التقت اليوم، السبت 9 نيسان/أبريل، «مـسـد» وطيف من القوى والشخصيات الديمقراطية من المعارضة السورية في ثاني لقاء تشاوري في العاصمة السويدية ستوكهولم الممهد «لمؤتمر القوى والشخصيات الديمقراطية» لمناقشة رؤية سياسية تحقق التمثيل الأفضل والأوسع للمعارضة السورية.
شارك في هذا اللقاء ممثلين عن الخارجية الأميركية والبريطانية والسويسرية إضافة لتسعة وثلاثون ممثل ومندوب عن القوى السورية المعارضة وشخصيات ديمقراطية فضلاً عن رعاية مؤسسة أولف بالم الدولية.
ويهدف اللقاء الذي يجمع طيف واسع من السوريين قراءة مآلات سوريا الدولة والوطن والبحث في مفهوم النظام اللامركزي كمدخل لإطار وطني ديمقراطي يحفظ وحدة الأرض والسيادة الوطنية ويخلق توازناً بين الهوية السورية الجامعة والهويات المحلية وبما يحقق حلا عادلا للقضية الكردية وسائر الاقليات الأثنية ضمن إطار وطني جامع وماهية نظام الدولة الحديثة المنشودة، إضافة لدرو الديمقراطيين والعمل على توحيدهم وتنظيم اختلافاتهم ضمن إطار وحدتهم.
وفي افتتاح اللقاء قالت آنا سوندستورم رئيسة مركز أولف بالم الدولية (مؤسسة سويدية تعمل من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان والسلام)، أكدت على أهمية عقد هكذا لقاءات من أجل الوصول للسلام والاستقرار في سوريا وضرورة التركيز على الديمقراطية والعدالة حول العالم وحرية الشعب لأنها الطريق الوحيد للسلامة.
ويستمر اللقاء على مدى يومين حمل اليوم الأول ثلاث جلسات تطرقت الأولى لواقع المشهد السوري والسيناريوهات المتوقعة لمستقبل سوريا كدولة ووطن في ضوء تعثر العملية السياسية وإمكانية حماية وحدة سوريا في ظل الانقسام والاحتلال الراهن و الوجود العسكري الأجنبي فيها إضافةً إلى دور القوى الديمقراطية في إيجاد مخرج لسوريا من واقعها الراهن.
وحول حالة الانقسام الموجودة في البلد أشارت إلهام أحمد رئيسة الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية “هناك مستويات من الديمقراطية في فهناك بمكان ديكتاتورية وآخر فاشية وبمناطق أخرى مستوى من تحقيق الديمقراطية (مناطق شمال وشرق سوريا)”.
وأضافت “أن الديمقراطية بالإطار التنفيذي هي سلوك عملي ويجب علينا أن نؤمن بهذه المبادئ ولذلك يجب أن نجتمع حتى تستطيع أن تفرض الحل وطنياً وخارجياً”.
فيما بحثت الجلسة الثانية التي كان عنوانها ” شكل الحكم في سوريا” مفهوم اللامركزية وأشكالها من سياسية واقتصادية وإدارية وموسّعة حيث اجمع المداخلون على أن اللامركزية هي المدخل الأساسي للحل في سوريا مع ذكر بعض النماذج لحالات التي تعافت مشابهة للمشهد السوري في أزمته وبحثت أيضاً تأثير اللامركزية على النساء ودورهن في بناء السلام.
بينما ناقشت الجلسة الثالثة التي حملت عنوان ” الخطوات العملية لبناء مساحة مشتركة” معوقات تأسيس جبهة ديمقراطية سورية وسبل توحيد الخطاب الديمقراطي في سوريا ودور القوى الديمقراطية في مستقبل سوريا وإمكانية تحويل هذه الخطوات لواقع عملي.
وفي الختام فعاليات اليوم الأول؛ فسح المجال للمداخلات التي اتفقت على مبدأ اللامركزية مع ضرورة النقاش لتحديد شكلها والحفاظ على سوريا موحدة والحفاظ على الإدارة الذاتية خصوصا ً أن سوريا لها تجربة رياديّة في ذلك حيث أنشأ أول دستور لامركزي عام 1920(دستور الملك فيصل).
ويعتبر هذا اللقاء الثاني من نوعه بعد اللقاء الأول الذي عقد ستوكهولم 13-14 كانون الأول/ديسمبر 2021، ويسعى القائمون على هذا المسار لبناء أفق جديدة لعمل ودور المعارضة الديمقراطية والوصول إلى مؤتمر يوحد رؤاها السياسية تسهم في الدفع بعملية سياسية حقيقية.