Contact Information

مكتب الإعلام : sdcpress@m-syria-d.com 00963937460001 مكتب العلاقات العامة: info-relations@m-syria-d.com

00963937460001

درجت العادة عند أهل الساحل خصوصاً والسوريين عموماً على الاستجمام والسباحة على الشواطئ السوريّة في قيظ الصيف الحار، هذه الهبة الطبيعيّة التي تمتّع بها السوريون منذ القدم، ظلّت وعلى مرّ التاريخ متنفساً ومكاناً يرسم في خيالاتنا مشاهد النقاء ويُعمل في أذهاننا طقوس التأمل، كما أن رياضة السباحة من أهم الأنشطة التي اعتاد سكان الساحل على القيام بها على الشواطئ لما لها من فوائد وميزات.
ما إن اندلعت الاحتجاجات الشعبيّة مطلع عام 2011 حتى بدأت تنشأ مظاهر على الشواطئ من قبل مقاتلين موالين للسلطة في دمشق من شأنها مصادرة هذه الشواطئ واستلاب هذه الطقوس التي أصبحت حكراً على أمراء الحرب وتجارها، يرصد هذا التقرير مظاهر الاستيلاء على شواطئ السباحة والتي كانت متاحة للجمهور وتحويلها لمصادر إثراء لقادة مجموعات مقاتلة وفعاليات موالية للسلطة عبر تخصيصها أو استثمارها وحرمان السكان منها وتحويل طقس السباحة لأمر مكلف وخطير في بعض الأحيان.

شاليهات القطّاع العام والشواطئ المتاحة للعموم وأزماتها

افتتحت الشركة السوريّة للنقل والسياحة (الكرنك) مشروعاً سياحيّاً جنوب مدينة طرطوس حوالي ٥ كيلو متر، حيث تتراوح أسعار المبيت لليلة واحدة بين 35 ألف و 65 ألف ليرة سوريّة، قمنا بزيارة المشروع وأجرينا اللقاء التالي مع حسن. م (50 عاماً) حيث قال: “اقتصرت نزهاتنا البحريّة منذ سنوات لمرّة أو مرتين طيلة أيام الصيف، اذ تكلفنا النزهة قرابة المئة ألف ليرة هناك أجور نقل ومستلزمات حرمتنا منها إدارة الشركة ومنحتها لمستثمرين ليتقاضوا أجورا عالية كالطاولات والشماسي، كما أنّ حجوزات الشاليهات تنتهي مع بداية الموسم أو قبل ذلك ومعظمها وهميّة تقوم إدارة الكرنك ببيع الدور بالسوق السوداء بأسعار مضاعفة، لم تعد هذه الشواطئ للفقراء، لنا نحن القيظ والرطوبة وزحام المدينة”.

شاهد/ي أيضاً: مخيمات أم مستوطنات.. ماذا يحدث في شمال سوريا؟

شاليهات النقابات ميزاتها وعيوبها

تنتشر على طول الشريط الساحلي السوري تجمعات سياحيّة نفذتها هيئات القطاع العام منذ ثمانينات القرن الماضي لصالح النقابات العماليّة والمهنيّة كشاليهات القضاة والمهندسين وعمال الأسمنت وغيرها حيث تشكّل هذه الشاليهات العمود الفقري للشاليهات الشعبيّة وحول هذه الشاليهات تحدّث إلينا المهندس نبهان ج (65) عاما قائلاً: (تعاني هذه الشاليهات من نقص شديد في خدمات النظافة العامة وتوفير المياه، حيث أهملت الدولة هذه الشاليهات بشكل كبير منذ تأسيسها، كما قام القطاع الخاص بالاستيلاء على بعض هذه الشاليهات وتحويلها لشاليهات خمس نجوم لا تعني أهل الساحل بشيء، يضاف لهذا بُعدها عن المدينة وسيطرة رجال السلطة على استثمارات الخدمات فيها، حيث يسطون على شواطئ الساحل السوري ويسيطرون على قطاع التجارة والخدمات فيها )
يُذكر أن هذه الشاليهات بقيت بأسعار مقبولة للبيع والشراء حيث يتراوح سعر الشاليه ما بين ١٠٠ مليون ليرة سوريّة و٢٠٠ مليون ليرة سوريّة وتتراوح مساحة الشاليه الواحد بين سبعين ومئة متر مربع كما يؤثر بعد الشاليه عن شاطئ البحر.

