أعلن نشطاء سياسيين وحقوقيين من أبناء البوكمال في ريف دير الزور الشرقي عن تجمع سياسي يكون صوت أبناء المنطقة بمختلف انتماءاتهم.
والتجمع الذي كان يحمل اسم «تجمع أبناء البوكمال» وريفها أعلن أعضاؤه أمس الإثنين تغيير تسميته إلى “التجمع الديمقراطي” بحضور المئات من أعضائه المنتسبين والناشطين والحقوقيين والشخصيات المجتمعية وأفراد من مناطق مختلفة شرق الفرات وغربه في ريف دير الزور الشرقي.
تزامن هذا الإعلان مع الذكرى التأسيسية الأولى على انطلاقه وبسبب زيادة شعبيته في المنطقة إذ سجل المئات من طلبات الانتساب كنتيجة للتواصلات واللقاءات والحوارات التي قام بها أعضاؤه مع عدة أشخاص في المنطقة وما يجاورها بناءاً على روابط التاريخ والدم المشترك فيما بينها.
كان ذلك خلال اجتماع التجمع السنوي الأول والذي أكد المجتمعون فيه إصرارهم بأن يكون الصوت الجامع لأبناء المنطقة من جميع مكوناتها وأن يحمل على عاتقه التغيير الديمقراطي الذي خرج السوريون من أجله وطي صفحة الاستبداد ومركزية القرار التي سلبت السوريين حقهم بالمشاركة في بناء وطنهم وهذه العقلية المتعنتة هي التي أدخلت البلاد في أتون الفساد والاستئثار بالسلطة والفوضى والدمار الذي لحق بسوريا.
كما تطرق أعضاء التجمع الوليد لخطرين يهددان المنطقة وهما المشروع الإيراني الطائفي المقيت غرب الفرات أما الخطر الآخر في شمال سوريا حيث الاحتلال التركي، الذي اقتطع تاريخياً لواء اسكندرون واليوم يسير بنفس النهج باحتلاله الشمال السوري، ويعمل على التغيير الديمغرافي فيه كمحاولة لسلخ مناطق أخرى ووصفهم لهذين الخطرين بالتاريخيين.
فيما حمل التجمع الديمقراطي عدة مبادئ أساسية سيستمر بالسير عليها وفق ما جاء في كلمته الافتتاحية هي:
“•السوريون ككل، وأبناء الجزيرة والفرات من جميع المكونات يجمعهم مصير واحد، وبالتالي فإن تكاتفهم في هذه المرحلة الأصعب من عمر المنطقة، بات ضرورة حتمية ملحة، حيث الاحتلال التركي؛ والمليشيات الإيرانية الحاقدة في ريفنا الغربي، الذي يعاني من عمليات سياسات التشيّع، التي فتت البيت الواحد والعائلة الواحدة، والقبيلة الواحدة، بالتزامن مع العمل على سياسة الاغتيالات اليومية – بشكل ممنهج- لكل من يخالف مشروعه الفوضوي في المنطقة.
•إننا في التجمع الديمقراطي، لسنا إلا نواة و منبر يؤكد على أن تنمية المنطقة هو السبيل لاستقرارها، وأن دورنا العمل على تخديمها من جميع النواحي الصحية والتربوية والاجتماعية والثقافية، مؤمنين أن السبيل الوحيد لذلك هو المشاركة في صناعة السلام والاستقرار بدءاً من تجفيف منابع الإرهاب، والتوعية بسياسات الخطابات الشعبوية المدفوعة من الخارج، التي يقف ورائها مستفيدون ينفذون أجندات الدول، فيدفع ثمنها أهلنا المتواجدين في الداخل، الذين دفعوا فاتورة كل المشاريع الخارجية بدءاً من فوضى السلاح فجبهة النصرة وداعش.
•إننا في التجمع الديمقراطي نشيد بالتحالف الدولي لمحاربة الإرهاب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، ودور قوات سورية الديمقراطية في القضاء على ما يعرف بـ ” تنظيم الدولة الإسلامية”. ونثمن التضحيات والدماء التي سالت في سبيل ذلك، لأنها دماء سورية من جميع مكونات أبنائها.
•إننا في التجمع الديمقراطي نؤكد على حق المرأة في المشاركة في صناعة القرار، ونهيب بدورها في أصعب المراحل التي مرت بها منطقتنا.
•إننا في التجمع الديمقراطي نؤكد بأنّ أهلنا باقون على عهدهم في محاربة الإرهاب فهم من أوائل الذين وقفوا في مواجهة أبشع تنظيم إرهابي عرفته الإنسانية. إذ يعيش بيننا المئات من العوائل التي فقدت أبنائها وآبائها وأخوتها في معاركهم ضد التنظيم المتطرف. لذلك فإننا نتطلع – في تجمعنا هذا- لأن نكون صوتاً وعوناً لهم، من أجل تضميد جراحهم والعمل على تحسين أوضاعهم المعيشية والخدمية.
•إننا في التجمع الديمقراطي، نعمل من أجل سورية دولة ديمقراطية لامركزية موحدة أرضاً وشعباً، تولي الأهمية للإنماء المتوازن والعدالة الاجتماعية وسلطة الشعب في مناطقهم، بما يضمن عيش جميع المكونات بحرية وسلام، وبما يحقق المساواة في الحقوق والواجبات والعدالة الاجتماعية والمساواة بين الرجل والمرأة، وبما يضمن تحقيق المواطنة، والحرية والكرامة لجميع أبنائها.”
جاء إعلان التجمع الديمقراطي في بلدة أبو حمام في الريف الشرقي لدير الزور لما لها من رمزية في مواجهة التنظيم الإرهابي المتطرف “داعش” حيث في ذات المكان وقعت مجزرة الشعيطات الشهيرة وتأكيداً على دور أبناء المنطقة في محاربة الإرهاب.