Contact Information

مكتب الإعلام : sdcpress@m-syria-d.com 00963937460001 مكتب العلاقات العامة: info-relations@m-syria-d.com

00963937460001

للوهلة الأولى فإن المتابع لأحداث وتطورات الملف السوري، يدرك أن حالة الجمود السياسي التي وضعت هذا الملف أمام تحديات جمة، بات من الصعب الخروج منها أو حتى بناء رؤى سياسية واضحة تُجاه هذا الملف، لكن رغم ذلك، ثمة قوى سياسية حاضرة ومؤثرة، لم تستكين لحالة الجمود السياسي، ولم ترتضي البقاء في صفوف المشاهدين لتراكم أزمات السوريين، فضلاً عن أن تلك القوى الحيّة وضعت مساراً ومنهجاً لعمل سياسي متراكم، غايته الأولى والأخيرة سوريا والسوريين وإيجاد المخارج لأزمة أرهقت السوريين.

التوقيت السوري يقتضي اتخاذ خطوات مؤثرة في سياق البحث عن الحلول وتوحيد الجهود لإنهاء الأزمة، ورغم التضييق السياسي من قبل السلطة وحتى بعض الدول الداعمة للأخيرة، أن المسؤولية التاريخية تفرض القفز فوق كل المعوقات، ووضع تصورات جديدة من شأنها الالتفاف على حالة الجمود في الملف السوري، كل ذلك كان مدعاة للتفكير بهموم السوريين وأزماتهم، والعمل تحت مظلة وطنية جامعة تُطلق نداءاً للعمل الحثيث والجاد، بغية التوصل إلى حل سياسي يرضاه السوريون ويجبر السلطة التي خضعت رقاب السوريين، على الرضوخ لوقف استهتارها وتجاهلها معاناة السوريين، والأهم إجبار تلك السلطة على بلورة نظرة جديدة تُجاه الملف السوري وضرورات حلّه وفق منهاج سياسي جديد.

شاهد/ي: “اللاجئون السوريون”.. أولوية في عمق الحلول السياسية

ربطاً بما سبق، وفي توقيت سوري غاية في الأهمية، عقد مجلس سوريا الديمقراطية مؤتمره الرابع في مدينة الرقة السورية تحت شعار وحدة السوريين أساس الحل السياسي وضمان لتحقيق سوريا ديمقراطية تعددية لامركزية، وسط حضور فاعل ومؤثر من كتل وأحزاب وشخصيات سورية أعلنت انضمامها لمجلس سوريا الديمقراطية وذلك خلال مجريات المؤتمر الرابع للمجلس.

عنوان المؤتمر كان بحد ذاته خارطة طريق واضحة المعالم، لا سيما أن وحدة السوريين كانت ولا تزال هي المسار الأوحد للوصول إلى حلّ سياسي وبناء سوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية.

في التوقيت الاقليمي فقد جاء انعقاد المؤتمر وسط حالة من التعقيد الاقليمي فرضتها المتغيرات التي أطّرت المشهد الشرق أوسطي، وبطبيعة الحال فإن حالة التخبط الاقليمي والبحث عن مرتكزات سياسية جديدة وهندسة اصطفافات جديدة، فإن هذا الواقع بعناوينه الإقليمية والدولية ستكون له منعكسات على الواقع السوري، وهنا لا نتحدث فقط عن المتغيرات الإقليمية المستجدة والتي فرضتها حرب غزة، ولا عن نقطة التحول الدولي التي فرضتها العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، بل ثمة معطيات ووقائع جديدة تؤكد بأن غالبية القوى الإقليمية والدولية باتت في طور التحضير لمعادلات جديدة ومغايرة، وبالتالي ثمة ضرورات لمواكبة تلك المعادلات للتماهي في أطر تأثيراتها وانعكاساتها، وعليه فإن المؤتمر الرابع لـ مجلس سوريا الديمقراطية جاء ضمن مستجدات طارئة، بغية توحيد السوريين وتحقيق صيغة توافقية تجمع السوريين في هيكيلة واضحة المعالم، والعمل على ترسيخ الفكر السوري الباحث عن الحل، خاصة في ظل انخراط بعض القوى السياسية في الأزمات الإقليمية، نتيجة لذلك فأنه من الأولى لتلك القوى الاصطفاف في الجانب السوري وتكريس حالة التوافق والانفتاح على كل السوريين، بما يحقق التوصل إلى حل سياسي، وهذا جوهر ما أراد إيصاله مؤتمر مسد الرابع.

