ارتفعت حصيلة ضحايا الزلزال في مناطق شمال غرب سوريا إلى 2167 حالة وفاة وأكثر من 2950 جريح في حصيلة غير نهائية، مع وجود مئات العائلات تحت الأنقاض واستمرار عمليات البحث والإنقاذ وسط ظروف صعبة جداً بعد مرور أكثر من 130 ساعة منذ وقوع الزلزال فجر الاثنين 6 شباط/فبراير والذي طال مناطق واسعة من جنوب تركيا وشمال سوريا، مسبِّباً كارثة إنسانية، مع تهدُّم مئات المباني، وسقوط آلاف الضحايا في عموم المنطقة.
امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بالكثير من المقاطع والصور التي تسرد حدة الكارثة كما وثق نشطاء عمليات الإنقاذ وما قامت به فرق الدفاع المدني لإخراج المتضررين من تحت الأنقاض في شمال غرب سوريا.
“كأنه يوم القيامة” عبارة رددها كثيرون من رواد مواقع التواصل الاجتماعي من روع المشهد في محاولة لتصوير تأثيرات الزلزال خاصة مع ما تسبب به من انهيارات كبيرة للأبنية وسقوطها فوق رؤوس قاطنيها وسط صدمة الأهالي والناجين الذين هرعوا إلى الشوارع.
وفي مناطق الشمال السوري التي تعاني من نقص في المستشفيات قبل كارثة الزلزال، حاول العديد من النشطاء تسليط الضوء على الخسائر التي تسبب بها الزلزال، خصوصا أن الكثير من الأبنية في تلك المناطق تضررت بشدة جراء القصف خلال السنوات الماضية.
قالت فرق الدفاع المدني أن مناطق واسعة من الشمال السوري تضررت جراء الزلزال المدمر، فقد لحق الضرر مباني في مدينة إدلب ومناطق متفرقة من أرياف حلب وإدلب والدانا، سرمدا، حارم، بسنيا بمدينة سلقين، أرمناز كفر تخاريم قورقانيا، والأتارب، جرابلس، ومارع، عز مارين، اعزاز وعفرين والأكثر ضرراً ناحية جنديرس.
وبلغت حصيلة الأبنية المدمّرة في شمال غرب سوريا 479 مبنى سكنياً مدمّراً بشكل كامل وأكثر من 1،481 مبنى بشكل جزئي.
وكانت الحصيلة الأكبر في عدد المباني المدمّرة في مدينة جنديرس بمنطقة عفرين بواقع 200 مبنى مدمّر بشكل كامل و500 مبنى بشكل جزئي، و50 مبنى مدمّراً بشكل كامل في مدينة سلقين ونحو 300 مبنى متضرر بشكل جزئي وذلك بحسب معرفات الدفاع المدني في شمال غرب سوريا.
قد يهمك: للمرة الأولى.. قوى سياسية سورية تصدر نداءً مشتركاً للأمم المتحدة
وبعد مرور خمسة أيام على الزلزال، وبعد مناشدات عديدة على كافة منصات التواصل الاجتماعي لعدد من الناشطين والإعلاميين السوريين، بضرورة المسارعة في إنقاذ العالقين تحت الأنقاض في الأيام الثلاثة الأولى من الزلزال على أمل إخراجهم أحياء، لم تستجب أي دولة لمساعدة القاطنين في الشمال السوري، في حين توجهت طائرات دول عربية وأجنبية إلى مطاري حلب ودمشق الدوليين اللذين تسيطر عليهما السلطة في دمشق.
تعاني المناطق المتضررة في شمال غرب سوريا من شح الوقود اللازم لتشغيل الآليات الثقيلة لساعات أطول لتسريع عمليات الإنقاذ وعدم دخول أية مساعدات من معبر باب الهوى المصرح سوى جثامين الضحايا السوريين الذين قضوا في تركيا.
