بعد مرور ثلاثة أعوام من اتفاق التسوية بين المعارضة والحكومة السورية، في محافظة درعا، وبوساطة روسية، عاد الوضع فيها إلى المربع الأول من جديد، حيث خرج أهالي المدينة خلال الأيام القليلة الماضية، في مظاهرات واحتجاجات، وأدت إلى اشتباكات مع القوات الحكومية سقط فيها عدد من القتلى والجرحى من كلا الجانبين.
فلا تزال أحياء ومناطق” درعا البلد” تتعرّض ومنذ يوم الأحد ٢٩ أغسطس-آب للقصف ومحاولات اقتحام من قِبل القوات الحكومية، وسط اشتباكات متفرقة بين الأخيرة من جهة ومسلحي المعارضة من جهة أخرى في محاولاتٍ لمنع تقدم ودخول القوات الحكومية إلى مناطقهم، وذلك بعد رفض طلبٍ للجنة الأمنية التابعة للحكومة والجانب الروسي بتهجير 50 شخصاً من أبناء المدينة، خلال اجتماع عقد يوم السبت. بعد أيام من تهجير عشرات الشبان مع عائلاتهم إلى الشمال السوري.
وبحسب “رويترز” فإن جيش النظام السوري قصف آخر جيب لمسلحي المعارضة بمدينة درعا (جنوب البلاد)، أمس، مما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، في واحدة من أشد الهجمات دموية خلال الحصار المفروض على مهد الانتفاضة( حسب تعبيرها).
الأمر الذي دفع اللجنة المركزية في ريف درعا الغربي إلى إصدار بيان، أعلنت فيه «النفير العام» لأهالي حوران، استجابة لنداء الاستنجاد من “درعا البلد”، مهدّدةً أيضاً قوات الحكومة السورية بالحرب في مختلف أرجاء المحافظة، ما لم تُنهي حصارها، و حملتها العسكرية على أحياء تلك المناطق.
وأوضح عضو اللجنة المركزية للتفاوض في درعا البلد لـ«الشرق الأوسط» أن الاجتماع قد انتهى دون التوصل إلى اتفاق، بعد رفض اللجنة هذه المطالب، والإجابة على أسئلة الجانب الروسي، باعتبار أن هناك مطالب أولى منها، وهي إيقاف العمليات العسكرية، ورفع الحصار عن المدينة، وإبعاد القوات المطوقة لدرعا البلد والمناطق المحيطة بها.
لكن يستبعد اللجان المركزية الممثلة عن أهالي درعا عقد جلسة تفاوضية على المدى القريب، لأن “النظام يفاوض بالنار الآن، والقصف المستمر على درعا البلد بكل أنواع السلاح المتوفر لديه” على حد تعبير أبو علي المحاميد لموقع “قناة الحرة”.
وتشهد المدينة، منذ انتهاء الاجتماع عصر يوم السبت حتى مساء يوم الأحد، قصفاً هو الأعنف على أحياء درعا البلد، وطريق السد والمخيم، من قبل القوات الحكومية ، ما تسبب بدمار واسع في الأحياء المحاصرة، ورافق ذلك ازدياد حالات النزوح الجماعي للأهالي من مدينة طفس بريف درعا الغربي وبعض المناطق المجاورة لها نحو مناطق “حوض اليرموك” عند الحدود السورية – الأردنية خوفًا من تصاعد وتيرة القصف على المنطقة، تزامنًا مع استمرار المواجهات المسلحة على محاور أحياء درعا البلد المحاصرة، في ظل محاولات القوات النظامية لاقتحام المنطقة، في حين استهدف مسلحون محليون حاجز الرباعي الواقع بين بلدتي الشيخ سعد و مساكن جلين غرب درعا.
وفي سياق متصل، انتهت يوم السبت 28 أغسطس-آب المهلة التي منحتها الجهات الحكومية في محافظة «درعا» لاستقبال الراغبين بتسوية أوضاعهم، في مبنى السرايا في قسم شرطة المحطة. وقال أحد أعضاء الوفد الروسي، في تصريح للإعلاميين نقله موقع «سناك سوري»، إنه لم يحضر أحد إلى مركز التسوية على الرغم من تمديد المهلة، مضيفاً أنه تم الاتفاق على نقل دفعة جديدة من رافضي التسوية إلى الشمال السوري، معتبراً أن «من يريد العيش بسلام وأمن عليه تسليم سلاحه وإجراء التسوية، ليصار إلى تطبيق الأنظمة السورية على جميع أراضي البلاد
وسيم اليوسف-إعلام مسد