استكمالاً لنهجها العدواني تجاه الشعب السوري وقواه الفاعلة على الأرض، وخرقاً واضحاً للقوانين الإنسانية والدولية؛ استهدفت تركيا في 11 شباط/فبراير الجاري، عبر طائراتها الحربية والمسيّرة مركزاً لجرحى الحرب وسط مدينة القامشلي في شمال شرقي البلاد، مما أسفر عن استشهاد مقاتلتَين من وحدات حماية المرأة وجرح آخرينَ ممن كان لهم الفضل في دحر أعتى تنظيم إرهابي روّع العالم بإجرامه.
إن الاستهداف التركي لمركز الجرحى من أكبر تجلّيات السياسة التركية في سوريا ورسالة واضحة تعبّر عن الدعم التركي الذي قدّمته ولا تزال لتنظيم “داعش” الإرهابي في حربه ضد مكونات المنطقة، وتؤكد أن الجرحى الذين فقدوا أجزاءً من أجسادهم من خلال تصدّيهم للإرهاب الذي هو دمغةٌ صُنعت في تركيا ونفّذها أدواتها في سوريا.
إنّنا في مجلس سوريا الديمقراطية، إذ نترحم على الشهداء ونعزّي أُسرهم، فإنّنا ندين بأشد العبارات العدوان التركي الغاشم والإجرام السافر بحق مؤسسة ومركزٍ له رمزية في الوجدان السوري عموماً لما بذلوه وقدّموه في سبيل اجتثاث الإرهاب وحماية قيم السلام والإنسانية، وحاربوا نيابة عن العالم أجمع.
كما نطالب التحالف الدولي لمحاربة “داعش”، أن يُبدي موقفاً قويا تجاه شركائهم في محاربة الإرهاب ويتّخذ إجراءاتٍ رادعة حيال تركيا وإجرامها المستمر في مناطق شمال وشرق سوريا.
ونناشد المجتمع الدولي والأمم المتحدة، الاتحاد الأوربي، جامعة الدول العربية، أن تقوم بواجبها في ردع تركيا وتضع حدّاً لعدوانها على الأراضي السورية وتتّخذ موقفاً من خرق دولة الاحتلال التركي لمنظومة القوانين والأعراف الدولية.
وبذات الوقت ننتظر من جميع القوى الوطنية السورية الديمقراطية أن تعبّر عن موقفها الرافض للاحتلال التركي وعدوانه المستمر، وأن تتجاوب مع دعوات الحوار الوطني التي أطلقها مجلس سوريا الديمقراطية لحلّ الأزمة السورية والتي ستكون طريق الخلاص من الاحتلال التركي وجميع الدخلاء والمحتلينَ.
الرحمة للشهداء
الشفاء العاجل للجرحى
14 شباط/فبراير 2024
مجلس سوريا الديمقراطية