في ظل تسارع الأحداث في المشهد السوري وخاصة بعد إعادة سوريا إلى المحيط العربي، ناقش اليوم نخبة من السوريين التطبيع العربي وتداعياته على سوريا بشكل عام وشمال شرق سوريا بشكل خاص.
وجاء ذلك خلال لقاء حواري دعا إليه مجلس سوريا الديمقراطية، حيث انعقد في بلدة تل سوسين إحدى بلدات مقاطعة الشهباء شمال حلب، بمشاركة عضو الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية، حسن محمد علي، ونخبة من السوريين الممثلين عن المجالس والأحزاب السياسية والوجهاء، فضلاً عن مشاركة شخصيات مستقلة من داخل مدينة حلب.
قدم الرئيس المشترك لمكتب العلاقات وعضو الهيئة التنفيذية لمسد، حسن محمد، شرحاً مفصلاً في حيثيات التطبيع العربي مع السلطة في دمشق وسياقاته السياسية، وقراءة في المواقف الدولية والاقليمية من التطبيع وانعكاساته على المنطقة ومستقبلها، مشيراً إلى ما يحدث من تطورات في الآونة الأخيرة ومنها التطبيع العربي هو نتيجة ما آل إليه الصراع الدولي.
وأضاف، “عملية التطبيع العربي والاقليمي في ظل واقع البلاد التي تعاني من التقسيم، له دوافع وأسباب تعود لمصالح الدول المشاركة بهذا التطبيع مع السلطة”، لافتاً إلى أن هناك تحديات دولية وإقليمية أبرزها الوجود التركي والإيراني في سوريا.
وثمّن محمد علي المساعي العربية بما فيها إعادة سوريا إلى الجامعة العربية، وقال “يجب أن يخدم التقارب مصلحة الشعب السوري ويحفظ وحدة سوريا ويسهم هذا الدور بحل سياسي في إطار حل القضية السورية وليس تطبيعاً على حساب الشعب السوري وإعادة تعويم النظام الاستبدادي”.
وأختتم قائلاً: “مسد مستعدة دائماً للحوار مع جميع الأطراف السورية، فلن يكون هناك حلّ دون تفعيل حل سياسي يفضي لمشاركة الجميع في حوار سوري هادف يحفظ حقوق جميع المكونات السورية”.
ومن جهته قال الحقوقي إبراهيم شيخو؛ أن التطبيع العربي أو التركي مع السلطة في دمشق جاء بعد الاجتماعات الرباعية بين روسيا وتركيا وإيران وسوريا (السلطة في دمشق)، مشبهاً هذه التقاربات بصيغة أستانة وبعيدة عن قرارات جنيف ومسار الحل السياسي السوري وبالأخص 2254.
وتعليقاً على التقارب العربي مع دمشق رأى ميعاد أرسلان أحد وجهاء المنطقة، أنها رسائل دولية وحلول ترسخ الاستحواذ على القرار السوري وطرح أشكال لحلول تتناسب مع ظروف المرحلة والسيطرة على قرار السوريين
وبدوره شدد السياسي المستقل “وليد الغباري” على أهمية إيجاد حل سياسي يبدأ بالحوار بين كافة أطياف الشعب السوري، وعودة النازحين واللاجئين إلى مناطقهم وإطلاق سراح المعتقلين، وإنهاء معاناة السوريين.
ومن جانبها دعت زلوخ بكر الإدارية المشتركة للجنة التعليم في مؤسسة المجتمع الديمقراطي؛ الدول الساعية لإعادة علاقاتها مع دمشق على أن تكون هذه العلاقات مبنية على أسس ديمقراطية تراعي مصالح السوريين.
والجدير ذكره أن المشاركين قدموا مداخلات أكدت على أن أي تطبيع أو محاولات تسوية لا تمثّل تطلعات الشعب السوري سوف تؤدي إلى شرذمة الحالة السورية وتعمق الجرح السوري وسيؤدي إلى مزيد من الدمار والخراب.