Contact Information

مكتب الإعلام : sdcpress@m-syria-d.com 00963937460001 مكتب العلاقات العامة: info-relations@m-syria-d.com

00963937460001

“حياة أشبه بالمستحيلة، لا مقومات للحياة، وفوق كل ذلك جحيم السلطة يلاحقنا”. بهذه الكلمات المفعمة بالقهر، يصف لنا أحد الأهالي في ريف حمص الشمالي معاناة الكثيرين في الريف الحمصي، والذي شهد قبل سنوات اتفاق تسوية، وهُجر منه قاطنيه إلى الشمال السوري، جراء الانتهاكات التي يتعرضون لها من قبل السلطة ومن وصفوهم بالميليشيات، خاصة أن الأخيرة تتغلغل في الريف الحمصي وتخوض حرباً ضد الأهالي، لكنها حرب غير معلنة، لتكون معاناة الأهالي تحديداً في ريف حمص الشمالي دون ضجيج.

إن أهالي محافظة حمص يعانون جراء تدهور الواقع الأمني وعمليات الخطف والابتزاز من قبل أجهزة السلطة الأمنية وتحديداً جهاز الأمن العسكري، والذي سنُفرد له مساحة خاصة، لكن ضمن هذه المادة، سنُسلط الضوء وبعد طلب الأهالي في ريف حمص الشمالي الاهتمام بمعاناتهم، وإظهارها للإعلام، إذ يعاني سكان ريف حمص الشمالي من جُملة من الأزمات، وهنا لن نتحدث عن الواقع الاقتصادي أو الخدماتي في الريف الشمالي، بل سيكون اهتمامنا على معاناتهم الأمنية، والتي تتمثل في الملاحقات الأمنية التعسفية ودون وجه حق، فقط لأن ريف حمص الشمالي وأهاليه، شهدوا تسويات وعمليات تهجير، ومن بقي منهم فهو في نظر السلطة “إرهابي” ويجب ملاحقته والتضييق عليه.

شاهد/ي: تصاعد الاحتجاجات الشعبية ضد “هيئة تحرير الشام” في إدلب

معاناة الأهالي في ريف حمص الشمالي، يتشاركون بها مع بقية المناطق التي شهدت تسويات، أو ما أسمته السلطة “مصالحة”، لا سيما مناطق درعا، والغوطة الشرقية بريف دمشق، لكن ما يزيد من معاناة المدنيين في ريف حمص الشمالي ليست سياسات السلطة الأمنية بحقهم، بل غياب المنبر الإعلامي الذي ينقل معاناتهم، ويفضح ما يتعرضون له من عمليات تهجير وملاحقات أمنية واختطاف، خاصة أنه في الآونة الأخيرة فقد شهدت مناطق الرستن وتلبيسة في ريف حمص الشمالي، عمليات اختطاف طالت الأهالي، وتحديداً ممن شارك أبناءهم في التسوية، فضلاً عن ذلك، فإن ما يتعرض له الأهالي يكاد يكون يومياً، وبحسب مصدر من أهالي مدينة الرستن، أكد لنا أن هناك عمليات انتقامية ممن بقي في الرستن وتلبيسة وعموم ريف حمص الشمالي.

معاناة يجب إظهارها للإعلام

المصدر السابق أكد لنا، أنه ومع نهاية عمليات التسوية والتهجير التي شهدها الريف الحمصي في عام 2018، بدأت ما أسماه عمليات الانتقام الممنهج من الاهالي، فالمدنيين يعانون من الابتزاز والتهديد بالاعتقال مقابل الحصول على مبالغ مالية، ويروي لنا المصدر، أنه يتم استدعاء المواطن إلى فرع الأمن العسكري في حمص، ليبدأ بعدها الضغط عليه وإجباره على دفع المال، مقابل العودة إلى أهله سالماً.

ويضيف، منذ العام 2018، ونحن غائبون عن المشهد، ولا يوجد منبر إعلامي يروي معاناتنا الحقيقة، إذ إن غالبية المنابر في حمص والتي تنقل أخبار السلطة وفسادها وما تقوم به من مسرحيات سياسية، تغيب عن تلك المنابر معاناتنا والتي قصمت ظهورنا، فالحال لم يعد يطاق، والحياة مستحيلة في ظل هذه السلطة وأجهزتها الأمنية الانتقامية، وللحديث عن ميليشيات إيران بُعد آخر، خاصة أنها تتغلغل في الريف الحمصي تحت ذريعة محاربة الإرهاب، لكنها هي من تقوم بإرهاب الأهالي عبر خطفهم وابتزازهم مادياً.

