عقب ترؤسه اجتماعا للحكومة التركية في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة،يوم الإثنين٢٣ مايو-آيار الجاري، خرج الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتصريحات جديدة حول تحرّك عسكري جديد في مناطق الشمال السوري الأهلة بالمدنيين، مؤكداً فيها عزم قواته العسكرية على دخول واحتلال مناطق أخرى في شمال سوريا تحت ذريعة استكمال إنشاء “منطقة آمنة” على طول حدود تركيا الجنوبية داخل الأراضي السورية،ومع دخول العمليات الروسية في أوكرانيا شهره الثالث، وبعد أن طلبت فنلندا والسويد الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو”، حتى بدأت تركيا بالتحرك وابتزاز الحلف من أجل تحقيق بعض المصالح والحصول على بعض المكتسبات، بما فيها إنشاء “منطقة آمنة” في الشمال السوري مقابل الموافقة على انضمام فنلندا والسويد إلى الحلف.
وفي المقابل وعن الموقف الغربي من كل ذلك قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، الثلاثاء ٢٤ مايو-آيار الجاري، إن أي هجوم جديد في شمال سوريا سيقوض الاستقرار الإقليمي بدرجة أكبر، ويعرض الحملة على تنظيم “داعش” للخطر.
وردا على سؤال حول تصريحات أردوغان الأخيرة حول التحضير لإتمام مشروع “المنطقة الآمنة”شمالي سوريا، قال برايس “إن واشنطن تشعر بقلق بالغ إزاء التصاعد المحتمل للأنشطة العسكرية في شمال سوريا، وتتوقع أن تلتزم تركيا، وهي عضو مثلها في حلف شمال الأطلسي ، بالبيان المشترك الصادر في أكتوبر تشرين الأول 2019 بخصوص العمليات العسكرية الهجومية في سوريا”، بحسب ما نقلته وكالة “رويترز”.
و بحسب موقع (الحل نت) الأخباري “استبعدت مصادر ديبلوماسية خاصةإمكانية حدوث عمل عسكري تركي في الشمال السوري، عازية ذلك لتأثيرات التوتر الدولي بسبب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا. كما أشارت المصادر إلى أن أي خيار عسكري لتركيا لا بد أن يمر عبر القنوات الدولية مع مراعاة عدم رفض “الناتو” وقوات “التحالف الدولي”، وهو أمر غير وارد في الوقت الحالي بحسب تعبير المصادر.
ويهدف المشروع التركي، الذي تسعى أنقرة إلى تنفيذه تدريجياً، إلى إعادة توطين اللاجئين السوريين الموجودين في تركيا،في مناطق ليست بمناطقهم في الأصل، والذين تشير التقديرات الرسمية التركية إلى أن عددهم يبلغ حوالي 3.5 ملايين شخص، تمّ استثمارهم منذ اندلاع الحرب في سوريا في مختلف المجالات، سواءً عن طريق ابتزاز أوروبا عبر الدفع بالآلاف منهم للتسرّب إليها وقبض نحو 6 مليارات يورو مقابل منع تسرّبهم، أو استثمارهم داخلياً عن طريق تجنيس أصحاب الخبرات منهم وتقديم تسهيلات للصناعيين والتجار خصوصاً، أو في المعارك الإقليمية عبر إرسال مقاتلين سوريين موالين لها إلى ليبيا وأذربيجان وغيرهما. وتتزامن إعادة تصدير الخطّة التركية مع ضغوط داخلية في ظلّ اقتراب الانتخابات الرئاسية في البلاد، حيث تشكّل قضية اللاجئين أحد أبرز ملفّات الصراع الانتخابي، الأمر الذي يفسّر النشاط التركي المتواصل في عمليات بناء بعض التجمّعات السكنية من جهة، وتقديم تسهيلات لِمَن يودّ العودة من جهة أخرى، بهدف تحقيق مكاسب سياسية في الانتخابات، إضافة إلى ضمان تشكيل حزام سكاني مرتبط بتركيا محاذٍ لشريطها الحدودي.
وفي حال أقدمت تركيا بالفعل على تنفيذ تهديدات العملية العسكرية الحالية في شمال سوريا، فإنها ستكون الخامسة من نوعها للجيش التركي، بعد عمليات” درع الفرات،وغصن الزيتون،ونبع السلام،و درع الربيع” والتي احتلت بموجبها مساحات واسعة من الجغرافية السورية، وتنفيذ مخططاتها الاستيطانية والسياسية .
وسيم اليوسف-إعلام مسد