تزايد العنف والإرهاب بمخيم الهول للاجئين في شمال شرق سوريا كثيراً حتى وصلا إلى درجة خطيرة، وبات-المخيم- حِملاً مضاعفاً للقائمين عليه وتَرِكة تثقل كاهلهم، في ظلّ صمتٍ دوليٍّ مريب تجاه قاطنيه، فلا يكاد يمرُّ يوماً دون حادثة قتلٍ أو جريمة تطال لاجئاً عراقياً أو نازحاً سورياً، ففي 17 مارس (آذار) الحالي، قُتل لاجئ عراقي كان يعمل مسؤولاً مدنياً مع المجلس المحلي لتسيير شؤون العراقيين، داخل خيمته في القطاع الأول، بينما عثرت قوى الأمن الداخلي(الأسايش)، في 15 مارس (آذار)، على جثتين تعودان للاجئين عراقيين ضمن القطاع الثالث من المخيم. وفي منتصف الشهر نفسه، عُثر على جثث 4 لاجئين عراقيين ونازحة سورية تعرضوا للقتل بأعيرة نارية.
وبحسب أرقام نشرتها «منظمة الهلال الأحمر الكردي » الطبية التابعة للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا وصلت حصيلة الجرائم برصاص مجهولين، خلال مارس (آذار) فقط، إلى 14 شخصاً، لترتفع حصيلة القتلى منذ بداية العام الحالي إلى 29، بينها ما لا يقل عن 5 من النساء، وحالات نحر بآلة حادة. وقد قتل 8 أشخاص في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، و7 خلال شهر فبراير (شباط) الفائت، فيما قتل العام الماضي 40 لاجئاً عراقياً ونازحاً سورياً
وكان مستشار الأمن الوطني العراقي ، “قاسم الأعرجي”، قد حذّر، في 18 آذار/مارس الجاري، من أن استمرار “مخيم الهول” الحدودي، مع “سوريا”، على ما هو عليه يُشكل: “قنبلة موقوتة”، وخطرًا على “العراق” والمنطقة، وذلك خلال لقائه بالسفير الأميركي في بغداد، “ماثيو تولر”.
وفي ظل استمرار عمليات القتل والاغتيالات التي غالباً ما تطال لاجئين عراقيين، ترفض السلطات العراقية استعادة رعاياها من المخيم.
وعلى الرغم من إخراج دفعات من النازحين السوريين من المخيم، ونقل آخرين ممن تتهددهم مخاطر إلى مخيمات أخرى، تتخوف الإدارة الذاتية من تفاقم الوضع نحو الأسوأ، وسط زيادة حالات الفرار.
وما يشهده مخيم الهول في هذه الأيام من حملة أمنية كبيرة تقوم بها قوى الأمن الداخلي (الأسايش) لاجتثاث منابع الإرهاب، والقبض على العناصر المسؤولة التي ما تزال تشكّل كل الخطر على ساكني المخيم وإثارة القلاقل والعنف، فالحملة الأمنية خطوةٌ لابدَّ منها ولكن ليست الحل النهائي لما يحدث هناك
تقول ليتا تايلر، مديرة مشاركة في قسم الأزمات والنزاع في هيومن رايتس ووتش: “يدخل الرجال والنساء والأطفال من جميع أنحاء العالم عاما ثالثا من الاحتجاز غير القانوني في ظروف تهدد الحياة في شمال شرق سوريا، بينما تغض حكوماتهم الطرف، فعلى تلك الحكومات أن تساعد في تأمين محاكمة عادلة للمعتقلين المشتبه في ارتكابهم جرائم خطيرة وإطلاق سراح أي شخص آخر، وليس المساعدة في خلق غوانتانامو جديد، وعلى الحكومات الأجنبية والمانحين زيادة المساعدات فورا لتحسين ظروف المخيمات والسجون في شمال شرق سوريا. كما عليها الضغط على مجلس الأمن الدولي لإعادة تفويض عمليات المساعدات الحيوية عبر الحدود الشمالية الشرقية والشمالية الغربية لسوريا لتسريع إيصال المساعدات”.
وقال عبد الكريم عمر، رئيس دائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية، لـ«الشرق الأوسط» إن الإدارة تدرس خطة تفضي إلى تقسيم المخيم، وفصل قطاعاته التي يبلغ عددها 7 قطاعات، حتى تتمكن قوى الأمن من إحكام السيطرة وضبط الأمن.
كما أفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، يوم السبت،٢٧ آذار- مارس الجاري بوصول تعزيزات عسكرية كبيرة من شمال وشرق “سوريا”، إلى جانب قوات “التحالف الدولي”، لإقتحام “مخيم الهول”، في ريف “الحسكة” الشرقي.
وجاء الإعلان عن الحملة عبر بيان لقوى الأمن الداخلي ( الأسايش ) في ٢٨ من شهر (آذار ) مارس الحالي تلاه من داخل المخيم الناطق باسمها، السيد علي الحسن الذي أكّد إن “الأسايش” وبمؤازرة من “قسد” أطلقت اليوم حملة أمنية وإنسانية ضمن مخيم الهول “بهدف إنهاء تأثير داعش ضمنه” و”إنقاذ المخيم وسكانه من بلاء داعش”.
وأشار الحسن أيضاً: إن “المخيم تحول إلى بؤرة لتنظيم داعش، ترتكب فيه جميع أشكال الإرهاب، حيث يتعرض المدنيون فيه للقتل والاستهداف بشكل شبه يومي”.
ويُعَدَّ “مخيم الهول” من أكبر المخيمات التي تحوي أُسر وأفراد تنظيم (داعش)، في شمال شرق “سوريا”، ويقطن فيه أكثر من 60 ألف شخص من مواطنين سوريين وجنسيات أخرى مختلفة.
وسيم اليوسف-إعلام مسد