Contact Information

مكتب الإعلام : sdcpress@m-syria-d.com 00963937460001 مكتب العلاقات العامة: info-relations@m-syria-d.com

00963937460001

حين غنّت فيروز “يا شام عاد الصيف مُتَّئِداً وعاد بِيَ الجناحُ”، كانت حينها دمشق مقصداً لكل السياح، وملجئً لمغتربيها، ومساحة للعيش في مدينة حباها التاريخ بمقومات الجمال والأصالة، ومتنفساً لكل قاصديها، ولم تعاني هذه المدينة ما عانته إلا في ظل سلطة لا يعنيها التاريخ ولا يعنيها الماضي حتى باتت سلطة دون مستقبل؛ يقول السوريون بأن دمشق باتت لا تُطاق، أزماتٌ ومعاناةٌ تتفاقم يوماً بعد يوم، لكن مع قدوم فصل الصيف، ثمة حكايا يرويها السوريون، عن أزمة مياه لا حلّ لها.

يشتكي أهالي بعض أحياء دمشق من نقصٍ في المياه، الأمر الذي وصل إلى حدّ العجز، ورغم أنه كان شتاءً خيّراً، وتدفقت المياه في الأنهار وفروعها، إلا أن المياه لم تتدفق إلى صنابير أهالي دمشق، إذ يقول (محمود ع 43 عام) الذي يسكن في حي المزة ٨٦ في دمشق، أننا استبشرنا خيراً مع كميات الأمطار التي شهدتها دمشق في الفترة الماضية، إلا أننا نحن قاطنو مناطق المخالفات بقيت المياه تأتينا كل 6 أيام ثلاث ساعات فقط، ورغم أننا في الشتاء لا نستهلك كميات كبيرة من المياه، إلا أن الصيف قادم وبقوة، ولا مياه، ولا نملك القدرة لدفع مبلغ 35 ألف ليرة سورية ثمن تعبئة خزان المياه كل يومين، ورغم أن حي المزة 86 وسط دمشق، إلا أننا خارج اهتمام المسؤولين والسلطة.

يتابع محمود، راجعنا المحافظة مئات المرات، ووقّعنا مئات العرائض، إلا أننا لم نصل إلى نتيجة، والجواب دائماً أن تمديدات المياه في الحي المذكور قديمة، ولا يمكن في الوقت الحالي تخصيص ميزانية لتبديلها، لكن السلطة تُخصص 70 مليار ليرة سورية لافتتاح نفق المواساة!، وذات مرة قالوا لنا أن الحي ضمن مناطق مخالفات ولا تشمله خطط المحافظة، وكأننا لسنا سوريين ولا نعيش وسط المحافظة، وهذا حالنا البائس ومعاناتنا التي لا نهاية لها.

شاهد/ي: شمال سوريا.. صراخ الحرية يقابل بقبضة القمع

ذرائع متكررة والكهرباء هي السبب

أهالي حي المزة 86 وسط دمشق، ليسوا هم فقط من يعانون من أزمة نقص المياه، فـ ثمة أحياء أخرى في دمشق وليست مناطق مخالفات كـ كحي الميدان. هذا الحي أيضاً يعاني من أزمة مياه منذ سنوات طويلة، ورغم أنه حيٌّ تجاري يحتوي صناعات وأسواق متعددة، وتُعد المياه العصب الرئيس في العديد من الصناعات والمهن كـ المطاعم والمقاهي وغيرها، إلا أن هذه الميزة لم تشفع لـ حي الميدان عند السلطة.

قمنا بزيارة حي الميدان الدمشقي للوقوف على رأس الأزمة، والتقينا أحد الأعضاء السابقين في المكتب التنفيذي في محافظة دمشق، رفض الكشف عن اسمه، وحدّثنا قائلاً، إن سبب أزمة المياه في حي الميدان تعود إلى ساعات التقنين الكهربائي الطويلة، إذ تصل الكهرباء أقل من ساعة واحدة تقريباً بشكل يومي، ويُضيف، هذا الأمر كان له الأثر السلبي الذي يُسهم بمنع وصول المياه إلى الأهالي، إضافة إلى نقص كميات المياه الواردة أساساً إلى الحي.

