Contact Information

مكتب الإعلام : sdcpress@m-syria-d.com 00963937460001 مكتب العلاقات العامة: info-relations@m-syria-d.com

00963937460001

بقلم: طلال محمد

“داعش” هو الاسم المختصر للتنظيم الإرهابي المسمى بالدولة الاسلامية في العراق والشام، تأسس في آواخر حزيران من عام 2014، وذلك بعد سيطرة التنظيم على مدن ومناطق عديدة من سوريا والعراق وفتح له ممرات على الحدود بين البلدين للتنقل، معتمدا شعار ” باقية وتمدد” للتعبير عن التوسُّع الجغرافي غير المحدّد لحدود تنظيمهم، وعليه أصبح شبه دولة غير معترفة بها تتبع عقيدة وفكر جهادي سلفي، الهدف الأساسي كما يدّعي قادة التنظيم هو إقامة التوحيد، لكن باعتقادي صنعت “الدولة الإسلامية” لتكون فانية صحيح أنها تمددت، لكنها في النهاية انتهت بمجرد انتهاء مهمتها التي من أجلها صُنعت، في يوم السبت 23 آذار 2019، فقد التنظيم سيطرته على آخر معاقله في الباغوز بدير الزور على يد قوات سوريا الديمقراطية بدعم من قوات التحالف الدولي.

شاهد/ي: الهوية الوطنية السورية بين التحديات والعوامل المعززة

والآن وبعد هزيمة داعش عسكرياً والقضاء على تواجده في المدن بشكل شبه كامل، ما زال هناك وجود لخلايا تابعة له وخاصة في المناطق الريفية الصحراوية والتي تشكّل حاضنة وجوده الرئيسة، وباتت البادية السورية المعقل الأساسي لأنشطتها مستغلة الوضع الأمني الهشّ والوضع الاقتصادي المتدهور والوضع السياسي المتأزم والاستفادة من الأزمات السياسية والاقتصادية والنزاعات في المنطقة لتوسيع النفوذ، ورغم تنفيذ التحالف الدولي عمليات ضد التنظيم وقياداته، لكن عودة التنظيم بين فترة وأخرى بالتزامن مع الأزمات السياسية في سوريا، وخاصة التهديدات التركية بالقيام بعمليات عسكرية في مناطق شمال وشرق سوريا عبر القيام باستهداف نقاط ومناطق حيوية وبُنى تحتية، الهدف خلق حالة من الفوضى وعدم الاستقرار الأمني، جميعها عوامل هامة لقيام هذه الخلايا بتنفيذ هجمات على سجون تضم مقاتليه في مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية وشنّ هجمات على قوات تابعة للجيش السوري، مشكّلة بذلك تهديدا لإعادة ظهور هذا التنظيم من جديد وممارسة العنف والإرهاب وضرب الاستقرار الإقليمي، مستفيدا من المنطقة الجغرافية التي تحوي خلاياه من تضاريس معقّدة وجبال تسهّل عليهم عمليات الاختباء والبحث عن مصادر للدعم اللوجستي سواء من داخل سوريا أو إعادة تفعيل لخطوط الدعم الخارجي، لذلك الموقع الجغرافي مهمّ بالنسبة للتنظيم حيث يمثّل عنصراً حاسماً لإمكانية عودة ظهوره في سوريا مستقبلا، ومن هذه المواقع تواصل خلايا التنظيم تنفيذ هجماتهم وخاصة على المناطق بين حدود مدينة الرقة ودير الزور، حيث يدخلون القرى والبلدات ليلاً ويقومون بترويع وابتزاز السكان المحليين، مستفيدين من بعض ظواهر الانقسامات المحلية، سواء كانت عِرقية أم سياسية أم طائفية، يستغلونها لمصلحتهم.

يستغل داعش دائماً الأوضاع السياسية والأزمات والصراعات سواء كانت إقليمية أو دولية وذلك لإعادة تنشيطه وانتشاره ونشر ايدولوجيته وأفكاره المتطرفة والقيام بشنّ هجمات جديدة، فمع انخفاض التركيز الروسي في بعض مناطق تواجده في سوريا، وخصوصا على المستويين الميداني والعسكري حيث تقلصت بصورة ملحوظة الضربات الجوية الروسية ضد مناطق يتمركز فيها خلايا تنظيم “داعش”، بما يقارب عام ونصف وتحديدا منذ انخراط روسيا في الحرب الأوكرانية، أتاح فرصة للتنظيم لإعادة انتشاره وتنشيط مجموعاته، والتكثيف بتنفيذ عملياته في منطقة البادية واستئناف حملة الكراهية في هذه المنطقة وحول العالم وسط هواجس ومخاوف دولية تشير إلى إمكانية عودة “داعش” من جديد إلى المنطقة.

وفي سياق متصل يستغل “داعش” الحرب الجارية في غزة وفقا لإستراتيجيته المعتادة وهو رفض الجهاد من أجل تحرير أرض أو وطن، إنما الجهاد في سبيل إقامة خلافته فقط ، ومنذ أن بدأت الأحداث الأخيرة في فلسطين قام “داعش” بالدعوة للجهاد تحت رايته كتنظيم يدعو لتطبيق الشريعة ويلتزم بالدستور الإلهي، زاعما من وراء ذلك بأنه التنظيم الوحيد الذي يهدف لتطبيق النهج الإسلامي الصحيح.

شاهد/ي: تمكين الشباب ركيزة أساسية لبناء الديمقراطية والازدهار المجتمعي

يمكن القول بأن الخطر الذي يمثله تنظيم “داعش” مازال موجودا مهدّدا بذلك الأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي، وعليه فأنه يتوجب على التحالف الدولي وضع الأوليات في مكافحة “داعش” وعلى المدى الطويل ومعالجة جذور التطرف ووضع استراتيجيات لمواجهة تهديد “داعش” وإنهائه كإيديولوجية، عبر برنامج عمل وتعاون دولي وإقليمي من خلال :

– زيادة تقديم الدعم العسكري واللوجستي لقوات سوريا الديمقراطية، زيادة في نقاط التمركز لقوات التحالف في مناطق متعددة في شمال وشرق سوريا، محاصرة خلايا “داعش” ميدانيا والقضاء عليهم بشكل فعلي لمنعه من السيطرة على مساحات جغرافية وإعادة انتشار عناصره من جديد، عبر عمليات قتالية نوعية في الاقتحام والتمشيط خاصة في مناطق البادية ذات الجغرافية الواسعة.

– وضع برنامج عمل مشترك لتعزيز الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وحلفائه ضمن التحالف الدولي للوصول إلى استقرار سياسي في مناطق شمال وشرق سوريا، العمل الجاد من أجل إخلاء المخيمات من أطفال ونساء “داعش” خاصة مخيم الهول، ووضع برامج تأهيل لهذه الأُسر، حتى تمنع أي فرص لتشكيل تنظيمات جديدة منبثقة عن “داعش” أو أن يعيد سيطرته على مساحات جغرافية مرّة أخرى.

طلال محمد
رئيس حزب السلام الديمقراطي الكردستاني

المشاركة