ريف حمص الشمالي والموت البطيء

ما يعانيه الأهالي في ريف حمص الشمالي يمكن وصفه بالموت البطيء، إذ تُستهدف كل مقومات الحياة بشكل مباشر من قبل السلطة، وللمعاناة أوجه متعددة، إذ أنه وبصرف النظر عن الملاحقات الأمنية بحق الأهالي، إلا أن هذا الريف وبعد ما أسمته السلطة تحريره من الإرهاب، والزيارات الحكومية لمناطق الريف الشمالي، والوعود بعودة الحياة والخدمات والبناء، إلا هذا لم يحدث، بل على العكس، فـ في ريف حمص الشمالي تنعدم كافة أشكال الحياة، لا سيما أن فرص العمل شبه معدومة، وحالة الفقر أصابت أكثر من 97 في المئة من سكان المنطقة، في ظل صعود أشخاص استفادوا من علاقتهم مع ضباط السلطة، لتمرير مشاريعهم التجارية لا سيما طرق التهريب من وإلى لبنان، مع تهريب المخدرات والأسلحة.

يقول رفيق الحمصي “أسم مستعار”، إن أهالي ريف حمص الشمالي يعانون من القهر، وعند سؤالك لأي أحد من واقعه، يقول وبشكل مباشر الموت أرحم من هذا الواقع الذي فرضته السلطة علينا، فالقهر يعمّ مختلف المناطق في الريف الشمالي، وخلال السنوات الماضية ابتلانا الله بتسلط الأفرع الأمنية وما زلنا نعاني.

شاهد/ي: من طرطوس إلى أرواد.. السلطة تقتلع السوريين من إرثهم الحضاري

يُخبرنا رفيق أنه كان شاهداً على العديد من عمليات دهم المنازل، وسرقة محتوياتها أمام ساكنيها، وسرقة الأموال والأدوات الكهربائية وكل شي، حتى الدجاج والمواشي لم يسلم منهم، وكل ذلك تحت ذريعة أن الأهالي لا زالوا يدعمون أبناءهم ويعادون السلطة.

الأهالي يطالبون بإيصال صوتهم للمجتمع الدولي

العديد من أهالي ريف حمص الشمالي يطالبون كل المنابر الإعلامية أن تقوم بنقل معاناتهم، وإيصال صوتهم إلى المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان، فالأهالي يطالبون صراحة بفضح الانتهاكات التي يتعرضون لها من قبل السلطة وميليشياتها، ولا شك بأن الإعلام هو سلاح فعال، ويمكن من خلال هذا السلاح إيصال معاناة الأهالي، وتوضيح حقيقة واقعهم، خاصة في هذا التوقيت والذي يبدو من خلاله أن السلطة تلفظ أنفاسها الأخيرة، والكثير من المعطيات تؤكد ذلك، خاصة أنه في الآونة الأخيرة برزت مؤشرات سواء في ما يتعلق بالحراك السياسي تجاه سوريا، أو عبر المطالبات بتطبيق القرار الأممي 2254، وبالتالي لابد من تسليط الضوء على معاناة أهالي ريف حمص الشمالي.

إذاً بات واضحاً من خلال ما سبق، بأن أهالي ريف حمص الشمالي، يعانون من ممارسات السلطة وأجهزتها الأمنية، فضلاً عن ممارسات ميليشيات تابعة لإيران، فالمشهد وبحسب ما نُقل لنا من قبل بعض الأهالي في مدينتي الرستن وتلبيسة، فإن المعاناة بشكل يومي، ولا يكاد يمر يوم دون حالة اختطاف، أو قتل، أو سرقة، ومؤخراً إحراق المحاصيل الزراعية للأهالي، كل ذلك، ولا تزال السلطة الحاكمة في دمشق، تبيع السوريين أوهاماً وشعارات، وتغض النظر عن المطالب الحقيقية للسوريين، ألا وهي رحيل السلطة ورحيل أجهزتها القمعية التسلطية، ورحيل ميليشيات إيران، التي أرهقت سوريا والسوريين.

سحر الحمصي-حمص

المشاركة