Contact Information

مكتب الإعلام : sdcpress@m-syria-d.com 00963937460001 مكتب العلاقات العامة: info-relations@m-syria-d.com

00963937460001

بين الألم والآمال والاستبداد والديمقراطية خصومة وعداوة فاتورتها باهظة، فالعدالة والحرية والكرامة مهرهم غالٍ وقرابينهم كثيرة، كيف لا وهي قيم مقدسة لدرجة وصفها من قبل الأثر بجملٍ وأقوالٍ تكتب بماء الذهب، فعلى سبيل الذكر لا الحصر من هذه الاوصاف
“إنَّ الله يُقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة، ولا يُقيم الدولة الظالمة وإن كانت مؤمنة، فأساس الملك العدل”.

قيمة العدل الغائبة والمغيّبة أدخلت سوريا عام 2011 في رحلة البحث والكفاح لتحقيق الحرية والعدالة، ومن ثم دخلت في مسار التدمير الذاتي، بعد دخول أطرافٍ عدة، إقليمية ودولية والتي كانت بمثابة عامل تعقيد ومجهضٍ لطموحات وأحلام السوريين، ليبدأ العذاب والقهر، وتبدأ الاجتماعات الدولية والاممية .

رحلة البحث عن الحل السياسي من جنيف إلى سوتشي ماذا قدمت للسوريين؟

عُقدت العديد من الاجتماعات واللقاءات والمؤتمرات، تحت عنوان كبير، لتسقط الأيام فيما بعد ورقة التوت عن عورات كل من ادعى الاهتمام والعمل لإنقاذ السوريين، لتكذب وتكشف الوقائع على الأرض، بأن السوريين وجغرافيتهم كانوا ضحية البازارات السياسية بين العديد من الأطراف.
على الرغم من الجهود الدولية لإنهاء الصراع في سوريا، والتوصل إلى حل سياسي، على قاعدة القرارات الدولية المتعلقة بالشأن السوري، إلا أن هذه المحاولات لا تزال بعيدةً عن الواقع السياسي، بل على العكس، وُزّع الدم السوري وسُكب على عتبات القاعات، وقُتلت طموحاتهم برماح الأطماع، والصفقات والبازارات.

قد يهمك: قاعدة “التنف” التي استثناها ترامب وكذلك دمشق وأنقرة

هل القرار 2254 نقطة ارتكاز لإنهاء المقتلة السورية؟

بعد أكثر من 11عاماً من المقتلة والحرب السورية ، لمعت بارقة أمل اختصرها مجلس الأمن بأربعة أرقام كادت ان تكون سحرية 2254 والتي وصل صداها إلى معظم السوريين في الداخل والخارج بكافة أطيافه وباتت تُردد على كل لسان وعلى كل المنابر السياسية بكافة توجهاتها ومساراتها، وراح السوريون يستبشرون خيراً ويتنفسون الصعداء ظنا منهم أن هذه الأرقام الأربعة مفتاح الحل السوري الضائع ، أصابتهم التدخلات الإقليمية والأطماع الخارجية بمقتل ليستنتجوا بعدها أنه لا تلوح في الأفق القريب أيّ بادرةٍ لتنفيذ ما نص عليه القرار 2254 فيما تُثار الكثير من التخمينات والتساؤلات ما إذا كان قابلاً للتطبيق أم لا في ظل لعبة الأمم والصراع الدائر في سوريا الذي تبين أنها على سوريا .

ما هي قصة القرار 2254 وعلى ماذا ينص؟

بعد انطلاق الحراك الشعبي في سوريا بأربع سنوات اتخذ مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قراراً بالإجماع تحت رقم 2254 وبالتحديد في 18 ديسمبر 2015، والمتعلق بوقف إطلاق النار و ضرورة التوصل إلى تسوية سياسية للوضع في سوريا.

وجاء نص القرار مطالباً جميع الأطراف التوقف فوراً عن شنّ أي هجمات ضد أهداف مدنية، وحثّ جميع الدول الأعضاء على دعم الجهود المبذولة لتحقيق وقف إطلاق النار ويُطلب من الأمم المتحدة أن تجمع بين الاطراف المتصارعة للدخول في مفاوضات رسمية في أوائل يناير 2016.
و استثناء مجموعات تعتبر “إرهابية”، بما في ذلك تنظيم “داعش” و”جبهة النصرة”. وسوف تستمر الأعمال الهجومية والدفاعية ضد هذه المجموعات. وسيتم إنشاء آلية لمراقبة وقف إطلاق النار.
ومن ثم ستُجرى انتخابات حرة ونزيهة تحت إشراف الأمم المتحدة، في غضون 18 شهراً وسيتم التحول السياسي بقيادة سورية.

وتجدر الإشارة إلى أن 2254 هو مشروع قرار أميركي واعتمد بيان جنيف ودعم بيانات فيينا الخاصة بسوريا، باعتبارها الأرضية الأساسية لتحقيق عملية الانتقال السياسي وشدد على أن الشعب السوري هو من سيحدد مستقبل بلاده .

