Contact Information

مكتب الإعلام : sdcpress@m-syria-d.com 00963937460001 مكتب العلاقات العامة: info-relations@m-syria-d.com

00963937460001

بينما تستمر الأوضاع المعيشيّة بالتدهور في الساحل السوري ومناطق سيطرة السلطة بشكل عام، تزداد أحوال الشباب سوءاً وتضيق خياراتهم في البلاد، ومع استمرار السلطة في دمشق بتعقيد ظروف خدمة الجيش، ومواظبتها على الاستمرار بالاحتفاظ بالمجنّدينَ لستّ سنواتٍ، تبدو خيارات الخريجينَ الجامعيين محبطة، كذلك أولئك الذين أنهوا خدمة الجيش، بعد قضائهم وقتاً طويلاً وثميناً من شبابهم في هذه الخدمة، لا يستطيعون تلمّس طريقهم في البلاد مع ازدياد تعقيدات الحياة اليوميّة، كذلك أرباب وربّات الأسر الذين يجدون صعوبةً بالغة في تأمين أدنى مستويات الحياة لأطفالهم، حيث يعجز كثيرون عن شراء دواء لأطفالهم أو تأمين لباس لائق أو تغذية مقبولة.

وفي هذا الوضع الكارثي لايجد معظم الأفراد في المجتمع حلولاً داخل بلادهم، لذا يحاولون بشتّى السُّبل تأمين أي فرصة عمل أو لجوء خارج البلاد، حيث ينجح البعض في الفرار من جحيم الحياة في سوريا ويبقى الآخرون في محاولات دائمة بحثاً عن حياتهم، يرصد هذا التقرير الشرائح التي هاجرت من الساحل السوري تحت ضغط الظروف آنفة الذكر، ومستوياتهم التعليميّة وأوضاعهم في الخارج وبلدان الوجهة، حيث التقينا بشريحة واسعة من ذوي هؤلاء بالإضافة لناشطينَ مهتمينَ بهذا الشأن.

شاهد/ي: احتجاجات السويداء.. منحىً جديد بزخم متزايد

الفئات المهاجرة ودوافعها للهجرة

تهتم فئة الشباب بالهجرة بشكل كبير وتسعى لها، ذلك لسببين رئيسيين أولهما عدم ارتباط معظمهم بعوائل قد تعيق الهجرة وتعقّد ظروفها وثانيهما البحث عن مستقبل ممكن في المهجر حيث يبدو المستقبل هنا غامضاً، وتتركز أعمار المهاجرين بين 18 و35 بنسبٍ عالية، حيث يحاول الشباب البحث عن فرص تعليميّة في الجامعات ومنح دراسيّة، ويبدو الدافع الأكبر لمعظم الشباب الخلاص من خدمة الجيش، الكابوس الذي يطارد الشباب السوري، لذا نلاحظ ارتفاع نسبة المهاجرين بين الذكور إلى نسبة الإناث، هذا ما شرحه لنا محمد ه. (67 عاماً) لخّص لنا أسباب الهجرة كالآتي (عمل، تعلّم يؤهّل لعمل) وأكّد لنا أنّ السبب الرئيسي للهجرة هو تراجع شروط الحياة بشكل كبير وتدهورها في البلاد، كما وضّح لنا أن الفئات المهاجرة هي ليست الأكثر فقراً أو الأشد حاجة للسفر، بل تلك التي تستطيع تأمين شروط السفر، كحاملي الشهادات الطبيّة ومَن استطاع بيع بعض ممتلكاته ليؤمن تكاليف السفر لأبنائه، موضحاً أن أعداداً كبيرة من الشباب يحلمون بالهجرة ولايستطيعون لذلك سبيلا.

