استضاف معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، السيدة إلهام أحمد، رئيسة الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية من خلال ندوة تلفزيونية حضرها ١٥٠ شخصية من أهم الباحثين والمسؤولين عن ملف الشرق الأوسط في العاصمة واشنطن.
عقد اللقاء المتلفز في مكتب مجلس سوريا الديمقراطية في العاصمة الامريكية واشنطن، حضره كل من غسان اليوسف الرئيس المشترك لمجلس دير الزور المدني، نظيرة كورية الرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي لإقليم الجزيرة، إضافة لبسام اسحق وسينم محمد من ممثلية مسد في واشنطن وبسام صقر عضو المجلس الرئاسي فضلاً عن فريق من العاملين في مكتب مجلس سوريا الديمقراطية.
تميّز اللقاء بإثارته لأبرز الملفات ذات الصلة بالقضية السورية عموماً وبالأخص مناطق شمال وشرق سوريا حيث تواجد القوات الأميركية، إضافة لذلك خصص اللقاء جزءاً لمناقشة القضية الكردية وسبل حلها.
تحدثت رئيسة الهيئة التنفيذية لـ «مسـد»، السيدة إلهام أحمد، عن زيارتها لواشنطن واللقاءات التي أجرتها والوفد المرافق لها مع الإدارة الأميركية وأعضاء بارزين في الكونجرس من الحزبين الديمقراطي والجمهوري. ونقلت انطباعها عن أجواء اللقاء مع مسؤولين بارزين في البيت الأبيض ووصفته بـ “الإيجابي”، حيث أكد مسؤولو البيت الأبيض أن الولايات المتحدة باقية في شمال وشرق سوريا على عكس ما أشيع في واشنطن بعد الانسحاب من أفغانستان.
وقالت إن التواجد الأميركي في سوريا من شأنه أن يضفي التوازن “الإيجابي” في الملف السوري وهو يختلف عن الحالة الأفغانية كلياً.
وتابعت “سمعنا من المسؤولين في البيت الأبيض تعهّدات بالاستمرار في الالتزام بالتواجد في شمال وشرق سوريا، وتقديم الدعم الاقتصادي للمنطقة”.
وفي مسألة الحوار مع النظام السوري، قالت أحمد أن تعاوناً أميركياً روسياً؛ يمكن أن يثمر عن نتائج ملموسة ودفع النظام للقبول بإشراك أطراف سياسية أخرى. والتخلي عن “مركزية سوريا” التي باتت تشكل عبئاً في مسار الحل السياسي عموماً، ونشارك واشنطن مواقفهم حيال تزمت النظام وتمسكه بذات العقلية الاستبدادية.
وفي ملف تركيا واحتلالها لأجزاء واسعة من الشمال السوري ومواقفها العدائية تجاه الإدارة الذاتية، جددت رئيسة الهيئة التنفيذية لـ «مسـد»، استعدادهم للحوار مع تركيا وحل كافة الخلافات معها بالطرق السلمية والحوار؛ شريطة معالجة ملفات مرتبطة بالشعب الكردي والأراضي السورية المحتلة من قبل تركيا مثل سري كانيه (رأس العين) وتل أبيض وعفرين.
وفي معرض اجابتها عن سؤال من منظّم الندوة في معهد واشنطن، ديفيد بولوك، عن علاقة “قسد” بحزب العمال الكردستاني، قالت أحمد أن جذر القضية هو معالجة القضية الكردية في تركيا، حيث تأسس العمال الكردستاني في تركيا من أجل حقوق الكرد وكان “هدفه إرساء نوع من الديمقراطية في تركيا ليستفيد منها الكرد وباقي المكوّنات التي تعاني من القمع”.
مضيفةً أن “حزب العمال الكردستاني واجه الإرهاب والتطرف في عدة مناطق يتواجد فيها الكرد وقدموا أغلى مالديهم بما في ذلك أجزاء من أجسادهم، ونشعر بإلتزام أخلاقي حيال تلك التضحيات لأجلنا”
وتابعت “أما نحن في شمال وشرق سوريا، سوريون من مختلف الخلفيات والتوجّهات ونحكم جزءاً من أراضي سوريا ولا عداوة لدينا تجاه تركيا”.
ودعت المجتمع الدولي على ضمان حوار منفتح وشامل بين الكرد في تركيا والحكومة التركية، والوصول لتفاهمات من شأنها إرساء استقرار وأمان بعيدي المدى في المنطقة.
وفي القسم الأخير من اللقاء، تحدثت السيدة إلهام أحمد، عن مسار تطوير الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا الذي بدأه «مســد» عبر تنفيذ سلسلة مخرجات «المؤتمر الوطني لأبناء الجزيرة والفرات» الذي عقد في تشرين الثاني/نوفمبر من العام الفائت.
وقالت إن مناطق شمال وشرق سوريا ستشهد عملية انتخابية قريبة ستكون مفتوحة لكل مكوّنات المنطقة للمشاركة فيها، لافتةً إلى قبول الإدارة الذاتية “بمراقبة دولية حيادية لضمان ديمقراطية وشفافية الانتخابات”.
وأضافت أن الحوار الكردي-الكردي، لن يكون عائقاً أمام اجراء الانتخابات، معللة ذلك بأنه “ليس من العدل أن نجعل مكوّنات المنطقة مثل العرب الذين يشكلون جزءاً كبيراً من سكان المنطقة ينتظرون الانتخابات وتمثيلهم ديمقراطياً إلى حين تفاهم الأطراف الكردية في حوارهم المنفصل”.