لماذا تجاهلت ترويكا أستانا القرار 2254 وخلقت مسارها الخاص؟

خلقت الأزمة السورية تحالفاتٍ عديدة، لدول عُرفت على مرّ العصور حالة العداء بينها، وبالتحديد بين روسيا وتركيا، وبين إيران وتركيا، لكن المصلحة جمعت بينهم على أرضية هشّة، وعلى جماجم السوريين، وسارعت هذه الدول إلى خلق فكرة التَّعدُّد في مسارات ومرجعيات ومنصات مسار أستانا، أحد عوامل تدمير الحل في المسألة السورية، ولم يأتِ للدفع بخطوات الحل، وإنما جاء لتعطيل آليات الحل التي وضعها مجلس الأمن، وكذلك سوتشي الذي بُني على إفراغ المسألة السورية من جوهرها، باعتبارها حراك شعبي ضد السلطة، التي أثرت بكل تأكيد بشكل سلبي على قضية السوريين، وهذا المسار ليس في حقيقته سوى ردٍّ على جنيف ومحاولةٍ لقطع الطريق على مرجعياته للحلِّ السياسي.

إلى أي درجة أخطأت دمشق وموسكو في حسابات أستانا بجزئية الانفتاح على تركيا؟

رسمت أستانا مناطق النفوذ بين كل من أنقرة وطهران وموسكو في الملف السوري، ودخلت قوات الاحتلال التركي إلى الجغرافيا السورية من بوابة أستانا، واحتلت مساحة تضاهي مساحة لبنان، وتمت المقايضات بين روسيا وتركيا في أكثر من منطقة بسوريا، ودخل البعد الدولي أيضاً في مسارات العلاقة بين روسيا وتركيا، ولعل أبرزها كانت الحرب الروسية الأوكرانية، التي سُمع صداها في الملف السوري، وكانت إرهاصاتها واضحةً في فكرة التطبيع بين دمشق وأنقرة بإيقاعٍ روسي، وهذه الخطوة بالتقارب مع تركيا، جعلت رئيس النظام التركي رجب أردوغان أقوى، وقد تدفعه لاحتلال المزيد من الأراضي السورية في وقت قريب، ليُطرح السؤال الأكبر، كيف قبلت دمشق فكرة الحوار والتطبيع مع دولة تحتل أراضٍ سورية؟

إلى أي مدى حرّك هذا التقارب بين دمشق وأنقرة المياه الراكدة، وما هو موقف فرنسا وأميركا وباقي الفاعلين في الملف السوري؟

على وقع المتغيرات الحاصلة والحديث عن التقارب بين دمشق وأنقرة، اجتمع المبعوثون الخاصون للأزمة السورية لكلٍ من الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، وألمانيا، في جنيف السويسرية، وأصدروا بعد اجتماعهم بياناً مشتركاً عاماً ومختصراً، وأكدو على دعم بلادهم الثابت لجهود المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا “غير بيدرسون”، والتزامهم بدعم جهود التوصل إلى حل سياسي للصراع في سوريا بما يتوافق مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.

قد يهمك: دمشق وأنقرة والتقارب المر

لكن ماذا بخصوص تصريح السفارة الأميركية حول هذا الموضوع؟

يمكن تحليل هذا الامر بنقطتين، الأولى تكمن بأن الدول الأربع أصبحت قابضة على زمام المبادرة بخصوص تحديث الطيف السوري المعارض، وهذا يعني بتعريف وقراءة المتغير الجديد الحاصل تحت عنوان التقارب بين أنقرة ودمشق، والذي كان بمثابة رصاصة الرحمة، والخطأ الاستراتيجي الكبير، بالنسبة لروسيا وللسلطة في دمشق بعد رفضهما المتكرر للحوار مع الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، التي أبدت استعدادها للحوار مراراً وتكراراً تحت سقف الحوار الوطني الجامع، الذي يحقق آمال وطموحات كل السوريين بمكوناتهم المتعددة ومشاربهم السياسية والأيدلوجية المختلفة.

والنقطة الثانية متعلقة بما يُعرف بهيئة التفاوض، التي فقدت مصداقيتها، التي كانت تروّج لها بأنها تمثّل طيفاً واسعاً من الشعب السوري، الأمر الذي لم تعد تقتنع به الدول الأربع، والولايات المتحدة الأميركية على وجه الخصوص.

هل أصبحت ما تُعرف بالمعارضة السورية عبء على الحل السوري؟

حاولت التكتلات السياسية والعسكرية المعارضة أن تقدم نفسها كمتحدث باسم الشعب السوري، وحجزت لنفسها “مكان المتحدث والمفاوض” باسم الثائرين على سلطة دمشق.
لذلك يُنظر لها نظرة المسؤولية من حيث النتائج في هذا الواقع المؤسف، الذي وصل إليه سوريا، بعدما انخرطت بتنفيذ أجندة أنقرة التي احتضنت هذه الفصائل والكتل السياسية.

فهل سترسم الأولويات الأممية خريطة إنهاء المقتلة السورية؟

وعد محمد
إعلامي

المشاركة