وجرّاء حالة التخبط الاقليمي والدولي وانعكاس على ذلك على الاهتمام بمعاناة السوريين وتحييد الملف السوري عن محور الحلول، كان من الضروري العمل على إعادة الاهتمام بمعاناة السوريين وبملف أزمتهم، ليكون هذا المؤتمر ومخرجاته بمثابة تسليط الضوء من جديد على الملف السوري، والقول بأن هناك قوى حيّة تعمل على توحيد السوريين وكلمتهم، ولابد من العمل المتسارع للوصول إلى حل سياسي يُنهي أزمات السوريين، خاصة في ظل استمرار تعنت السلطة واستئثارها بمفاتيح اللا حلول، إضافة إلى حالة التماهي الواضحة من قبل السلطة مع حالة الارهاب التركي في شمال وشرق سوريا، والعمل على إعادة الارهاب بعناوينه كافة، بما يحقق غايات السلطة وحلفاؤها وضمناً التركي.

شاهد/ي: دوامة الحل السياسي في سوريا.. أي مستقبل ينتظره السوريون “الجزء الأول”

من هنا فإن انعقاد المؤتمر الرابع جاء لتصحيح المفاهيم ووضع خارطة طريق لإنقاذ السوريين، لا سيما أن هناك حالة اقصائية ممنهجة تعتمدها السلطة الحاكمة في دمشق، ونظراً لأن جوهر الأزمة السورية جاء نتيجة الذهنية الاقصائية الرافضة لمفهوم التشاركية في المجتمع والسياسة والاقتصاد، والأهم أن أحد أركان هذه الأزمة تُختزل في السلطة التي تعد المسبب الرئيسي لاستمرار الأزمة، وعليه فإن هذا المؤتمر وتوقيت انعقاده، كان بمثابة دوي الرصاص بمقترحاته ومنهاج عمله وسياق حلوله وخارطة طريقه الواضحة، فالمؤتمر بتوقيته يعني في العمق استمرار العمل على تنشيط الملف السوري وتعزيز الحوار بغية التوصل إلى توافقات وطنية تعزز وحدة السوريين وكلمتهم، وتكون نواة لمشروع وطني ديمقراطي يضمن وحدة الجغرافية السورية ويقصي الأجندات الغريبة عن السوريين ويعزز مفردات وعناوين الخطاب الوطني السوري.

رسائل المؤتمر ومخرجاته كانت غاية في الشفافية والوضوح، وهنا لن نتحدث عن مقاربة تلك المخرجات والتوصيات، لأن ما يهم حالياً اجتماع كافة القوى الوطنية تحت مظلة واحدة موحدة تجسدها مسد، مع الاهتمام بكافة الملفات الوطنية التي تؤسس لحل سياسي، والجدير بالذكر بأن هذا المؤتمر يعد نوعياً في توقيته ومقاربته للحلول وهندسة وقائع جديدة، والاهم انعقاده ضمن حدود الجغرافية السورية وليس في الخارج، وهذا الأمر يُعد بُعداً سياسياً يخدم الملف السوري، ويعزز فكر السوريين بأن الحل ينطلق فقط من الجغرافية السورية وليس من خارجها، وضمن ذلك فإن مشروع مسد والإدارة الذاتية هو في العمق نموذجاً سياسياً يُحتذى به وطنياً، لحشد كافة القوى السورية وجعل ذلك وانطلاقاً من المؤتمر وتوقيته، نقطة ارتكاز لكسب الدعم الوطني والاقليمي والدولي.

ختاماً، هذا المؤتمر وتوقيت انعقاده ومخرجاته، يُضاف إليه مشروع مسد والإدارة الذاتية، سيعمل على توطيد المشروع الوطني السوري، وسيعمل على تحييد كل المشاريع الاقصائية، وعليه فإن هذا المؤتمر ومشروع الإدارة الذاتية هما بحق نواة لـ سوريا مصغّرة تجمع السوريين دون استثناء، وكل ذلك سيكون نواة لـ سوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية.

عمار المعتوق-دمشق

المشاركة