وصلت الأربعاء 21 نيسان/أبريل، أول دفعة من لقاح فايروس كورونا إلى سوريا، استلمتها مناطق شمال غرب سوريا الخاضعة لسيطرة “الفصائل السورية” عبر معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، وبلغت الدفعة 53,800 جرعة من لقاح أسترازينكا SEA، تمَّ تسليمها من قبل منظمة الصحة العالمية ضمن مبادرة كوفاكس، لتكون بذلك أول دفعة من اللقاحات التي تدخل الأرض السورية بشكل رسمي.
فيما استلمت الحكومة السورية في دمشق الدفعة الثانية في 22 نيسان/أبريل، حيث تألفت من 203 ألف جرعة، في الوقت الذي قالت فيه صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) ومنظمة الصحة العالمية والتحالف العالمي من أجل اللقاحات (جافي) في بيان مشترك، أنه من المنتظر تسليم المزيد من الشحنات في الأسابيع والأشهر المقبلة، دون أن تفصح عن المناطق المستفيدة من هذه الشحنات.
كما تسلّمت وزارة الصحة في حكومة النظام، السبت 24 نيسان/ابريل، من حليفتها بكين، 150 ألف جرعة من لقاح “سينوفارم” الصيني.
وتزداد المخاوف من حجب وصول لقاح وباء كورونا إلى مناطق الإدارة الذاتية؛ في ظل استمرار التقييد المفروض على معبر اليعربية الحدودي مع العراق الذي كان يستخدم لتدفق المساعدات الإنسانية، وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، فإن /40/ بالمئة من الإمدادات الطبية والصحية إلى جانب الإمدادات الخدمية كانت تصل المنطقة من خلال معبر اليعربية/ تل كوجر “لتغطية احتياجات /١,٣/ مليون نسمة في شمال شرقي سوريا”.
وكان وزير الصحة في حكومة النظام، حسن العياش، قد صرح في وقت سابق إن وزارته “لن ترضى أن يأتي هذا اللقاح على حساب السيادة السورية”، الأمر الذي اعتبرته المنظمة أنه لن يشمل مناطق الشمال السوري، خاصة مناطق شمال شرقي سوريا، التي لا تدخلها المساعدات الأممية بعد فشل تمديد نظام المساعدات العابرة للحدو هناك.
وبسبب التجاذبات السياسية بين الدول العظمى في مجلس الأمن الدولي؛ أغلق المعبر مطلع عام 2020، بقرارٍ من مجلس الأمن الدولي بعد استخدام كل من روسيا والصين حق النقض (الفيتو)، وفشل مجلس الأمن من تمرير قرار بإعادة فتح المعبر في حزيران/يونيو 2020 بسبب الفيتو الروسي.
وكانت منظمة “هيومن رايتس ووتش” قد حذرت، مطلع شباط/ فبراير الفائت من عدم وصول لقاح “كورونا” للفئات الأشد ضعفا في سورية، في حال حصول حكومة النظام على اللقاح من منظمات الإغاثة الدولية.
وقالت المنظمة في تقرير لها إن النظام “استخدم الرعاية الصحية كسلاح حرب ضد المدنيين” في المناطق الخارجة عن سيطرته، مشيرة إلى عدم وجود أي قناة مضمونة لتوزيع اللقاح على ملايين المدنيين في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام.
وأعلنت الإدارة الذاتية في شمال شرقي البلاد إغلاق مناطقها جراء ارتفاع الاصابات بفايروس كورونا، وكانت هيئة الصحة في الإدارة الذاتية قد وجهت في 12 نيسان/أبريل الجاري؛ نداءً إلى المنظمات الدولية المعنية وخصوصاً منظمة الصحة العالمية للتدخل الفوري لمنع “وقوع كارثة إنسانية” بسبب ارتفاع الاصابات ونسبة الوفيات.
وفي تصريح خاص قال الرئيس المشترك لهيئة الصحة في إقليم الجزيرة، الدكتور مصطفى كلش، أن الواقع الصحي لا يرتقي إلى المستوى المطلوب وفق المعايير الدولية وذلك نتيجة ضعف البنية التحتية للمؤسسات والمراكز التي تعنى بالصحة من جهة، وافتقار المنطقة إلى الكوادر البشرية الكافية لتأمين احتياجات السكان من الرعاية الصحية المناسبة من جهة أخرى.
وكشف د. كلش، أنه من خلال مناقشاتهم مع منظمة الصحة العالمية بخصوص اللقاح لم تكن الأخيرة جدية، وقال إن النقاشات لم تفضي إلى نتائج ملموسة واقتصرت على أعداد اللقاح وطريقة الحصول عليها دون البحث عن آلية ادخال اللقاح.
وتوقع كلش وصول مليون جرعة لعموم سوريا، يخصص منها ٩٠ ألف فقط لصالح مناطق شمال وشرق سوريا، الأمر الذي استهجنه الرئيس المشترك لصحة الجزيرة، مشيراً أن أعداد اللقاح غير كافية البتة وخاصة أن هناك ما يقارب الخمسة ملايين مواطن يعيش في مناطق الإدارة الذاتية.
ونفى د. كلش الحصول على أي وعود من أي طرف كان لتزويد المنطقة باللقاح وإنما كل ما حصل هو أنه جرت نقاشات وهي لم ترتق حتى إلى المستوى المطلوب.
في حين أعلن النظام أنه اعتمد لقاح “سبوتنيك 7” الروسي المضاد لفيروس “كورونا” بشكل رسمي. جاء ذلك على لسان سفيره في موسكو، رياض حداد بقوله لوسائل إعلام روسية: “دمشق اتخذت جميع الإجراءات لتسجيل اللقاح الروسي سبوتنيك V في سورية ووافقت على استخدامه.
وسجلت مناطق الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا حتى أمس الأحد إصابة 15329 منها 530 حالة وفاة، وبحسب القائمين على القطاع الصحي في مناطق الإدارة الذاتية، الأرقام السابقة لا تعكس حقيقة الواقع لعدة اسباب أهمها احجام الكثيرين عن إجراء الفحص الخاص بكورونا وهذا ما يشي بأن الأرقام الحقيقية للمصابين أكثر من ذلك، ولكن اجمالاً يمكن القول بأن الموجة الثالثة للفيروس تشهد تصاعداً في أرقام الإصابات ويمكن القول بأن ٤٠ ٪ ممن أجروا المسحات الخاصة بالفايروس مصابون بحسب مسؤولو الصحة.
بهـزاد عمـو- إعلام مســد