أعلن مجلس شباب سوريا الديمقراطية، عن إطلاق مبادرة تحت عنوان “التمكين السياسي للشباب ودورهم في التحول الديمقراطي”، في مسعى منه لخلق جيل شبابي سياسي أخلاقي يكون له دور في حل الأزمة السورية.
وجاء ذلك عبر بيان أصدره المجلس في حديقة 4 نيسان بمدينة الحسكة، وتمت قراءته بأربع لغات (الكردية، العربية، السريانية والأرمنية).
وجاء في البيان: “لقد عانى وطننا سوريا من سلطات مستبدةٍ فتّت المجتمع والنسيج السوري، وأدخلته في دوامات من الصراعات الطائفية والمذهبية والعقائدية، والتي لم تُفضِ إلى أية نوايا لأجل حلٍّ سياسي شامل يُرضي جميع السوريين من مكونات وشرائح، ناهيك عن حالة الفقر والتشرذم والإقصاء لقسم كبير من المكونات والشرائح السورية وعلى رأسهم القوة الطليعية للمجتمع ألا وهم الشباب”.
وأشار البيان أن النظام البعثي عمل على مدى 53 عاماً على خلق نفَسٍ طائفي ورجعي لدى السوريين من خلال سياسة الحزب واللغة والدين والرأي الواحد، والتي لا تتناسب مع الطبيعة الاجتماعية للنسيج السوري المتعدد من عرب وكرد وسريان آشوريين وكلدانيين وأرمن وشركس وتركمان وإيزيديين ومسيحيين ومسلمين وعلويين واسماعيليين وموحدين، فجهّلت الشباب وفرضت الأفكار الممنهجة عليهم لخلق جيل تابع من الشباب لا يقوى على الدفاع عن نفسه، ومتشربٍ بأفكار البعث الاقصائية والتعصبية لأجل التحكم بالمجتمع بشكل عام وبالشباب بشكل خاص بما يخدم مصالحه الضيقة، لافتاً إلى دور هذا الحزب في فتح المجال لإيران وأذرعها في تجنيد الشباب السوري في صفوف المجموعات التابعة لها تحت مسميات واهية.
وأضاف البيان: “عندما اندلعت شرارة الثورة السورية في 15/3/2011 وبدأت سلسلة الحراك الشعبي السوري الذي نادى بالحرية والديمقراطية وطالب برحيل منظومة الاستبداد المركزية، فكان الشباب هم الوقود الحقيقي لهذه الثورة من درعا الى إدلب ومن القامشلي إلى السويداء ومن حمص إلى بانياس ودير الزور وكانوا الرياديين في تأسيس المنسّقيات الثورية وعدم الرضوخ لآلة القتل الممنهجة وسياسة الاقصاء، ولكن بسبب غياب تمثيل حقيقي للشباب وعدم وجود خلفية فلسفية سياسية حقيقية، تمكنت بعض الأطراف والقوى الدولية باللعب على الوتر القومي والطائفي لتحرف مسار هذه الثورة إلى اقتتال داخلي يقتل السوري أخاه السوري تلبية لأجندات هذه الأطراف”.
وتابع البيان: “نخص بالذكر على رأس هذه الأطراف دولة الاحتلال التركي والتي عملت على إخراج وإفراغ الثورة من مضمونها بل وذهبت أبعد من ذلك بإدخال السوريين وخاصة الشباب منهم في حروب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، جاعلة السوريين مرتزقة لحروبها في ليبيا وأرمينيا والعراق، كما وحرّضت مكونات الشعب السوري ضد بعضهم البعض من خلال خلق الفتن واللعب على وتر الطائفية والمناطقية وذهبت أبعد من ذلك باحتلال مناطق سورية وفرض تغيير ديمغرافي وفرض للغة والعملة التركية في إدلب والباب وجرابلس وإعزاز وعفرين وسري كانيه/ رأس العين وكري سبي/ تل أبيض في خطوة لقضم أجزاء من وطننا وتهيئتها لضمّها مستقبلاً لها، تنفيذاً لمصالحها التوسعية بإعادة إحياء الإمبراطورية العثمانية تلك الإمبراطورية التي لطالما عانينا منها في الماضي ونعاني من آثارها في الحاضر فأصبحت ما تسمي نفسها المعارضة مرتهنة لا تعمل وفق مصالح ورؤى تخدم السوريين ولا تلبِّ تطلعاتهم بالحرية والديمقراطية”.
ولفت البيان إلى أنه عندما تبدَّى للسوريين انحراف الثورة عن مسارها وغياب وإقصاء القوى الوطنية والثورية الفعلية عن الساحة السياسية، انطلقت ثورة 19 تموز والتي تُعرف بثورة الشباب والمرأة، والمستندة إلى انتفاضة قامشلو 2004 والمرتكزة على فلسفة أخوة الشعوب والعيش المشترك والذهنية الكونفدرالية الديمقراطية والتي تنادي بحق الشعوب في الحرية والديمقراطية الحقيقة، متخذةً مبدأ الدفاع المشروع والخط الثالث أساساً لها، والتي اليوم تنعم مناطقها في شمال وشرق سوريا بالاستقرار والدور الحقيقي الفعلي لبناء معارضة حقيقية وفرصة إيجاد وإقامة نظام بديل والعمل على أساس فلسفة حرية المرأة والشباب المنظّم الفعّال في مجتمعه.
وفي خضمِّ كل هذه الأحداث الجارية والتي تجري في سوريا، قال البيان: “علينا كشباب سوري واعٍ ومؤمنٍ بإيجاد حلٍّ حقيقي لسوريا، القيام بمراجعة نقدية لأنفسنا كشباب سوري والبدء بمرحلة تمكين سياسي للشباب السوري من أجل إعادة بث الروح والطاقة الشبابية، كون الشباب هم العنصر الأساسي في عملية التغيير والتحول الديمقراطي”.
وفي ختام البيان، قال مجلس شباب سوريا الديمقراطية: “نحن في مجلس شباب سوريا الديمقراطية انطلاقاً من واجبنا الوطني أولاً وواجبنا الأخلاقي والإنساني ثانياً تجاه شعبنا عامة وأبناء وبنات شعبنا خاصة، نزف إليكم إعلان مبادرة تحت عنوان التمكين السياسي للشباب ودورهم في عملية التحول الديمقراطي، محاولين من خلال هكذا مبادرات إلى خلق جيل شبابي سياسي أخلاقي ليكون له دور في حلّ الأزمة السورية، ومفعماً بالذهنية الديمقراطية اللازمة لنصل ببلدنا سوريا إلى برّ الأمان ونبني سوريا ديمقراطية تعددية لامركزية”.