رغم كل ذلك ترفض الفصائل الإرهابية التابعة للاحتلال التركي استلام قوافل المساعدات التي تقدمت بها الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا والتي تضمنت صهاريج الوقود ومساعدات إغاثية وطبية والتي لاتزال تتنظر في معبر أم جلود في منبج للمرور و المساعدة في مواجهة الكارثة التي حلت بمناطق شمال غرب سوريا.
ووفق الأنباء تعتزم السلطة في دمشق والفصائل الإرهابية التابعة للاحتلال التركي لفتح معبر بينهم لاستقبال المساعدات القادمة عبر دمشق وايصالها للمناطق المتضررة.
ولم تدخل أية مساعدات إلى الشمال السوري الذي يضم نحو أربعة ملايين شخص، جزء كبير منهم من النازحين، حتى اليوم الرابع من الزلزال، وكانت عبارة عن قافلة هزيلة مكونة من 6 شاحنات، مرسلة من “المنظمة الدولية للهجرة”، ولا تتضمن أية مواد خاصة بمنكوبي الزلزال، لأنها لم تكن مخصصة لهم، بل هي ضمن المساعدات الدورية المخصصة لسكان المخيمات، وتحتوي أساساً على مواد تنظيف، وبعض السلال الغذائية.
في اليوم الخامس بعد الزلزال، دخلت قافلة مساعدات أممية ثانية مكونة من 14 شاحنة، تضم وفق متحدث باسم “المنظمة الدولية للهجرة “مستلزمات إنسانية تكفي لنحو 1100 عائلة في إدلب، من بينها مصابيح تعمل بالطاقة الشمسية، وأغطية، ولا تتضمن مواد غذائية”.
وحذّرت منظمة الصحة العالمية من أن عدد ضحايا كارثة الزلزال الذي ضرب شمال غرب سوريا قد يتضاعف ثماني مرات بعد بقاء عشرات المدنيين تحت الانقاض.
وقالت مديرة الحالات الطارئة في المكتب الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية، كاثرين سمولوود، “هناك احتمال مستمر لانهيارات إضافية، وغالباً ما نرى أرقاماً أعلى بثماني مرات من الأرقام الأولية”.
قديهمك: رسالة عزاء وتضامن مع منكوبي الزلزال في سوريا وتركيا
كما كشفت مسؤولة بالأمم المتحدة، الثلاثاء، عن تعليق عملية نقل المساعدات العاجلة التي تقدمها المنظمة إلى شمال سوريا عبر تركيا “بشكل مؤقت”.
وقالت ماديفي صن سون، متحدثة المنظمة الأممية لعمليات تنسيق المساعدات الإنسانية في تصريحات صحفية إن التعليق المؤقت لعملية نقل المساعدات إلى الشمال السوري “جاء على خلفية الدمار الهائل الذي خلفه الزلزال في البنية التحتية والطرق” حسبما نقل موقع “ياهو” الأمريكي.
وقال مسؤولوا الدفاع المدني شمال غرب سوريا أن “التذرع بعدم وجود طرق سالكة نتيجة الزلزال، أو أية أسباب أخرى غير مقنع، فجميع المعابر كانت متاحة طوال الأيام الأولى رغم تضرر بعض الطرق في الجنوب التركي، وكان يمكن للأمم المتحدة استخدام طرق بديلة، لكنها فضلت الاستسلام لفكرة أن المساعدات تدخل عبر معبر باب الهوى حصراً وفق ما ينص عليه قرار مجلس الأمن الأخير الخاص بالتمديد آلية إدخال المساعدات لمدة 6 أشهر، متجاهلة أن الوضع استثنائي، ويتطلب اتخاذ قرارات عاجلة قد تنقذ حياة آلاف الأشخاص”.
وبحسب الدفاع المدني؛ ارتفعت حصيلة ضحايا الزلزال المدمر في سوريا لتصل إلى 3480 في عموم المناطق السورية وتضررت نتيجة الزلزال نحو 100 مدينة وبلدة وقرية وسط وشمال غرب وغرب سوريا.
سحر الفواز – ادلب