الأسعار والتكاليف المترتبة على نزهة البحر

تبدأ أسعار إيجار الشاليهات الخاصة من مئة ألف ليرة سوريّة لليوم الواحد ذلك في أحسن الأحوال فقد تتضاعف في حال كان اليوم عطلة أو هناك موجة حر …

ذلك للشاليهات الشعبيّة كالشاطئ الأزرق أو بصيرة وهي عدا عن كونها غير مخدّمة كذلك بعيدة عن مراكز المدن وتحتاج لوسائل نقل خاصة مما يضاعف التكاليف في ظل أزمة النقل. وتبدأ الأسعار بالارتفاع بالتناسب مع تحسّن أي شرط من شروط الشاليه لتصل لأرقام خياليّة في المنتجعات السياحيّة ذات النجوم الأربع أو الخمس ويضاف لهذه الكلف مبالغ أخرى ويبقى خيار الذهاب والعودة للنوم في البيت لأهالي الساحل أو عند الأصدقاء للآخرين الخيار الأفضل لكنّه مكلف أيضاً ومن الصعب توفيره، يقول وفيق 55 عاماً ( ندّخر بعض المال للتنزه على الشاطئ عند زيارة أصدقائنا من دمشق ذلك لنتقاسم التكاليف بهدف تخفيف الأعباء، ومع ذلك فإننا لانجد شاطئاً متاحاً للعموم أقرب من عشرة كيلومترات، لذا نحتاج دوماً لتكاسي الأجرة، كما أن المستثمرين يأخذون خمسين ألف ليرة ليعطوننا طاولة وبضعة كراسي، إذ إنهم يخبروننا دوماً بأنهم يدفعون ما يشبه الأتوات لضبّاط المخابرات، وضرائب مرتفعة للماليّة ومديريّة السياحة، وفي حال اكتشفنا نقصاً ما في طعامنا أو شرابنا فإن الأسعار نجدها أضعاف مضاعفة، هذا بالإضافة لكميّة الضجيج التي تغزو ساحل سوريا من شماله لجنوبه الناجم عن الأغاني الهابطة حيث لاتجد فسحة تلوذ فيها مع البحر دون هذا الضجيج، كذلك نشكو دائماً من وجود كميّات كبيرة من النفايات على الشاطئ فلا أحد يهتم بهذا الجانب، لكنّ هذا هو الخيار الوحيد المتاح أمامنا لقنص نزهة بحريّة في حرّ أحد أيام الصيف).

شاهد/ي أيضاً: داعش لم ينتهِ بعد والبدء بمحاكمات عناصره المحتجزين

تبدو وللوهلة الأولى الحلول الممكنة لتمكين السوريين من الوصول لشواطئهم والتنفيس قليلاً عن همومهم بسيطة وممكنة وغير مكلفة، فبعد جولة لاستطلاع آراء الناس والخدمات التي طالبوا بها، كان أبرزها تأمين حافلة عامة تصل من قلب المدينة إلى الشواطئ المتاحة للعموم ومطالب أخرى بسيطة كتأمين غرف تبديل ملابس وحمامات في بعض الأماكن ومياه عذبة في أماكن اخرى، تلك كانت أبرز مطالب المصطافين وأهالي الساحل، لكننا وبنظرة مدقّقة على هذه المطالب نرى أن الخاسر الأكبر هم ضباط الاستخبارات وقادة المجموعات الذين احتكروا هذه الشواطئ وخدماتها، وجعلوا من السباحة والتنزه حلماً لأبناء البحر مقابل حصولهم على حصتهم من عرق الفقراء، وكما يبدو فإن أبسط المشاكل وأعقدها تتقاطع في هذه البلاد مع حل وحيد لمشكلةٍ جذريّة تخنق السوريين وهي فساد السلطة وعجزها عن الاحساس بسكان بلادها.

 

أليمار لاذقاني- اللاذقية

المشاركة