واقع أليم يعيشه أبناء الشمال السوري في المناطق التي تحتلها تركيا، حيث يعاني فيها الأهالي بمختلف انتماءاتهم من الاضطهاد والانتهاكات التي تمارسها الفصائل الموالية لتركيا، وكان للكرد الإيزيدين نصيب من هذه الانتهاكات.
جهود حثيثة يتبعها الاحتلال التركي والفصائل الموالية له لإرغام أهالي 22 قرية إيزيدية في عفرين على تغيير ديانتهم إلى جانب منع المتمسكين بمعتقداتهم من ممارسة طقوسهم الدينية، والسعي لتغيير هوية المنطقة عبر تدمير مزاراتهم، وتهجيرهم من قراهم.
قد يهمك: التطبيع العربي مع دمشق من وجهة نظر نخبة من سكان الرقة
فعلى خطى مَن هاجروا من عفرين نزحت عواش جعفر (56عاماً) هي وعائلتها من عفرين هرباً من الممارسات التي أتُبعت ضدهم، تقول عواش أن الفصائل اعتقلتها هي وتسع نساء وفتيات إيزيديات واقتادتهم إلى سجن مارع والبدء بمسلسل الاتهامات الواهية.
وتشير عواش بأنها تعرضت للتعذيب الجسدي والنفسي الشديد وتدهور حالتها الصحية على إثر ذلك وتم إطلاق سراحها بعد دفع فدية مالية كبيرة وذلك بعد أكثر من خمسة أشهر فيما لا يزال مصير المعتقلات الأخريات مجهولاً.
عن أساليب التعذيب التي كانت تمارس في السجون بحقهم تقول عواش “هددونا وعذبونا إما الموت أو اعتناق الإسلام”
اختتمت عواش حديثها “أريد أن يصل صوتنا للعالم ونطلب من الدول ذات التأثير إيقاف الجرائم التي تُرتكب بحقنا وإنهاء الاحتلال التركي لعفرين”.
ماذا يحدث في عفرين؟
يقول حسن حسكو (55 عاماً) وهو اسم مستعار لأحد أبناء الديانة الإيزيدية من قرية كيمار، “إنهم يعيشون أوضاعاً مأساوية نتيجة الممارسات والانتهاكات في المدينة”.
وأشار أن تركيا منذ بداية احتلالها للمدينة دمرت مزارات الإيزيدين وتمثال زرادشت وقبة لالش وبنت جوامع ومراكز لتحفيظ القران مكانها، كما أُزيلت شواهد المقابر الخاصة بهم في مسعى لطمس وجود هذه الديانة في ريف حلب الشمالي.
وحذر حسكو من مغبة وسلامة الأقلية الإيزيدية في المنطقة إلى خطر حقيقي يعيد السيناريو الذي مارسه تنظيم “داعش” بحقهم.
هذا ويتواجد في مدينة عفرين أكثر من 19 مزاراً للإيزيدين، دمّر الاحتلال التركي معظمها ونبش محتوياتها، مثل مزار بارصا خاتون، شيخ حميد، شيخ غريب، جيل خانا، ملك آدي، شيخ جنيد، هوكر، شيخ بركات، شيخ علي، شيخ ركاب، شرف دين، بيلا منان، بير جافير، برج جندي، زيارة حجرى، شيخ عبد القادر، شيخ كراس، زيارة أبو كعبة، شيخ قصاب.
من جانبها وضّحت كلي جاويش “اسم مستعار” لامرأة أربعينية، أن تركيا والفصائل المرتزقة الموالية لها تقوم بأعمال إبادة وتطهير عرقي ضد الإيزيدين في منطقة عفرين والاستهداف يطول كل مظاهر الثقافة الإيزيدية في المنطقة”.
ولفتت كُلي أن فصائل المرتزقة تفرض اللباس الإسلامي البعيد عن عادات وثقافة الإيزيدين على النساء والفتيات بحسب شهادتها.
هذا وقد انتشر في الـ 31آذار \مارس، المنصرم مقطع مصور على مواقع التواصل الاجتماعي، لمواطنين يُدعيان (شيخو عارف وحيدر عارف) وهما ينطقان الشهادتين وذلك من قبل أحد المشايخ التابعين لجميعة ما تسمى “الوقف” في قرية قيبار الإيزيدية التابعة لناحية شران.
قد يهمك: ارتفاع الأسعار يزيد من مأساة سكان شمال غرب سوريا
أمام هذا الواقع، الوجود الايزيدي في عفرين مهدد بخطر الإبادة، خصوصاً مع زيادة وتيرة هجرتهم والانخفاض الكبير في أعدادهم، فبحسب ما قاله عضو اتحاد الإيزيدين، سليمان جعفر فإنه من أصل 25 ألف إيزيدي كانوا يعيشون في 22 قرية لم يبقَ اليوم سوى 3 آلاف فقط!
لينا العلي- حلب