بدعوة من مجلس سوريا الديمقراطية «مـسـد»، عقد في مدينة الحسكة بشمال شرق سوريا؛ ندوة حوارية حول مفهومي اللامركزية والهوية الوطنية الجامعة، أمس الخميس، حضرها الفعاليات المجتمعية والمدنية، ممثلين عن مجلس الشعب الآشوري، لجنة مهجري سري كانيه / رأس العين والبيت الايزيدي ونخبة من السياسيين.
قدمت الرئيسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية، أمينة عمر، موجز عن تاريخ اللامركزية في سوريا وكيف كانت دساتيرها “اللامركزية ليست حالة طارئة في سوريا بل كانت دائما ومنذ تأسيس المملكة السورية إلى اللحظة الحالية قضية مطروحة ومتداولة لها الأسانيد الشرعية والرسمية والمجتمعية الحالية التي تقضيها وتقاضي بأن عيوب المركزية ومساوئ النظام شديد المركزية واحد من أهم أسباب الأزمات التي تجتاح المنطقة عامة وبشكل خاص ما يحدث في سوريا”.
وحول الحديث عن القانون107 لعام 2012 الخاص بالإدارات المحلية قالت عمر بأنه “لا يخدم التطلعات السياسية للشعب السوري” الذي خرج مطالبا بالتغيير بعد عقود من حرمانه واقصاءه.
وتطرقت الرئيسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية لشرح مفهوم اللامركزية وضروراتها ونماذجها.
وفي ختام حديثها أكدت عمر أن الانتقال إلى نظام لامركزي الذي يحمل الصفة الديمقراطية يحتاج إلى جهود كبرى يتم خلالها تعميق مستوى الثقافة السياسية، ويتطلب تكييف المناهج التعليمية والثقافية والاعلامية نحو إرساء مفهوم المواطنة الديمقراطية التي ستؤثر في جميع مجالات الحياة، وفي كيفية المشاركة والتمثيل السياسي.
من جهته تحدث محمد صالح عبدو عضو اللجنة السياسية للحزب اليساري الكردي في سوريا، عن الهوية الوطنية مشيراً أن “سوريا لم تمتلك هوية وطنية جامعة منذ نشأتها وكانت كل مرحلة من مراحل تطورها تتميز برؤية خاصة إلى الهوية الوطنية لسوريا وفقاً للقوى السائدة والمسيطرة على السلطة دون أن تأخذ في الاعتبار حقيقة الشعب السوري”.
وإنه لا يوجد اجماع بين التيارات التقليدية حول الهوية الوطنية الجامعة ” هنالك خلافات كثيرة بين الحركة السياسية السورية وأحزابها المختلفة حول مفهوم الهوية الوطنية، فحزب البعث والعديد من الأحزاب القومية ترى بأن سوريا دولة عربية خالصة أما الإخوان المسلمون وكل أحزاب الإسلام السياسي ينظرون إلى سوريا كحالة مؤقتة وأنها تنتظر استكمال بعد أن تتوحد في إطار الامة الإسلامية”. مضيفاً أن هذه المقاربات مبتورة وبعيدة عن الواقع السوري وتلحق اضرارا بالغة في وحدة سوريا واستقرارها.
أكد القيادي في حزب اليسار الكردي في سوريا؛ أنه “يجب على السوريين أن يروا الهوية الوطنية كالمرآة التي تظهر حياة الجماعة البشرية في بقعة جغرافية واحدة بكل أشكالها التي تنظمهم وتحدد أهدافهم على الصعيدين الداخلي والخارجي وتوحد جهودهم وتبني أسس حمايتهم وتحقق العدالة بينهم وتطور حياتهم المعيشية والثقافية والاجتماعية والصحية وتحدد نظام الحكم في البلاد”.