ناقش اليوم طيف واسع من السياسيين والمثقفين انعكاسات التطبيع العربي مع دمشق وتداعياته السياسية، وذلك خلال ندوة حوارية دعا لها مجلس سوريا الديمقراطية.
وعقدت الندوة الحوارية في قاعة اجتماعات المجلس بحي الشيخ مقصود في مدينة حلب، بمشاركة ممثلين عن احزاب وشخصيات سياسية ومثقفين.
تحدث الرئيس المشترك لمكتب العلاقات وعضو الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية، حسن محمد علي، عن التطورات الراهنة بشأن مسارات التطبيع العربي مع السلطة في دمشق والمتغيرات التي رافقت ذلك وتداعياتها السياسية على القضية السورية.
حيث أبدى محمد علي استعدادهم في مجلس سوريا الديمقراطية للتعاون مع جميع الدول التي تسعى وتجهد في مسألة التطبيع، ولكن بشرط عدم تهميش مناطق على حساب أخرى وان يدخل التطبيع في مصلحة الشعب السوري وليس على حساب مصلحته.
وأكد على ضرورة التنسيق بين مسار التطبيع والقرار الأممي 2254 للحل السياسي الشامل والحل المستدام في سوريا، وأهمية الحوار بين مختلف الأطراف السورية الوطنية.
بدوره لم يبدي الكاتب السياسي والصحفي السوري، جميل رشيد، تفاؤله حول عملية التطبيع العربي مع دمشق واعتبره عملية احتواء واحتضان أكثر مما تكون عملية تطبيع خاصة بعدما قضي على مسار الثورة السورية.
وأضاف “الدول العربية تحاول من خلال التطبيع إحداث اختراقات في جدار الازمة السورية لكي تكون فاعلة ضد التمدد الايراني الروسي، ويأتي ذلك ضمن عملية اصطفافات وتحالفات جديدة في المنطقة ولن يكون لها انعكاس ايجابي على حل الازمة السورية”.
أما المعلمة “كفاح محمد”، أشارت إلى أن الحكومة السوري لم تغير سياستها ولم تتغير الأسباب التي أدت لتجميد عضويتها من الجامعة العربية، ولم تغير سياستها تجاه قرارات الأمم المتحدة لذلك للتطبيع العربي مع دمشق يجب أن يكون بمقابل شروط وخطو خطوات نحو التغيير وليس تطبيعا عربياً مجانياً.
وحول حل الأزمة في سوريا نوه الكاتب السياسي “عبد العزيز حمدوش” إلى أهمية أن يكون الحل عبر المسار الداخلي وليس عبر المسارات الخارجية لأن أي تدخل خارجي جديد سيعقد الأزمة، وخاصة كل الدول تسعى لمصالحها وليس لمصلحة الشعب السوري، وهذا ما نراه من انعكاسات مباشرة للمتغيرات السياسية على حياة السوريين اليومية.
وفي السياق قال الإداري المشترك لمنتدى حلب الثقافي “أحمد بيرهات” أن الموقف الصائب في هذه الحيثية هو ان تتجه الجهود الوطنية المخلصة نحو توحيد وتكثيف الجهود ووضع رؤى ومواقف جادة في مواجهة الاحتلالات الموجودة في سوريا، والمساهمة في حل قضايا سوريا الوطنية بأبعادها السياسية والاجتماعية والاقتصادية برؤية جامعة ووفق عقد اجتماعي ومصلحة وطنية مشتركة وبلورة مشروع جامع يخدم مصلحة الشعب.
حول التطبيع العربي مع دمشق وعودة دمشق الى الحاضنة العربية أغلب المداخلات والنقاشات أكدت على ضرورة ان يصب هذا التطبيع يصب في مصلحة الشعب السوري ويلبي متطلباتهم وآمالهم ورغباتهم بالخروج من الازمة ولا يكون على حساب مصلحته.
والجدر ذكره ان هذه الندوة هي ثالث ندوة يعقدها مجلس سوريا الديمقراطية حيث عقدت قبل أيام ندوات مماثلة في كل من منبج والشهباء جمعت طيف واسع من السياسيين والحقوقيين والمهتمين بالشأن العام.