Contact Information

مكتب الإعلام : sdcpress@m-syria-d.com 00963937460001 مكتب العلاقات العامة: info-relations@m-syria-d.com

00963937460001

(أعتذر في البداية لو لم أستطع الحضور معكم بنفسي، لأسباب صحية عابرة، وأرسل إليكم هذه الرسالة الصغيرة)

الأخوة ضيوف المؤتمر،
الرفاق والأصدقاء أعضاء المؤتمر الرابع لمجلس سوريا الديموقراطية
يومكم مبارك، عساه ينتهي بما يثلج قلوبكم وقلوب شعبنا، ويحقق انتقالة مهمة في تاريخ مجلسكم الكريم.

” مجلس سوريا الديموقراطية”: اسم له رنين، اسم فخم وفاخر وجميل، يمكنكم الاعتزاز بحمله بالطبع، بتاريخه وحاضره ومستقبله المأمول…
بالنسبة لسوريا والسوريين، فإن إنجازكم الأهم، مع قوات سوريا الديموقراطية، هو الدخول بالتحالف مع التحالف الدولي، وخوضكم حرباً باسلة ومكلفة على تنظيم الدولة الإسلامية” داعش” وانتصاركم عليها. كان هذا انتصاراً لسوريا كلّها وللإنسانية معها، أوقف كابوس الرايات السوداء القادمة من سراديب التاريخ والقرون الوسطى لينهي أيّ احتمال لقيامة سورية من كبوتها إلى مستقبل حقيقي قبل أن يكون وردياً. قمتم بذلك وحققتموها، في حين تردّد غيركم واختبأ خلف أصابعه هرباً من مهامه المفترضة إلى مهام غيره خارج الحدود.

نحيي هنا أولئك الأبطال الذين فقدوا حياتهم من أجل تحقيق ذلك الهدف وذلك الانتصار… لن ننساهم أبداً!

لقد بادر مجلس سوريا الديموقراطية بقواه المتنوّعة وبالمشاركة مع قوى وشخصيات ديموقراطية سوريا إلى تأسيس المسار النوعيّ المختلف والذي أطلق عليه اسم” مسار ستوكهولم”، من أجل الخروج من الانتماءات الأضيق والمحدودة بالجغرافيا إلى سوريا التي تشمل الجميع، وتعيد صهر الجميع في بوتقة واحدة. وعلى عكس ما قيل بإلحاح وتكرار مملّ عن” النزعة الانفصالية”، كانت خرجت المبادرة النوعية الأكثر جديّة حتى الآن من أجل وحدة سوريا وتوحيد قواها الديموقراطية في كلّ مكان من هنا.

ما خرج به ذلك المسار من استنتاجات، وبعد حوارات وبحث وجدل، هو أن سوريا الموحّدة لا بدّ أن تكون لا مركزية. بل إن إعادة اللحمة إليها وإخراجها من تشتّتها الراهن مستحيل إلّا عن طريق اللامركزية. ذلك طريق معاصر وحديث، بل هو ممّا أسماه البعض” ما بعد الحديث” عند إشارته للبنى العالمية وتوجّهاتها لاختراق الحدود القومية وتليينها باتّجاه إنساني وتوحيدي.

سوريا تلك لا بدّ أن تكون” سورية” أيضاً، بمعنى أنها تعتبر أن ما يجمع أبناءها هو انتماؤهم لهذه” ال/ سوريا”، قبل أيّ انتماء آخر يحقّ لكلٍ أن يحمله ويعتزّ به، من دون أن يجعله عائقاً أمام انتمائه الوطني.

سوريا المستقبل أيضاً، لا بدّ أن تضمن حرية الاعتقاد، وتمنح الحماية لكل أشكاله وتجليّاته. ويبقى الأساس هو الفصل ما بين الديني والسياسي، ما بين الدولة والدين، بالشكل المرن والمتنوّع الذي أتاحته الدولة المدنية الحديثة.

لقد توصّل مسار ستوكهولم إلى هذا، وإلى نقاط وتفصيلات أخرى، تقترح طريقاً للخروج إلى الهواء الطلق وإلى سوريا المستقبل، التي ينتهي فيها أي استبداد بأيّ شكلٍ جاء، بل يقطع الطريق على أي استعادة له أو عودة، وإلى الأبد.

أشير هنا أيضاً وفي السياق ذاته، إلى ما حققه مجلس سوريا الديموقراطية أيضاً باتفاقيته مع هيئة التنسيق الوطنية في سوريا، الأمر الذي يصبّ أيضاً وبقوة باتّجاه توحيد الديموقراطيين السوريين، بالتوازي والتفاعل المتبادل مع ما حققه مسار ستوكهولم حتى الآن.

هذه الأهداف الكبيرة كلّها، لا يمكن تحقيقها إلّا من خلال الحوار السوريّ الشامل، الذي يبدأ بشكلٍ بيني ثمّ يتكامل بالحوار الأشمل الذي لا بدّ أن يعتبر القرار ٢٢٥٤ إطاره ومحتواه. وإذ لم تحقق السنوات الأخيرة أي تقدّم في مفاوضات السلام السورية، فلأن النظام لم يعطِ أيّ مؤشّر إيجابي أو علامة على الجديّة، في حين استهلك الارتهان الأطراف المعارضة في العملية، وأضعفها غياب القوى الديموقراطية عنها، وأخصّ هنا بالذكر مجلس سوريا الديموقراطية الذي ما زال التمثيل السوري ضعيفاً بغيابه حتى الآن.

نحن ندعو من هذا المنبر إلى استدراك هذا النقص من دون أيّ تلكّؤ لا يفعل شيئاً إلّا إبعادنا عن السلام والحرية والتغيير أكثر مما حصل حتى تاريخه
وهذا إن كان عطباً في جهتنا، فهو ليس العطب الوحيد، بل إن إفساح النظام المجال واسعاً لإيران وميليشياتها لأن تقسّم في سوريا وتسمّم أجوائها الضعيفة المناعة أساساً. هذه الميليشيات لا تفتأ تطلق الصواريخ في كلّ اتّجاه لحساب الاستراتيجية الإيرانية، عي حساب مستقبل سوريا وسلامها.

لكنّ هنالك عطباً آخر أيضاً من الجهة التركية، التي لم يهدأ عنادها في السعي لما تسمّيه أمنها القومي عن طريق الهندسة البشرية والتهجير وإعادة التوطين وكلّ ما يزيد من فوضى الواقع السوري. ولم تكن سياسات مجلس سوريا الديموقراطية إلّا إيجابية دوما تبحث عن الحوار وتطلبه وتبدي التفهّم لمتطلبات تركيا الوطنية واستعدادها لمناقشته. هنا أيضاً لا بدّ من إشارة إلى العقلية العملية التي تحاول تحقيق الهدف الوطني بأشكال براغماتية خلّاقة، كأن يجرى تشجيع اتّجاهات التواصل والتفاعل البشري بكلّ أشكاله ما بين المناطق التي تكاد تنعزل بعضها عن بعضها الآخر. هنا تكتسب هذه المسألة أهمية تكتيكية واستراتيجية- وطنية في الحالتين- ما بين شمال غرب سوريا وشمال شرقها.

وأشياء أخرى كثيرة يمكن أن تُقال، ولا يتسّع أمامنا المجال كثيراً لنذكرها..
والأمر الأوّل اليوم والأكثر أهميّة هو نجاح مؤتمركم في أعماله، وانتقالكم إلى مرحلة أكثر تقدّما أيضاً،
نحن معكم وبانتظاركم… تحية لكم، عشتم جميعاً!
موفق نيربية

المشاركة