دول الوجهة وظروف السوريين هناك

في حديثه لنا أكّد المنذر أ. (58 عاماً) أنّ معظم طلبة الطب والصيدلة، يتوجّهون للسفر إلى ألمانيا بشكلٍ رئيسي، حيث قام بإرسال ابنته إلى هناك ويتجهّز لإرسال ابنه بعد سنةٍ من الآن، ويتطلّب السفر إلى ألمانياً شروطاً أهمها رصيد في أحد البنوك الألمانيّة (حوالي 12000 دولار يقوم الطالب بإيداعها في أحد البنوك في لبنان) والمستوى الأول من اللغة الألمانيّة، حيث انتشرت دورات اللغة الألمانيّة لهؤلاء الطلبة بشكلٍ كبير، ذلك لخريجي الاختصاصات الطبيّة، إذ إن الاختصاصات الأخرى لاتلقى تسهيلات من ألمانيا أو دول أوربيّة أخرى، وفي حديث آخر مع عمران ك. (63) عاماً، يقول إن معظم الشباب والشابات يتوجهون للسفر لدول الخليج والعراق وإقليم كوردستان تحديداً، حيث من الممكن تأمين الفيزا للسوريين، كما تتمتع هذه البلدان بحركة اقتصاديّة نشيطة تؤمن الكثير من فرص العمل، إذ يقول (سافر ولدي لأربيل ليعمل ويعيش وينقذنا نحن هنا) إذ إنّ مهمة العيش وتأمين الحاجات الأساسيّة باتت من الأمور المتعثّرة والصعبة حسب تعبيره.

عودة المهاجرين أسبابها ومعوقات العمل والهجرة

بعد أن عاد علاء ع. (42 عاماً) من الإمارات بعد رحلة دامت ثلاثة أشهر، شرح لنا ظروف السوريين هناك وطبيعة العمل، حيث شرح لنا كيف أنّ الإمارات العربيّة المتّحدة سهّلت هجرة السوريين إليها منذ مايقرب الأربع سنوات، ومع ازدياد عدد العمالة المهاجرة إلى هذا البلد ارتفعت نسبة البطالة بالإضافة لارتفاع معدلات التضخم لاسباب اقتصادية متنوعة، ما أدى لظهور أعداد كبيرة من السوريين هناك يبحثون عن العمل أو يعملون بين الفينة والأخرى بمهلٍ تجريبيّة برواتب متدنيّة للغاية، حيث استغل أرباب المصالح هناك توفّر العمالة بشكل كبير لاستغلالها، ذلك حسب تعبيره، كما أوضح لنا وسيم ع. (34 عاماً) أن الفيزا الخاصة بدولة العراق مكلفة وصعبة بالنسبة لإقليم كوردستان حيث قام ويقوم الكثير من مكاتب السفر بترحيل شبّان سوريين للإقليم ومن ثم إدخالهم تهريباً للعراق لتوفير بعض المال، ما ادى لعودة الكثير من هؤلاء الشبّان الذي قضوا فترة في العراق بشكل غير نظامي وتعرضوا لظروف عمل ومعيشة قاسية، وأكّد لنا أن الشبّان الذين دخلوا بشكل نظامي للعراق او أربيل ايضاً يعانون مشاكل في التأقلم والعمل إلا ما رحم ربّي ذلك حسب تعبيره.

شاهد/ي: حراك السويداء ومتغيراتها بعد استشهاد أول متظاهر

وعن السوريين في إقليم كوردستان العراق يقول فادي ج. (29عاماً) الذي يعمل هناك، أن وضع السوريين مقبول لحدّ كبير حيث يحظى العاملون بظروف عمل ومعاملة جيّدة إلّا أن فرص العمل قليلة بسبب ازدياد عدد المهاجرين إلى هناك، وأكّد لنا أن الإقليم يشهد حركة عمرانية ونشاطاً اقتصادياً مميزاً يجعل منه بديلاً جيداً للشبان السوريين.

يؤكد غالبية المهاجرين أن خيار الهجرة والخلاص من الاوضاع في هذه البلاد حلماً للجميع، لايستطيع الشباب إيجاد مستقبلهم ولايستطيع الناس العيش بكرامة، فقد بات من المعتاد ان نرى شاب في مقتبل العمر يرحل عن أهله، أو ربّ أسرة يترك أسرته ويرحل في غياب قد يطول وقد يقصر، ولا مناص أو حلّ للسوريين في هذه المقتلة الكبرى، سوى الحل السياسي الشامل لسوريا دولة موحّدة ديمقراطيّة تتلمس طريقها بالحوار الوطني.

أليمار لاذقاني-اللاذقية

المشاركة