ويُضيف المصدر السابق، أن المحافظة دائما ما تُبرر بأن كميات الإستجرار من الينابيع الرئيسية هي كميات قليلة ولا تكاد تكفي كل أحياء دمشق، وأكد أن بعض الأحياء كـ المالكي والحمراء ومنطقة السبع بحرات وتنظيم كفرسوسة، فإن هذه الأحياء لا تشهد أزمة مياه، فغالبية المسؤولين يقطنون في تلك المناطق، والمياه 24/24، وتنذر قائلاً” ” طبعاً هم يفكرون عن السوريين وينظمون حياتهم ويضعون له استراتيجيتهم للبقاء على قيد الحياة، لذلك هم بحاجة للمياه أكثر من الشعب السوري”.

بدائل لكن للسلطة رأي أخر

واقع الحال يؤكد بأن أهالي بعض أحياء دمشق يعانون من أزمة مياه خانقة، ومع حلول الصيف وارتفاع درجات الحرارة، فإن الحاجة للمياه تتضاعف، ولابد من حلول سريعة تُنهي أزمة من أزمات السوريين المتعددة، في هذا الإطار أوضح أحد العاملين في مؤسسة مياه دمشق، أن المؤسسة تعمل على مشروع تزويد مدينة دمشق وريفها بالمياه من عدة مصادر مائية رئيسية هي نبع الفيجة، نبع بردى، ووضع أبار الضخ المنتشرة في مدينة دمشق وريفها، في الخدمة، لكن ما سبق يبقى حبراً على ورق إن لم يتم العمل على تركيب منظومات طاقة شمسية كبيرة تساعد على ضخ المياه من الآبار الى دمشق وأحيائها وحتى مناطق المخالفات.

يُضيف المصدر، أن واقع الحال في محافظة دمشق، يعاني من مشكلة ضخ المياه، والمرتبط بشكل رئيسي بتوافر حوامل الطاقة، ما يجعل ساعات التقنين أطول نظراً للظروف الراهنة التي تمرّ بها سوريا، لذا تلجأ المؤسسة إلى تشغيل مصادرها المائية عبر عدة وسائل أهمها، تأمين خطوط كهربائية معفاة من التقنين لتغذية مشاريع المياه بالتعاون مع شركتي كهرباء دمشق وريف دمشق، أو تركيب منظومات طاقة شمسية لتشغيل الآبار بالتعاون مع الجهات المانحة.

شاهد/ي: السلطة وحراك السويداء.. هل يقع المحظور؟

ويختم المصدر، كل ما سبق هو حبرٌ على ورق، ولا قيمة له إن لم يتم وضع هذه المشاريع في الخدمة، لكن في المحافظة ثمة من يبحث عن مشاريع خاصة به، وضمن الفساد المستشري سواء في المحافظة أو وزارة الموارد المائية أو مديريات المياه، فإن الجميع يبحث عن مصالحه، وحين الاتفاق على المشروع يختلفون على الحصص، ونحن أهالي دمشق نعاني الأمرّين من أزمة المياه.

ريف دمشق ليس بأفضل حال، فـ ثمة الكثير من قرى وبلدات ريف دمشق، تؤطرهم أزمة مياه خانقة، ورغم عودة الريف الدمشقي إلى سيطرة السلطة، إلا أن الخدمات وعلى رأسها المياه، لم تجد طريقها إلى منازل الأهالي في ريف دمشق، ويبدو أن تلك الأزمة لم ولن تُحل، في ظل فسادٍ مستشري، وفي ظل شركات مياه خاصة تتبع مباشرة لأحد المقرّبين من السلطة، وتملك آبار خاصة بها، وتقوم ببيع المياه الصالحة للشرب بأسعار لا تتناسب وواقع السوريين، ولا حلول.

بات واضحاً أن عموم مناطق سيطرة السلطة في دمشق تُعاني إلى جانب نقص المياه، من أزمة الكهرباء، وسط غياب برنامج تقنين مُنظم، إذ تصل ساعات القطع في بعض الأحياء إلى أكثر من 20 ساعة متواصلة، وهذا ما يؤثر على كل مناحي الحياة، فما بالكم بأزمة مياه مستمرة يعاني منها أهالي دمشق وريفها، وسط تجاهل السلطة لمعاناة السوريين.

عمار المعتوق-دمشق

المشاركة