يصادف 19 تموز هذا العام الذكرى السنوية الثانية عشرة لثورة شمال وشرق سوريا، التي عبَّرت عن رغبة السوريين في التحوّل الديمقراطي وإقامة دولة مدنية حديثة. يسجل مجلس سوريا الديمقراطية، بهذه المناسبة، تقديره لصمود أهالي المنطقة من مختلف المكونات – كُرد وعرب وسريان آشوريين والإيزيديين والأرمن والتركمان والشيشان – الذين جسَّدوا نموذجاً للتلاحم الوطني في مواجهة التطرف والإرهاب. لقد أظهرت هذه التجربة إمكانية بناء مجتمع متماسك يقوم على مبادئ المواطنة المتساوية والعيش المشترك.
لقد شكَّلت تجربة الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا نموذجاً فريداً في الحُكم والإدارة، حيث رسَّخت قيم التعايش والسلم الأهلي، وأثبتت أن مشاركة المرأة وتمكين الشباب هما عاملان حاسمان في تطوّر المجتمعات وتنميتها. هذه التجربة التي مكَّنت المجتمع من إدارة نفسه، تمثّل ركيزة أساسية لـ اللامركزية وأنموذجاً لسوريا المستقبل التي نتطلع إليها جميعاً.
في هذه الذكرى المهمة، إذ نستحضر تضحيات الشهداء والجرحى ونضال الشعب السوري، فإنّنا نجدد التزامنا بمبادئ الثورة السورية وثورة 19 تموز، مؤكدين ضرورة صون وحدة سوريا وسيادتها، والسعي لتعزيز الديمقراطية والتعددية واللامركزية، ونواصل العمل لتحقيق تطلعات السوريين في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية. كما ندعو كافة أطياف المجتمع السوري للمساهمة في بناء مشروع وطني ديمقراطي يؤسس لمستقبل أفضل ضمن إطار دولة سوريا الموحدة.
تبقى مواصلة الجهود لمكافحة الإرهاب بكافة أشكاله ضرورة مُلحّة، مع التأكيد على أن الحل الأمني وحده غير كافٍ لمعالجة جذور التطرف. وفي هذا السياق، ندعو المجتمع الدولي للمساهمة الفعالة في دعم الاستقرار في سوريا ومحاربة التطرف من خلال معالجة أسبابه الجذرية، والعمل على تهيئة الظروف المناسبة للمُضي نحو حلٍّ سياسي مستدام يلبي تطلعات الشعب السوري ويضمن مستقبلًا آمناً ومزدهراً لجميع السوريين.
إن مسيرتنا نحو سوريا ديمقراطية موحدة مستمرة بعزم وإصرار، مدفوعةً بإرادة شعبنا القوية وعزيمته التي لا تلين. نحن على ثقة بأن تضافر جهود جميع السوريين، والدعم الصادق من المجتمع الدولي، سيعجِّل في تحقيق رؤيتنا لوطن يتسع للجميع. وإن تجربة شمال وشرق سوريا تشكل نموذجاً ملهماً نبني عليه لتحقيق تطلعات الشعب السوري في الحرية والعدالة والكرامة ضمن سوريا تحترم التنوع وتصون حقوق جميع مكوناتها.
19 تموز/يوليو 2024
مجلس سوريا الديمقراطية