Contact Information

مكتب الإعلام : sdcpress@m-syria-d.com 00963937460001 مكتب العلاقات العامة: info-relations@m-syria-d.com

00963937460001

مع الذكرى الثالثة عشر للثورة السورية، ثمة مشاهد اعتقدت من خلالها السلطة أن السوريين استكانوا، وأن المماطلة بتطبيق الحل السياسي أوصل السوريين إلى حالة من فقدان الزخم لاستمرار التحركات الشعبية، والأهم أن السلطة ومن خلال سياساتها لجهة استمرار خنق السوريين اقتصاديا ومعيشياً، فإنها تسعى لإبعادهم عن المسار السياسي، وإلهائهم بأزمات معيشية خانقة، لكن وكالعادة يبقى منظور السلطة يعاني من القصور واللا إدراك، فالسوريون ورغم معاناتهم في شتّى المجالات، إلا أن واقعهم وما تحاول السلطة فرضه عليهم، كان كفيلاً بإعادة المسار إلى نصابه المعهود.

فحين كانت الجغرافية السورية تخضع لمعادلات عسكرية، هدأت وتيرة التحركات بفعل عوامل كثيرة ارتبطت بشكل أو بآخر بحالة الصراع الإقليمي والدولي في سوريا، لكن وبعد انجلاء غبار المعارك، وبقاء سياسات السلطة على حالها، واستئثارها بالقرار السياسي ومجمل القرارات التي تتعلق بواقع السوريين، وعطفاً على عودة السلطة إلى سياسة القبضة الأمنية، وخنق السوريين اقتصادياً ومعيشياً عبر قرارات لا تخدم إلا السلطة والدائرة المقرّبة منها، الأمر الذي جعل السوريين ينتفضون من جديد مطالبين برحيل السلطة وتطبيق الانتقال السياسي، من هنا فإن التحركات وإن اقتصرت على أعداد محدودة في عموم المحافظات السورية الواقعة تحت سيطرة السلطة، وكذلك التحركات في درعا والسويداء، فإنها تعكس حالة الاحتقان الشعبي جراء استمرار تردي الواقع المعيشي، ووصول البلاد إلى حالة من العجز في المستويات كافة. كل ذلك جراء بقاء السلطة على ذات النهج الأمني الاقصائي.

شاهد/ي: تدهور القطاع الصحي في الساحل السوري وأثره على السكّان

في السويداء حناجر تصدح بالأمل والحرية

تحت شعار “اللجنة الدستورية تأتي بعد تفعيل الانتقال السياسي”، استمرت التظاهرات المطالبة بالتغيير السياسي من ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء، وفي ذكرى بداية الثورة والحراك الشعبي في سوريا، يؤكد المتظاهرون على الاستمرار بالتحركات حتى تغيير السلطة وتحقيق الانتقال السلمي، ومع كل يوم تزداد وتيرة الاحتجاجات السلمية في السويداء، إذ تُثبت المحافظة الجنوبية نفسها كرمز جديد في المشهد السوري، وعنواناً إقليمياً يتردد صداه في الخارج، فالواقع السوري بحاجة إلى حراك جديد بعناوين جديدة، لا سيما أن حالة الاستكانة الإقليمية والدولية والتغاضي عن واقع السوريين المؤلم، فرض على السوريين نمطاً مغايراً من التحركات. هي تحركات بدأت في السويداء وقبل ذلك في شمال سوريا وتحديداً في مناطق الإدارة الذاتية، الأمر الذي يؤكد بأن السوريين يدركون تماماً أن السلطة وحلفاءها الروس والايرانيين وضمناً تركيا، يحاولون تمييع الحل السياسي، بل وهندسة الحلول بما يناسب حجم مصالحهم، أمّا الشعب السوري فيغرق يوماً بعد يوم في الأزمات.

أهداف الحراك الشعبي في السويداء

الاحتجاجات في السويداء تتّخذ منحىً جديداً بناءً على المعطيات الإقليمية والدولية، فـ أهالي السويداء يدركون بأن السلطة تحاول عبر وسائل مختلفة تشويه الحِراك، وربما تعمل على نقله إلى العسكرة لتبرير تدخل السلطة عسكرياً، وبالتالي فإن حراك السويداء يحث المجتمع الدولي على إيلاء الأزمة السورية اهتماماً فقدته جرّاء النزاعات في مناطق أخرى، من هنا فإن أحد أهم جوانب الحِراك في السويداء، هو تقديم حلّ حقيقي للأزمة في سوريا، وبدلًا من حل سياسي شامل غير ممكن في ظل ما تشهده المنطقة من نزاعات، فإنه من الضروري تحقيق درجة معينة من الاستقلال الإداري خارج سيطرة السلطة ومؤسساتها، خاصة أن تلك المؤسسات فاسدة وقمعية، ولا تؤدي واجباتها منذ سنوات.

وبحسب مصادر داخل السويداء، فإن القوى المحلية في المحافظة تتطلع إلى إنشاء هيئة مدنية، وتشكيل لجان لإدارة شؤون المحافظة، وبذات الإطار فإن أهالي السويداء يؤكدون وحدة الأراضي السورية، ويقترحون إدارة لامركزية مؤقتة لتلبية احتياجات المجتمع ومعالجة مشكلة المخدرات الناتجة عن الفساد الحكومي والانخراط في تجارة المخدرات.

شاهد/ي: مدينة حمص وهواجس العودة إلى المربع الأول

تهديدات السلطة مستمرة

قبل سنوات وجرّاء الحراك السلمي في عموم المحافظات السورية، تحركت السلطة بوحشية لقمع أي تحركات، وبذات الإطار فإن السلطة حاولت استثمار واقع السوريين المتردي، وتصويب الأنظار إلى العقوبات الأمريكية والغربية على السلطة، والقول بأن تلك العقوبات هي المسبب الرئيس لأزمات السوريين، لكن اليوم ومع استمرار الحراك في السويداء، فإن السلطة لم تقم بأي رد فعل، ولم تقم بتطبيق سياساتها العسكرية التي استخدمت في مناطق أُخرى، لكن السلطة ورغم حالة اللا مبالاة التي تُظهرها، إلا أنها حاولت التأثير على الحراك في السويداء من خلال اتباع سياسات ناعمة، فقد أكدت المصادر من داخل السويداء، أن السلطة حاولت الاتصال بعدد من الشخصيات النافذة والمؤثرة في المحافظة، وإغراءهم بالمال والمناصب، لكن جهود السلطة اصطدمت بجدار صلب، وفشلت السلطة بتكوين رأي مضاد في داخل السويداء، يكون موازياً للحراك المستمر.

السلطة سواء عبر قنواتها الرسمية أو من خلال أبواقها الإعلامية، حاولت تشويه الاحتجاجات في السويداء، وذلك من خلال دعاية واهيه، عمادها الرئيس أن الحراك في السويداء هو مشروع انفصالي يهدف بحسب السلطة للانضمام إلى إسرائيل، ورغم ذلك فإن السلطة أيضاً فشلت في بثّ تلك الادعاءات، لا سيما أن الحراك واضح المعالم، وعناوينه سورية وطنية، ويؤكد الأهالي بأن حراكهم مستمر حتى تحقيق الانتقال السياسي ورحيل السلطة.

المشاركة