قال الرئيس المشترك لمجلس إدلب الخضراء، تركي أحمد دعدوع، إن مطالب إدلب وشمال غرب سوريا هي مطالب محقة وتأتي رداً على السياسات التركية بفرض الوصاية على هذه المناطق السورية، داعياً السوريين إلى توحيد صفوفهم ودعم تلك الاحتجاجات.
شهدت مناطق شمال غرب سوريا الخاضعة لسيطرة تركيا والفصائل الموالية لها، احتجاجات بداية تموز وسقوط قتلى وجرحى برصاص الجيش التركي، وعلى إثرها تم نصب خيمتي اعتصام في عفرين وإعزاز، ما تزال مستمرة منذ نحو شهر.
وفي السياق، أكد تركي أحمد دعدوع، أن النظام التركي ومنذ بدء الثورة السورية كان على تواصل استخباراتي مع السلطة في دمشق، موضحاً أن النظام التركي أنشأ مخيمات للاجئين السوريين داخل أراضيها قبل حتى أن يخرج أي مواطن سوري إلى الحدود، مما يؤكد أن قضية اللاجئين ورقة ضغط تستخدمها تركيا لابتزاز المجتمع الدولي.
وأضاف أنه في ذلك الوقت كانت تركيا تعاني من أزمة اقتصادية، وتم تحسين الوضع بعد دخول اللاجئين السوريين، حيث انتقلت معهم المصانع وخبرات الأطباء والمثقفين إلى تركيا.
ولفت أن تركيا قد تبقي على ذوي الخبرات والمؤهلات وأصحاب المصانع، أما الأخرين فلا، حيث بات خطاب الكراهية والتجييش ضد اللاجئين واضحاً، الأمر الذي أسفر عن احتجاجات في شمال غرب سوريا رداً على الأفعال التركية وممارساتها بحق اللاجئين في قيصري.
مشيراً أن الكثير من الممارسات بحق اللاجئين السوريين وخصوصاً الفردية منها لا تلقَ الانتباه والتركيز في وسائل الإعلام ولذلك تبقى طي الكتمان.
ولفت أن الاحتجاجات التي شهدتها مناطق شمال غرب سوريا تعكس مطالب محقّة للسوريين في مواجهة السياسات التركية التي تعتبر تدخلاً ووصاية على الشمال السوري، حيث لا يستطيع السوريون التعامل بعملتهم الوطنية ويتعاملون بدلاً عن ذلك بالعملة التركية، وكذلك تُرفع الأعلام التركية فوق المؤسسات على الأرض السورية.
موضحاً أنه خلال الاحتجاجات، أحرق المحتجون الأعلام التركية كوسيلة للتعبير عن غضبهم تجاه ما يجري بحق اللاجئين في تركيا، مستدركاً: “لكن رأينا ردّ الرئيس التركي، عندما هدد بكسر الأيادي التي امتدت للعلم التركي”.
وتطرق دعدوع إلى تصاعد الاحتجاجات في عموم المناطق التي تحتلها تركيا في إدلب وعفرين وعزاز والكثير من المناطق الأخرى، نتيجة الضغوط المتزايدة التي يواجهها المجتمع السوري في تلك المناطق، معتبراً أن مطالب شمال غرب سوريا هي مطالب محقة.
وأكد أن تركيا تمارس الوصاية على المناطق السورية وتعمل على تتريك المنطقة وتسعى لتغيير ديموغرافيتها، كما أنها حوّلت الشباب السوري إلى مرتزقة ينفّذون السياسات التركية في الخارج.
ولفت إلى العلاقة بين تركيا و”هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة سابقاًؤ وغيرها من المجموعات “الجهادية والإرهابية” واعتبرها عصا موجّهة لبقية الفصائل وسلاح تهديد لسكان المنطقة.
وتطرق دعدوع إلى التصريحات التي يطلقها النظام التركي حول التطبيع مع السلطة في دمشق وقال إن أهالي شمال غرب سوريا عبروا صراحة عن رفضهم للتطبيع، مشيراً أن موضوع اللاجئين أصبح مشكلة داخل تركيا ولذلك فهي تريد تصدير هذه الأزمة إلى الداخل السوري.
مؤكداً أن الهدف الأساسي لتركيا من التطبيع هو ضرب المشروع الديمقراطي في شمال وشرق سوريا.
وأشار أنه بعد كل هذه السنوات من الأزمة السورية، بدأ القناع التركي يسقط وتتكشف حقيقة هذا النظام لأهالي شمال غرب سوريا، حيث قتل الجيش التركي السوريين بالرصاص الحي في حين أن تركيا تدّعي أن نقاطها العسكرية هي من أجل حماية السوريين.
وفي الوقت الذي أكد فيه تضامنهم مع المحتجين في إدلب ضد تركيا، طالب دعدوع من الجميع الاحتفاظ بسلمية الاحتجاجات، محذراً من أن الحكومات الاستبدادية قد تسعى إلى تحويلها من احتجاجات سلمية إلى مسلحة وطائفية ومذهبية.
وفي ختام حديثه، دعا الرئيس المشترك لمجلس إدلب الخضراء، تركي أحمد دعدوع، إلى توحيد الصفوف ودعم الاحتجاجات في إدلب، مؤكداً على أن هذه الاحتجاجات تعبّر عن الوعي المتزايد بين السوريين بضرورة مواجهة السياسات الضارة والتأكيد على مطالبهم بالحرية والكرامة.
الفيديو: