمقراطية