Contact Information

مكتب الإعلام : sdcpress@m-syria-d.com 00963937460001 مكتب العلاقات العامة: info-relations@m-syria-d.com

00963937460001

ما هي قاعدة التنف، وماذا تمثّل للتحالف الدولي ضد تنظيم “داعش”، وما تأثيرها على ما يجري في سوريا ؟

تأسست قاعدة التنف العسكرية فعليا عام 2016 عند تقاطع الحدود السورية مع الأردن والعراق وتتبع إداريا لحمص المحافظة الأكبر في سوريا، تُستخدم القاعدة -وفق تقارير دولية “معهد واشنطن لسياسات الشرق الأوسط” نقلا عن مصادر في وزارة الدفاع الأميركية- لمواصلة العمليات ضد تنظيم “داعش”، وإعاقة أنشطة الفصائل الموالية لإيران في سوريا، وتُعد في الوقت نفسه ورقة نفوذ في المفاوضات القائمة منذ فترة طويلة حول مستقبل سوريا. و نظراً لأهميتها البالغة فقد عمدت واشنطن لاستثنائها من قرار سحب القوات الأميركية من سوريا الذي أصدره الرئيس الأسبق دونالد ترامب عام 2018، فيما لا يبدو أنها تشكل تهديداً ذو أهمية للسلطات في دمشق ولا حتى للإعلام الرسمي السوري، إضافة إلى أن تركيا التي تعلن باستمرار رفضها للدور الأمريكي في دعم قوات قسد شمال شرقي البلاد، لا تبدو مكترثةً بالتواجد الأمريكي في قاعدة التنف، فالقضية الجوهرية للحكومة التركية وللسلطة في دمشق هي استعادة التنسيق لضرب أي دور كردي محتمل في المستقبل السياسي لسوريا، وهذا ما دفع الجانبان لإبداء المرونة لتجاوز أقصى الخلافات فيما بينهما.

عملت الولايات المتحدة على توسيعها منذ السنوات الأولى لإنشائها، وزوّدتها بأسلحة وراجمات صواريخ متطورة وطائرات متنوعة، وتضم بحسب التقارير الدولية “معهد واشنطن لسياسات الشرق الأوسط” ما بين 100 إلى 200 من العسكريين الأميركيين، إلا أن تقارير أخرى تشير إلى أعداد أكبر، إضافة إلى وجودٍ لجنود بريطانيين ومن دول أخرى مشاركة بالتحالف الدولي في سوريا.

صور للأقمار الصناعية بثّتها مواقع روسية أظهرت نشاط التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية على توسيع القاعدة العسكرية في التنف، نشاطٌ يُظهر مدى أهمية هذا الموقع الذي تعتبره الولايات المتحدة الأميركية عينها على الطريق السريع الرئيسي بين بغداد ودمشق؛ والمسؤول -وفق ما تقوله واشنطن- عن نقل إمدادات الأسلحة من إيران إلى سوريا ومقاتلي “حزب الله” اللبناني، كما يحيط بالقاعدة حرم أو منطقة عازلة نصف قطرها يبلغ 55 كيلومترا تشكلت في إطار تفاهم أميركي روسي عام 2016.

والتنف هو الموقع الوحيد الذي يتواجد فيه الثقل الأميركي بشكل كبير في سوريا خارج الشمال حيث تَواجد قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي، حيث كانت المنطقة المحيطة بالقاعدة خاضعة لسيطرة تنظيم “داعش” الإرهابي قبل العام 2016 ليتم طرده منها على يد قوات التحالف الذي تقوده واشنطن، ومنذ ذلك الحين، استخدمتها الولايات المتحدة كقاعدة تدريب لجماعات من المعارضة السورية.

وقد مكّنت هذه المنطقة القوات الأميركية والدول المتحالفة معها من تقويض عمليات تنظيم “داعش”، ومنعت دخول الميليشيات الإيرانية، وفق تقرير “معهد واشنطن” كما كان لها أثر ثانوي في استقطاب آلاف النازحين السوريين في مخيم الركبان الذي يبعد فقط بضعة أميال عن القاعدة على الجانب السوري من الحدود، وحمايتهم من هجمات القوات التابعة للسلطة في دمشق.

وبحسب محللين عسكريين فإن قاعدة التنف تمنح القوات الأميركية إمكانية استخدام راجمات “هايمارس” الصاروخية المتطورة وغيرها من الأسلحة الحديثة، وكذلك إرسال الطائرات المسيّرة في المنطقة، ومن الممكن جعلها مرتكزا وقاعدة لانطلاق وتحرك بري ما؛ في حال تزايد تهديد الفصائل الموالية لطهران أو “حزب الله” اللبناني في جنوبي سوريا؛ نظرا لإمكانية وصول الإمدادات الآمنة لها من العراق والأردن، من هنا تكتسب القاعدة أهميتها بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية .

تضم قاعدة التنف فصيلاً يعرف بمغاوير الثورة، وهو فصيل يضم ضباطاً وعسكريين سوريين سابقين ينحدر معظمهم من محافظة دير الزور شرق سوريا.

وعن الدور الذي يلعبه هذا الفصيل في القاعدة، أفاد المكتب الإعلامي لجيش مغاوير الثورة أن مهمته الرئيسية هي حماية المنطقة التي تقع فيها القاعدة ومحيطها، ومنع محاولات التسلل من قبل عناصر تنظيم “داعش” الدولة والقوات التابعة للسلطة في دمشق، بالإضافة لمكافحة تهريب المخدرات بكافة أشكالها.
تعرضت قاعد التنف العسكرية في وقتٍ سابق لهجمات عديدة من قِبل  عناصر تنظيم “داعش” الإرهابي، وفيما يلي أبرز ما تعرضت له القاعدة من هجمات:

ففي 20 من تشرين الأول/أكتوبر 2021 تعرضت قاعدة “التنف” لهجمات بطائرات دون طيار لم تؤد إلى سقوط وفاة أميركيين، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادث، لكن تقارير أميركية اتهمت مليشيات مسلحة موالية لإيران بتنفيذ الهجوم.

وفي 17 تشرين الثاني/نوفمبر 2021 استهدف هجومٌ بطائرات مسيّرة مفخّخة القاعدة العسكرية، واتُهمت إيران بالمسؤولية عنه.

وكذلك في 15 حزيران/يونيو الفائت كشفت “وول ستريت جورنال” أن مقاتلات سوخوي روسية قصفت موقعا بقاعدة التنف.

وفي 4 آب/أغسطس الماضي، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن مقاتلاتها حيّيدت مجموعة من المسلحين الذين تدرّبوا على يد قوات أميركية في قاعدة التنف.

أهمية قاعدة التنف العسكرية تكمن في موقعها على المثلث الحدودي بين سوريا والعراق والأردن؛ ما يمنح القوات فيها مساحة للمناورة داخل سوريا بأكثر من جهة وحتى خارجها إن لزم الأمر، وأيضا وقوعها على طريق الإمداد الرئيسي الواصل بين إيران ودمشق وبيروت عبر العراق، وكذلك أهميتها تكمن في قتال خلايا تنظيم “داعش” التي يتزايد نشاطها عموما في البادية السورية بعد هزيمة التنظيم وفقدانه للسيطرة المكانية في كلّ من سوريا والعراق.

ووفقا لمعهد واشنطن، فإنه فضلا عن تقويض خط التواصل على الأرض الذي يجمع إيران مع “حزب الله” والسلطة الحاكمة في دمشق، فقد أثبتت قاعدة التنف وفقاً للمعهد أنها مفيدة لما يصفه الاسرائيليون بـ”حملة إسرائيل بين الحروب”، التي تردد أنها شملت عشرات المهام الجوية ضد أهداف تابعة لميليشات والفصائل موالية لإيران و”حزب الله” اللبناني في سوريا.

وسيم اليوسف

المشاركة