Contact Information

مكتب الإعلام : sdcpress@m-syria-d.com 00963937460001 مكتب العلاقات العامة: info-relations@m-syria-d.com

00963937460001

أبلغت السلطة في دمشق سكان طرطوس القديمة إنذارات بالإخلاء خلال ثلاثة شهور تمهيداً لاستملاك المنطقة بشكل كامل حيث تمتد لمساحة عدة هكتارات على الكورنيش البحري، بما فيها منطقة الطاحونة والكاتدرائية والبيوت التي حولها، في الوقت الذي تسري فيه شائعات بين سكان المدينة بنيّة متنفذين في السلطة الاستيلاء عليها وبالبدء بمشاريع سياحيّة ضخمة، فهل تحرص السلطة على مواقع سوريا الأثرية التي تتميز بغنى إرثها التاريخي وامتداد حضاراتها لأزمان غابرة؟

تعتبر المنطقة مهداً لأولى الحضارات الإنسانيّة، التي تركت آثارها ليومنا هذا، وتعتبر منطقة الساحل السوري من المناطق الغزيرة بالمواقع الأثرية كأوغاريت وعمريت وقلعة أرواد إضافة لآثار العصور الأحدث كالقِلاع والمباني والحواضر التاريخيّة، يهتم هذا التقرير بعلاقة السلطة بهذه الآثار، ودورها في طمس معالم تاريخ المنطقة وإهمالها، وتعريض هذا الإرث المهم للسرقة والتلف، وحرمان السكان من تطوير مناخاتهم الأثرية واستثمارها سياحيّا وثقافيّا، للحؤول دون إثراء المجتمعات الثقافي والاقتصادي، حيث سنلتقي مع مختصين وناشطين وسنعرض شهادات السكان حول ممارسات السلطة في هذا الشأن.

شاهد/ي: تصاعد الاحتجاجات الشعبية ضد “هيئة تحرير الشام” في إدلب

إهمال السلطة للمواقع الأثرية

بالرغم من الغنى الكبير للمواقع الأثرية المكتشفة فإن عدداً قليلاً جداً من تلك المواقع قامت السلطة بتأهيلها سياحيّاً، يقول محمد. إ (٧٦ عاماً) جُلّ المواقع الأثرية في الساحل السوري غير مؤهلة سياحيّاً ومتروكة لعوامل الطبيعة وللمخربين تمهيداً لاندثارها، حيث استشهد بحديثه بموقع عمريت الأثري في أقصى جنوب الساحل السوري على بُعد أمتار من مياه المتوسط الذي يبدو كبضعة حجارة مرصوفة يتخللها نبع ماء عذب، ويخلو الموقع من أي أعمال ترميم ومن أي بُنى تحتية خدميّة، حتى إن الطريق المؤدي للموقع مازال ترابيّا وغير سالك للسيارات، حال هذا الموقع كغيره من المواقع، كما التقينا الناشط السياسي عمران ط.( ٦٤ عاماً) المهتم بالشأن التاريخي والأثري، حيث قال: ( لو استطاعوا إخفاء هذه الآثار لفعلوا) إذ إن السلطة في دمشق وحسب تعبيره تريد أن ينسى السوريون تاريخهم وحضاراتهم ليوصلوا رسالتهم بأن تاريخ سوريا بدأ مع تولي هذه السلطة مقاليد الأمور، محاولين طمس التاريخ الحضاري السوري الممتد لآلاف السنوات.

سرقة الآثار وعصاباتها

تمتد المناطق الأثرية غير المكتشفة وغير المصنّفة كمواقع أثريّة على امتداد الشريط الساحلي وبحسب خبراء فإن احتمالات وجود واكتشاف مواقع أثرية جديدة قائم. حيث وبحسب شهادات أهالي من مختلف مناطق الساحل السوري، فإن قبورا منحوتة في الصخر وآبارا منحوتة أيضاً تنتشر بكثرة في المناطق الجبليّة حيث اعتاد الأهالي على تسمية القبور الأثرية بـ (الناغوص) وتسمية الآبار بـ (الجباب) دون أن تكترث السلطة للقيمة الأثرية والتاريخيّة لهذه الآثار، وبحسب نشطاء فإن مواقع أثريّة كاملة ممنوعة من التنقيب والاكتشاف كقلعة العليقة حيث أكّد لنا الباحثون أنها تقف على كنز من الآثار والألغاز اكتفت السلطة بإبقاء الوضع على ماهو عليه، ومن ناحية أخرة تنتشر قصص شعبية عن إثراء ضباط ومتنفّذين في السلطة نتيجة بيع الآثار وتهريبها وتسهيل التنقيب غير القانوني دون أن نستطيع التأكّد من مدى صحة ودقة هذه القصص التي تنتشر بكثرة أيضاً بين الأهالي.

شاهد/ي: مشهدية الحراك في السويداء.. هل تسعى السلطة إلى حسم انتفاضة السويداء؟

كيف تتعامل السلطة مع المدن القديمة؟

أوضح لنا الدكتور محمد. ع. (٨٢ عاماً ) والمختص بالآثار كيف يجب على الدول التعاطي مع المدن الأثرية، حيث وضّح لنا أن الدول المتحضرة تعتبر المباني والأسواق التي تمتد لقرون من الزمن مناطق أثرية، حيث لا تمنع هذه الدول السكان من أعمال الترميم أو الصيانة لكن بشروط الحفاظ على الهوية التاريخية والحضاريّة للمكان وعدم تشويهها، ولذلك اعتُمدت هيئات مختصّة للوقوف على أعمال الترميم ومساعدة السكان على الاستمرار بحياتهم بشكل طبيعي، وأوضح لنا أن السلطة تتعامل مع الموضوع حسب الموقع، فإذا أراد شخص متنفذ شراءها ضغطوا على السكان ومنعوهم من القيام بأي أعمال تأهيل أو صيانة، أو في حالات كثيرة تُترك هذه المدن للتأهيل العشوائي والطمس غير المتعمد للهوية الحضارية للبناء. وفي حالة طرطوس القديمة وجزيرة أرواد فقد منعت السلطة أعمال الترميم والصيانة منعاً باتاً. وفُرضت جزيرة أرواد بالكامل منطقة أثرية ومنعت أهلها من السكن فيها.

لايملك أهالي جزيرة أرواد أو سكان طرطوس القديمة أية خيارات حول بيوتهم، فهم مجبرون على نسيان بيوتهم التي يمتد تاريخ عوائلهم فيها لقرون، وماهذا الإقتلاع من المكان سوى تفصيل صغير من جملة ماتقوم به السلطة من اقتلاعٍ للسوريين من إرثهم وتاريخهم وحضارتهم.

أليمار لاذقاني- اللاذقية

المشاركة